هلال وصليب

حاجة غريبه | 420 قرشًا كانت سبب أضفاء الفرحة فى نفوس أقباط شبرا

هنا ظهرت السيدة العذراء مريم ويشهد التاريخ على قداسة المكان ،تحمل بين جدرانها العديد من التفاصيل ،ترتاح إليها الأنفس عند زيارتها وتهدأ الروح ،بداخلها يعيش الانسان حالة من الفرحة التى تمتزج بالخشوع أثناء الصلاة ،هنا كنيسة العذراء بمسرة في شبرا أقدم وأشهر كنيسة بالمنطقة عمرها 100 عام.

تشييد الكنيسة

شيدت على مساحة 1200 متر مربع وتعد أول كنائس شبرا التى تحمل اسم السيدة العذراء مريم، والتي افتتحها قداسة البابا كيرلس الخامس في عام 1923، لتصبح من أقدم الكنائس القبطية الأرثوذكسية في جميع أحياء القاهرة بعد كنائس مصر القديمة وكنيسة مارجرجس القللي.

بداية الفكرة

ترجع قصة إنشاء تلك الكنيسة إلى فترة كانت منطقة “شبرا” لا تزال منطقة زراعية ولم يكن هناك كنيسة واحدة تجمع الأقباط من أجل القيام بالصلاة ، ذلك الأمر دفع البعض للتفكير بجدية في بناء أول كنيسة للّم شمل أقباط شبرا للصلاة بها وكذلك الاحتفال بالمناسبات والأعياد المسيحية.

مجرد حلم


ظل أقباط شبرا يحلمون بوجود كنيسة لهم و في عام 1922 اختار عدد من أقباط شبرا اسم السيدة العذراء مريم لأول كنيسة لهم بالمنطقة، ذلك الحلم الذى وقفت وراءه “الجمعية القبطية الأرثوذكسية لبناء كنيسة بشبرا”.
وعقب سلسلة متتالية من الاجتماعات المستمرة لأعضاء الجمعية برئاسة المتنيح القمص سيداروس غالي، تم تحديد الإجراءات اللازمة لاتمام البناء وتجميع المبلغ المطلوب لشراء أرض مناسبة للبناء عليها.

458اجتماع

458 هو إجمالى اجتماعات الجمعية القبطية الأرثوذكسية منذ عام 1922 لوضوع ترتيبات بناء الكنيسة بالكامل، وفي مارس عام 1922 تم انعقاد أول جلسة للجنة، وتم وقتها تشكيل هيئة الجمعية وتحديد مهام كل فرد من أعضائها.

جمع ٤٢٠ قرشا

وجاءت المرحلة التالية في أبريل من نفس العام حيث تم جمع تبرعات لبناء الكنيسة، بلغ قيمتها 420
قرشا وبعد مرور 6 اجتماعات وصل قيمة المبلغ إلى 126 جنيها و 245 مليما، لتبدأ اللجنة في البحث عن قطعة أرض مناسبة للبناء.

وعقب انتهاء الجلسة السابعة والثلاثون وصلت حصيلة التبرعات إلى 575 جنيها و 395 مليما، وحدد أعضاء الجمعية مقابلة مع البابا كيرليس الخامس، وقدمت لقداسته تقريراً بشأن أعمال الجمعية.

شراء الأرض

وفي يوم 15 مارس عام 1923 استقرت اللجنة علىالقيام بشراء قطعة أرض بشارع مسرة، ودفع مقدم شراء 100 جنيه، وتم تحرير عقد شراء.

ترخيص الكنيسة

وفي نفس العام صدر مرسوم ملكي بتوقيع من الملك فٔواد الأول – ملك مصر وقتها – بالترخيص ببناء الكنيسة، ونشر هذا المرسوم بجريدة الوقائع المصرية عدد رقم ٧٥ الصادر في ٢٨ يوليو ١٩٢٣م.

البابا كيرلس يبارك المشروع

بارك البابا كيرلس الخامس – بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وقتها – الأرض المعدة لبناء الكنيسة يوم 6 نوفمبر 1923، وتم استقبال قداسته بالقاعة الخشبية التي ُبنيت للصلاة والوعظ بتكلفة تصل إلى 48 جنيهاً و200 مليم، والتي استمر الوعظ في تلك القاعة ثلاثة أيام أسبوعياً، حتى تم إعداد الرسومات الهندسية للكنيسة.

وشارك في حضور احتفالية وضع حجر الأساس حدايد باشا محافظ القاهرة، والقائم مقام عبدالله بك فريد، ومأمورا قسمي شبرا والازبكية.

حجر الأساس

وفي نوفمبر عام 1924 تم وضع حجر الأساس في بناء الكنيسة على يد مطران البلينا المتنيح نيافة الأنبا أبرام، نائبا عن البابا كيرلس الخامس، ووضع صندوق من الرصاص في الأساسات يحتوي على نسخة من الكتاب المقدس، ومحضر موقع عليه من الحاضرين ومختوم بخاتم غبطة الأب البطريرك، ونسخة من رسومات الكنيسة، والصحف الصادرة في ذلك اليوم، وعدد من العملات المصرية المتداولة آنذاك، وميدالية تذكارية خاصة باليوبيل الذهبي لتجليس قداسة البابا كيرلس الخامس، ونسخ من جميع مطبوعات الجمعية.

أول قداس بمسرة


رغم أن عملية البناء لم تكن قد اكتملت بعد، أقيم أول قداس في 12 أبريل عام 1925، وترأس الصلاة المتنيح القمص سيداروس غالي بالمذبح الرئيسي للكنيسة والذي يحمل اسم السيدة العذراء مريم.

وأوصى نيافة الأنبا توماس مطران المنيا وقتها بإحضار جرسين من دولة النمسا، صنعا خصيصا لحساب كنيسة العذراء بمسرة، يزن أحدهما 150 كيلوجراما والآخر 125 كيلوجراما، وبلغت تكلفة صناعتهما وشحنهما عن طريق البحر مبلغ 52 جنيها و731 مليما.

وتم استكمال عملية البناء وإنشاء الدور العلوي بالكنيسة عام 1954 على يد المتنيح القمص مرقص غالي، وتم بناء مذبحين جانبيين، أحدهما باسم الشهيد مارجرجس، والآخر باسم الشهيد مارمينا.

واستمرت أعمال البناء في الكنيسة، ففي عام 1986 تم بناء مبني إداري بالكنيسة بارتفاع أربعة أدوار فوق الأرضى ، وفي عام 1988 تم تجديد تشطيبات الكنيسة سواء الهياكل أو صحن الكنيسة، كما تم إنشاء كنيستين فرعيتين أعلى الكنيسة الرئيسية، باسم كنيستي الملاك البحرية والقبلية.

الزيارات الرعوية للكنيسة

علي مدار ما يقرب من 100 عام على إنشاء كنيسة السيدة العذراء بمسرة، بوركت بزيارة العديد من باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعضها زيارات رعوية والبعض الآخر لحضور مناسبة تخص الكنيسة.

وقد زار قداسة البابا يؤانس البابا التاسع عشر وال١١٣ من باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كنيسة العذراء بمسرة في عام 1934، وذلك لمتابعة وتفقد أعمال البناء.

لم تكن تلك هي الزيارة الوحيدة لقداسة البابا يؤانس، ففي نفس العام أيضاً 1934 زار قداسته الكنيسة وترأس صلاة القداس، وقام بتدشين المذبح الرئيسى للكنيسة.

كما تعددت زيارات البابا كيرلس السادس للكنيسة، وكانت أول زيارة لقداسته في أول أيام تجليسه كبطريرك للكنيسة، في عام 1959، وفوجيء الجميع بزيارته الغير متوقعة، في تمام الساعة الثالثة صباحاً، ليشارك مرتل الكنيسة في صلوات التسبحة قبل بدء القداس الصباحي.

توالت زيارات مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث لكنيسة العذراء بمسرة، منذ أن كان اسقفاً للتعليم، وكذلك عقب تجليسه كبطريرك للكرازة المرقسية 1972 ، وفي عام 1975 افتتح قداسته أحد مذابح الكنيسة المضافة حديثاً، والذي حمل اسم مذبح الأنبا بيشوى.

كما زار قداسته الكنيسة في عام 1999 مرتين متتاليتين، فكانت المرة الأولى في مناسبة الاحتفال باليوبيل الماسي لبناء الكنيسة وافتتاح مبنى خدماتها الجديد، والمرة التالية حينما حضر قداسته للكنيسة ليشارك في صلاة تجنيز المتنيح القمص شنوده حليم كاهن الكنيسة.

وزار قداسة البابا تواضروس الثاني كنيسة السيدة العذراء بمسرة يوم 11 نوفمبر 2015، وتَُعد تلك الزيارة هي الأولي منذ تجليس قداسته علي الكرسي المرقسي للكنيسة.

وترأس قداسته – يومئذ – صلاة العشية، بمشاركة الآباء الأساقفة ونيافة الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية والعديد من الآباء الكهنة، كما ألقى قداسته العظة الأسبوعية وسط حضور المئات من شعب الكنيسة وأهالي شبرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى