أراء ومقالاتالموقع

حسن القباني يكتب لـ«الموقع»: طوفان المعايدات الإلكترونية!

أمست المعايدات الالكترونية، بكافة أشكالها، أحد السمات البارزة للتهنئة بالأعياد، وباتت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي تزخر مع الأعياد، بعبارات التهاني وتصاميم الفرحة، ولكن هل هذا يغني عن التواصل الاجتماعي المباشر؟
في رأيي ، إن التواصل الاجتماعي المباشر، في زمن الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي وعصر الميتافيرس، بات واجب الوقت خاصة في الأعياد ، بحسب قدر وطاقة كل فرد وبيت وعائلة، ولا يكلف الله عز وجل نفسا إلا وسعها، ولا بيتا إلا طاقته، لأن استمرار استسهال التواصل الرقمي في الأعياد والمناسبات الاجتماعية المميزة واعتباره الأصل ، كالطوفان يجرف أساسيات مهمة في جودة العلاقات العائلية والاجتماعية، ويرسخ الجفاء والتباعد.
وفي هذا الإطار يؤكد استشاري الصحة النفسية الدكتور جمال فرويز في تقرير حديث بصحيفة الأهرام أهمية التواصل الحي المباشر بين الناس بقوله :” التواصل الحي بين الأشخاص عبر الاتصال الهاتفي والتزاور والرؤية وتبادل التهنئة في المناسبات مثلًا، ينعكس بالإيجاب على الروح المعنوية للطرفين وشعورهم بالامتنان، والألفة، والمودة، وهذه قيمة صلة الأرحام التي أوصانا بها الله تعالى، ورسوله الكريم”.
وقد تقبل المعايدات الالكترونية في حال تباعد المسافات وتعذر أداء الواجب في وقته وحينه، وسعة الجمهور للمشاهير وأصحاب العلاقات العامة الكبيرة ، ولكن اعتماد المعايدات الإلكترونية على طول الخط هو الخطر المحدق على العلاقات.
يجب إعادة النظر – ولو بالتدريج – في تلك القضية لانتشارها السلبي، الذي بدأ يغضب منه الكثير، حتى أني رصدت أكثر من رسالة مباشرة في ليلة عيد الأضحى، يستهجن كاتبها تهنئته عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط دون اتصال مباشر على الأقل معه، بل الأمر قد يكون سبب “خناقة العيد” في البيوت المضطربة، التي لا تتحمل من الأصل أي هزة.
للأسف، مع التوغل الإلكتروني في حياتنا، أمسى كثير منا من ذوى المشاعر الإلكترونية ، بشكل عزز الاغتراب والجفاء والقسوة وسهل دروب الانعزال والابتعاد، وهي الأزمة التي تتطلب العمل على تطوير تلك المشاعر الافتراضية لأفق واقعي أرحب وأقوى تأثيرا، وتحويل المعايدات إلى فرصة لتعزيز الاجتماعيات وتجويد العلاقات العائلية.

اقرأ ايضا للكاتب

حسن القباني يكتب لـ«الموقع» نحو اهتمام أكبر بالآباء

حسن القباني يكتب لـ«الموقع» الذهاب إلى المستشار الأسري

حسن القباني يكتب لـ«الموقع» مواجهة العواصف الأسرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى