الموقعخارجي

خبيرة بالشأن الإفريقي لـ «الموقع»: انعدم الثقة بين جبهة تيجراي والحكومة الإثيوبية سيفشل مفاوضاتهما

كتب- محمد محمود:

بدأت محادثات السلام الرسمية الأولى في جنوب إفريقيا بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي، لإنهاء الحرب المستعرة  بين الطرفين، حيث من المقرر أن تنتهي تلك المحادثات الأحد المقبل.

وتعد هذه المحادثات فرصة سانحة لوضع حد للأزمة التي تسبب في مقتل الآلاف وتشريد الملايين، فضلا عن ترك مئات الآلاف على شفا مجاعة على مدى نحو عامين.

وفي هذا السياق، علقت الدكتورة أسماء الحسيني، مديرة تحرير الأهرام المتخصصة في الشئون الأفريقية قائلةً: إن محادثات السلام تعد تقدم كبير لإنهاء الأزمة بين الطرفين، حيث تعد أول محادثات مباشرة بين الطرفين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وبين جبهة تحرير تيجراي بعد عامين من القتال الدموي الذي أودى بحياة آلاف البشر في إثيوبيا وتشريد الملايين في إقليم تيجراي وغيره من الأقاليم التي تمدد إليها القتال، فضلا عن خسارة مليارات الدولارات في البنية التحتية و الموارد الاقتصادية الإثيوبية.

وأضافت «الحسيني» في تصريحات خاصة لموقع «الموقع» أن القتال أثر بشكل كبير على جميع مناحي الحياة في إثيوبيا، بجانب وضع وحدة واستقرار إثيوبيا على المحك، ولذلك كان التوجه إلى هذه المفاوضات ما هو إلا استجابة للضغوط الاقتصادية الهائلة على كل الأطراف بفعل الضغوط أيضًا والعقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فضلا عن ضغوط ومناشدات الأمم المتحدة للجلوس على مائدة المفاوضات في جنوب إفريقيا برعاية الاتحاد الأوروبي لوضع نهاية لهذه الأزمة.

وتابعت «الحسيني» قائلة: إن الجميع يعقد الأمل في تلك المفاوضات لوقف إطلاق النار النار؛ لأنه بدون وقف إطلاق النار سيظل ملايين المواطنين محاصرين في اقليم تجراي، ولن تصل إليهم المساعدات الإنسانية إلا بوقف إطلاق النار.

وأكدت الخبيرة المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أن وقف إطلاق النار لن يكون كافيا فقط، لأنه سيبقى “هدنة هشة” قصيرة الأمد، إذا لم يكن هناك تعزيز لها بمفاوضات حقيقة تؤدي إلى إنهاء الأزمة نهائيا.

وشددت «الحسيني» على أن الوصول لحل نهائي أمر شبه مستحيل، إذ أن طرفي القتال بينهما فجوة ثقة عميقة، عمقتها مرارات الحرب واستهداف القيادات بين الطرفين، مضيفة أن هذه الأطراف لديها ما يسمى بـ«المعادلة الصفرية»، والتي تعني أن كل طرف يريد القضاء على الطرف الآخر، فالحكومة الإثيوبية هدفها الآن نزع السلاح من بين أيدي جبهة تحرير تيجراي والقضاء على قواتها في الإقليم والسيطرة على كل المواقع الحيوية في الإقليم، فيما تسعى جبهة تحرير تيجراي للقضاء على الحكومة الإثيوبية والإطاحة بها، وفرض سيطرتها على الدولة الإثيوبية.

ولفتت «الحسيني» إلى أن هذه الحرب هي حرب عدمية عبثية، والمتضرر منها هو الشعب الإثيوبي فقط، مشيرة إلى أن عدم استقرار إثيوبيا سينعكس على القارة بالسلب، ولذلك فإن الأطراف الدولية ستظل تعمل على مواصلة الضغوط على الاطراف ومساندة وساطة الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة.

وأشارت «الحسيني» إلى أن وساطة الاتحاد الإفريقي قد تكون غير مجدية بسبب توجيه تهمة سابقة له من قبل جبهة تيجراي بالتواطؤ لصالح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى