تحقيق: إسلام أبوخطوة
مع أول أيام شهر رمضان، تتجدد صراعات المواطنين في الشوارع، وإذا بحثنا عن أسبابها تجدها تافهة، يزداد الأمر في والمواصلات، ووداخل الأسواق.
ومع دخول الصائم منزله يواصل مسلسل المشاجرات سواء مع زوجته أو أبنائه، وتصل حدة الخناقات لذروتها قبل الدقائق الأخيرة من انطلاق مدفع الإفطار.
فجوة كبيرة تلاحظها في شهر العبادة بين الواقع من زيادة الصراعات بين المواطنين، وبين النصوص الدّينية التي تحث على السكينة في شهر الصوم، وسلوكيات النّاس في نهار، تناقض كبير بين الذين حرصوا على العبادة ويعكفون على تلاوة القرآن وغيرهم من يعانون من عدم الصبر أو حالة من الكسل والخمول المُفرِط والتململ الدائم والشكوى المتكررة ما ينشب الصراعات خاصة في المصالح الحكومية، وإما أن يتم تأجيل المهام والتقصير في أدائها، أو إنهائها بعد مشاجرات عديدة تصل لحد استخدام الأيدي.
تساؤلات عديدة حول سبب تجدد الصراعات التي تكون أشبه بالموسمية مع المواطنين في شهر الصوم، وسبل الحد منها.
مواطنون: الكييف غلاب وقلة الشاي والقهوة بتعمل جنان
موقع “الموقع “طرح سؤالاً على عدد من المواطنين عن سبب الصراعات المتواصلة أيام رمضان، بالرغم من كونه شهر الصوم والعبادة الذي يلزم على الأخلاق السكينة، فأجمع عدد كبير من المواطنين أن السبب يكمن في قلة تناول الشاي والقهوة خاصة مع الأشخاص الذين يعتادون على التناول بكثرة ويتفاقم الأمر مع الذين يقبلون على القهوة قبل الإفطار.
«الكييف غلاب».. هكذا استهل رمضان خلف، سائق ميكروباص، حديثه وقال إنه يعجز عن بدء يومه إلا بتناول القهوة قبل الإفطار.
يستكمل السائق حديثه قائلاً، إنّ عدد ساعات نومه لا تتجاوز 4 ساعات خلال 24 ساعة ولهذا يحتاج لعدد كبير من القهوة والشاي حتى يستطيع أن يستكمل يومه.
«فيه ركاب بتعصب الواحد ويبقوا مستفزين».. قالها السائق ردًا على سبب نشوب العديد من المشاجرات اليومية بين السائقين والركاب في رمضان وقد يصل الأمر للتطاول بالأيدي، مشيرا إلى أنّه مثل غيره من المواطنين يكونوا مطالبين بأعباء مالية إضافية في رمضان مقارنة عن أي شهر آخر.
أيده الحديث سائق آخر، وقال رفعت كامل، إنّ العمل في شهر رمضان يكون أضعف بكثير عن الأيام العادية خاصة مع كثرة إجازات الموظفين، وفي الوقت الذي يكون مطالب فيه بتوفير مستلزمات منزله بكميات مضاعفة عن الأيام المقبلة وبعد مرور أيام يكون مطالب بميزانية العيد، يصبح الفرد تحت ضغط كبير.
«قلة القهوة بتعمل جنان».. بهذه الجملة استهل فريد خالد، موظف، حديثه، معلقًا على زيادة مشاجرات المواطنين في الشوارع، ويشير إلى أنّ مع تفاقم متطلبات الحياة كثير من المواطنين يعملوا فترات صباحية ومسائية ولا ينامون سوى ساعات قليلة ويواجهون ذلك بالإقبال الكبير على الكافيين.
يستكمل الموظف حديثه وقال إنّ كل مواطن يسير حاليًا في الشارع يكون تحت حصار وسواس الأعباء المالية، ويتابع: «بتلاقي ناس كتير ماشية مش حاسة بنفسها وتكلمه تلاقيه تايه لانه كان بيفكر في ملكوت تاني».
والتقط أطراف الحديث، أحمد جمال، عامل يومية، قائلاً إنّ المشاجرات تحدث لعدم تمسك المواطن بالأخلاق فشهر الصيام شهر الكرم والعبادة وإذا أيقن ذلك المواطن يترك أعباء المالية على الله فجميعها أرزاق، فعليه السعي فقط، إنما المشاجرات اليومية التي تنشب ده بسبب البعد عن الدين.
واستكمل: «بضايق أوي لما بلاقي الصنايعي اللي معايا بيقولي متعصب وبيضايق على أتفه الأسباب بقله روح أنت مش قد الصيام».
استشاري علاقات أسرية تكشف الأسباب الحقيقية للصراعات
قالت الدكتورة نادية جمال، استشاري العلاقات الأسرية، إنّ كثير من المواطنين يعتبرون شهر رمضان شهر الضغوط المادية والنفسية أكثر من كونه شهر العبادة.
تشير استشاري العلاقات الأسرية، إلى أنّ الشهر المقبل من المتوقع ارتفاع حدة الصراعات بين المواطنين التي عادة ما تزداد في الشوارع والمنازل بسبب ارتفاع الأسعار وشعور الكثير من المواطنين بالعجز أمام متطلبات أسرته المادية في رمضان وضرورة توفير المستلزمات، فضلاً عن ضغوط الإقبال على العيد بعد ذلك.
وأوضحت الدكتورة نادية جمال لـ «الموقع» أنّ هناك الكثير من المواطنين يكون طبعهم الهدوء والسكينة ولكن مع شهر رمضان تتبدل معالمهم للعصبية لعدة أسباب كثير منهم يكونوا مدخنين أو من مدمني الشاي والقهوة فتصبح أجسادهم غير مهيئة للعمل أو التطبع على اليوم بدون تناول الكافيين، فضلاً عن تغير طبيعة عدد ساعات النوم المعتاد عليها، فيبدأ الفرد يومه متقلب المزاج لعدم كفايته من النوم وعدم حصوله على الكافيين الكافي المعتاد عليه.
قد يتفاقم الأمر بين الزوج وزوجته في شهر رمضان وتختلق مشاحنات كثيرة لأسباب لا تستدعي هذه الصراعات، وقالت: «فيه ناس كتير بيقولوا يارب الشهر ده يعدي على خير».
وأشارت إلى أنّ الزوجة عليها عامل كبير في تقليل حدة هذه الخلافات بالتزامها الهدوء أمام زوجها بشكل مستمر حتى وإن انهال عليها بالصوت العالي، فتكون مستكينة لكن بداخلها غضب كبير ولكن عليها أن تتأكد إذا تعاملت مع زوجها برضى سيعود لها معتذرًا، كما عليها عدم الضغط على زوجها بالمتطلبات المنزلية والاكفاء فقط بالمتطلبات الأساسية لا غنى عنها.
واستكملت: لو كل زوجة تعاملت بهذا الشكل تهون كثيرًا على الرجال حال خروجهم لأعمالهم صباحًا ويكونوا أكثر هدوءً.
