الموقعخارجي

خبير علاقات دولية يوضح لـ«الموقع» مدى تدهور العلاقات الأمريكية السعودية

كتبت- منى هيبة:

ما تزال تمر العلاقات الأمريكية السعودية، بفترة عصيبة، وذلك بعدما وجهت المملكة العربية السعودية صفعة دبلوماسية وضربة عميقة كما وصفت القيادات في الولايات المتحدة قرار “أوبك+”، بخفض حصص إنتاج النفط.

ويرى مراقبون أن العلاقات السعودية الأمريكية قد دخلت مرحلة الجفاء العلني، ولكن هل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية الاستغناء عن المملكة، بعد قرار أوبك+ أو معاقبتها، خاصة رغم تقديم الرياض مساعدات سخية لأوكرانيا التي تدفع واشنطن نحو دعمها بمواجهة روسيا؟

وقال نبيل نجم الدين، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية: “لا أعتقد أن واشنطن بإمكانها الاستغناء عن الرياض، فمن المستبعد أن تصل بعلاقاتها إلى مرحلة العداء أو التجاهل أو التخلي عن المملكة العربية السعودية، وذلك لعدة أسباب”.

وأضاف «نجم الدين» في تصريحات خاصة لموقع «الموقع» أن السبب الأول يرتبط بالعلاقات بين البلدين التي يبلغ عمرها الآن حوالى 90 عامًا، موضحًا أنه طوال هذه السنوات كانت العلاقات التي تربطهما هي علاقة حليفين.

وأشار إلى أنه مع تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة أحدث تغييرات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي، مؤكدًا أن هناك إصلاحات اجتماعية كبيرة طرأت على البعد الداخلي في المملكة من إطلاق الحرية للمرأة في أشياء كثيرة.

ولفت إلى أن الأمير محمد بن سلمان، قد تبنى سياسات أكثر استقلالية عن سابقيه على المستوى الخارجي، خاصة نحو القضايا الدولية والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن هذا الاتجاه لم يجد قبولًا شديدًا، على الجانب الآخر قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي أثارت الكثير من اللغط حول الدور الرسمي السعودي في هذا الأمر.

وأكد أن الرئيس بايدن بدأ الإدارة في البيت الأبيض بالقدم الخطأ في العلاقات السعودية الأمريكية، موضحًا أن السعوديين شعبًا وحكومةً لم ترض عن التصريحات العدائية التي بدأ بها بايدن إدارته نحو المملكة العربية السعودية التي قال إنها دولة “منبوذة”.

وأكمل الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية “أعتقد أن الرئيس بايدن دفع ثمنًا باهظًا هو وبلاده في علاقاته مع المملكة العربية السعودية وأخطر ما في هذا الثمن هو اتجاه السعودية إلى الخيارات الأخرى البديلة سواء روسيا أو الصين أو غيرهما”.

ورأى أن مستقبل العلاقات بين البلدين “قوية تحت السطح”، وذلك لأنها علاقات استراتيجية، أما على السطح فهناك مناوشات بين إدارة بايدن والرياض لا يستطيع أحد أن ينكرها.

وتابع: “هناك ثلاثة ملفات أساسية تعتمد عليها العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، أولها ملف الطاقة الذي تعتبر السعودية لاعبًا أساسيًا به”، موضحًا أن واشنطن تدرك هذا الدور الذي تقوم به المملكة إما منفردة أو من خلال “اوبك+”.

وأضاف «نجم الدين» أن العامل الثاني هو العلاقات السعودية الصينية، التي تحتل اهتمامًا خاصًا في واشنطن، لأن واشنطن حريصة على ألا تنزلق العلاقات مع الرياض إلى أن تقترب أكثر من الصين.

وقال إن الملف الثالث هو إيران، حيث تحرص الرياض على أن تراقب تصرفات واشنطن نحو طهران، لأن إيران تمثل أمن قومي للسعودية وما تتمخض عنه مفاوضات واشنطن معها حول الاتفاق النووي سوف تنعكس على العلاقات الأمريكية السعودية.

واختتم حديثه قائلًا “لا أعتقد أن أيًا من البلدين على استعداد للتضحية بعلاقاته مع الطرف الآخر، لكن بكل تأكيد العلاقات الأمريكية السعودية قد بدأت فصلًا جديدًا يختلف عن كل ما كان يجري بين البلدين منذ عام 1933”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى