حوادث

دماء في أيام مباركة.. قصة بلطجي قتل شابا بعد صلاة العشاء بإمبابة.. ووالدته: كان محضر بدلة فرحه

كتب – أحمد عمر

مكالمة هاتفية لم تتخط الـ 30 ثانية تلقاها شريف صاحب الـ29 عاما من احد أصدقائه في منطقة إمبابة، أخبره خلالها بتعرض شقيقه الصغير “هادي” للحظات رعب وفزع على يد بلطجي بالمنطقة يدعى سونا، عندما تعرض للطفل الصغير بكلب شرس وراح يهدده به وسط حالة من الفزع والرعب انتابت الطفل الصغير.

ترك “شريف” عمله في محل ملابس وهرول لإنقاذ شقيقه الصغير، وعندما وصل إلى الشارع الذي يسكن به، تقابل مع “سونا” “عيب اللي انت عملته مع أخويا دا عيل صغير وممكن يروح فيها”، بعدما ارتفع صوت الاثنين نتيجة المشادة بينهما، تدخل أبناء المنطقة ونجحوا في الفصل بينهما قبل التشاجر.

لم ينته الخلاف عند ذلك الحد، وقرر البلطجي الانتقام من “الضحية” لوقوفه أمامه في المنطقة بتلك الطريقة “لازم يتأدب على اللي عمله”، لكن كبار المنطقة وحكمائها قرروا عقد جلسة صلح بين الاثنين لإنهاء تلك المشكلة التي ستجني خلافات لا يحمد عقباها.

أثناء حلسة الصلح التي جمعت أبناء المنطقة حاول “سونا” استفزاز “شريف” بحركات وألفاظ سيئة، لكن الأخير تمالك نفسه إخمادا للخلافات وتجاوز تلك المشكلة، ورغم جلسة الصلح إلا أن الخلاف بينهما لم ينته، وفي صباح اليوم التالي توجه “البلطجي” لمنزل “شريف” وألقى الألعاب النارية عليه لاستفزازه وإجباره على الخروج للانتقام منه، لكن الضحية أدرك محاولة استدراجه واستمع لنصائح أسرته ورفض الخروج في ذلك الوقت.

في مساء إحدى ليالي رمضان نادى المؤذن لصلاة العشاء، وتوجه “شريف” لأداء الفريضة في ذلك الشهر المعظم، وبعد أن فرغ من الصلاة مباشرة خرج على باب المسجد ليطلب من بعض الصبية الصغار اللعب بالألعاب النارية بعيدا عن المسجد لتسببها في تشتت المصليين بسبب صوتها المرتفع، ولم يكن يعلم ان المتهم يتربص له في ذلك الوقت وعندما خرج الضحية على باب المسجد، فوجئ بطلقة تخترق صدره، لينقلب المسجد ويهرول الجميع تجاه مصدر الصوت محاولين إنقاذ الضحية بنقله إلى المستشفى لكن محاولتهم انتهت بالفشل وصعدت روحه إلى بارئها.

“رابع يوم العيد كان فرحه ملحقتش أفرح بيه ولبس الكفن بدري” بتلك الكلمات الحزينة ودعت الأم المكلومة جثمان ابنها إلى مثواه الأخير، بعدما دفع حياته ثمنا للدفاع عن شقيقه الصغير، وتصدى للبلطجي.

في ممنطقة المنيرة الغربية بإمبابة، حيث يسكن الضحية، اتشحت النساء بالسواد، وملأ الحزن قلوب الجميع حزنا على حياة الشاب الراحل، وعبر الأطفال عن حبهم للضحية بحمل صوره وإلصاقها على جدران الحوائط لتظل ذكراه بين أبناء منطقته حاضره.

وتابعت والدة الضحية: أن ابنها ” شريف، بائع ملابس يبلغ من العمر 29 عامًا، ويوم تشاجره مع المتهم توجه لشراء بدلة الفرح وكان يعد الأيام والليالي ليجتمع بمحبوبته داخل عش الزوجية، وواصلت الأم أن ابنها علم بتعرض شقيقه الصغير “هادي” لمضايقة من المتهم، فتدخل شريف للدفاع عن أخية ووبّخ البلطجي على تصرفه.

استكملت؛ “بعد ساعات، جاء “سونا” المتهم مع أصدقائه، وبدأوا برمي الألعاب النارية على شرفة منزلنا،والتى تسببت في احتراق السجادة، أراد “شريف” الدفاع عن أسرته، لكنّني منعته من النزول، قائلة له: “يابني دول بلطجية بلاش تنزل”، استمع شريف لكلماتي بالفعل، وتدخل أحد رجال المنطقة لتهدئة “سونا” والذي وافق على عقد جلسة صلح، اكنه غدر بابنها وأنهى حياته بطريقة مأساوية.. “ملحقش يفرح بكتب كتابه .. كان لسه جايب فرشته”، تصمت قليلاً و تنتابها حسرة “كان رايح يحجز قاعة فرحه .. ابني اتقتل وهو طالع من الجامع”.

بعد الجريمة لاذ القاتل بالفرار تاركاً وراءه مأساة حقيقية تُدمي القلوب وتُطفئ شمعة عريس قبل موعد زفافه بينما تُغرق أم “شريف” في بحرٍ من الحزن، وتُردد عباراتٍ تُمزّق القلب: “الدفنة كأنها زفة”، أقيمت مراسم العزاء وسط حضورٍ هائل، ضمّ مئات الشباب الذين أتوا ليُشاركوا عائلة “شريف” ألمهم، وكانت تراقب الأم الحشودَ، وتُردد بصوتٍ مُتقطع: “الناس دي كلها بتحبك يا شريف، كنت جدع وطيب وحب الناس بان عليك”.

أما والد الضحية فيطالب بالقصاص لنجله “واثق في القضاء العادل .. وأنا عايز حق ابني عشان نار قلبي تطفي .. ده كان لسه قايس البدلة”.

وعبرت أسرة “شريف” عن شكرها للأجهزة الأمنية على جهودها في ضبط المتهم، لكنّ مشاعر الحزن والألم لا تزال تُسيطر عليهم، ورددت الأم عباراتٍ مُفعمة بالألم: “أبني كان هيلبس بدلة الفرح خلال أسابيع، ودلوقتي لبس الكفن… كان عريس… أريد القصاص العادل من المتهم!”، تُؤكّد الأم على ضرورة إنزال أشدّ العقوبات بالقاتل، مُردّدةً: “الإعدام هو اللي يشفي غليلي… حسبي الله ونعم الوكيل”.

في نفس السياق أكد شهود عيان صحة رواية الأم حول عن حادثة مقتل ابنها “شريف” على يد “المتهم”، حيث روى “أحمد” أحد سكان المنطقة تفاصيل مثيرة عن الحادثة، حيث أكد أنّ المتهم هدّد “شريف” بسلاح أبيض خلال جلسة صلح الت جمعتهما.

وأضاف “أحمد” أنّ “شريف” تمكّن من انتزاع السلاح من المتهم بسرعة، لكنّ المتهم لم يتحمّل هذه “الإهانة” واعتقد بأنه اهانه بتلك الطريقة وانتزاع السلاح من يديه، فقرّر مضايقة “شريف” من خلال السب وإطلاق الألعاب النارية على منزله.

ويُؤكّد شاهد العيان أنّ المتهم وأصدقائه كانوا يلعبون بالألعاب النارية المُزعجة أثناء صلاة العشاء خرج “شريف” من المسجد للتحدث مع أحد الشباب، ودون أيّ سابق إنذار ظهر “سونا” حاملاً سلاحاً نارياً وأطلق رصاصة قاتلة اخترقتن صدر “شريف”.

يُعبّر “أحمد” عن حزنه الشديد على فقدان “شريف” الذي كان شخصاً محترماً ومحبوباً من الجميع ويُؤكّد على عدم رؤيته سوى الخير من “شريف” طوال حياته مرددا: “حسبي الله ونعم الوكيل في المتهم”.

كما تُخيّم حالة من الصدمة على “شقيق شريف” بعد فقدان أخيه فلا يستطيع التعبير عن مشاعره سوى بكلماتٍ مُفعمة بالألم تُطالب بالقصاص من “المتهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى