لم يعد أمرًا غريبًا أو مثيرًا للدهشة أن ترى تجمعًا من (النباشين)، حول مقالب القمامة فى جميع أنحاء العاصمة، يقومون بتقليب صناديق وأكوام القمامة وفرز جميع محتوياتها فى إشارة واضحة لصعوبة الظروف الحياتية.
لكن ما أثاره أخيرًا أحد الأصدقاء على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك)، يؤكد أننا بصدد ظهور فئة أخرى من النباشين الجدد- وهم ينتمون لفئة الموظفين- انضموا فى الفترة الأخيرة للنباشين التقليديين وتخصصوا فى جمع (كانزات) المياه الغازية من الشوارع والمقاهى للاستفادة من ارتفاع أسعار المعادن فى الفترة الأخيرة وبيعها لتجار الخردة وتحقيق دخل إضافي يعينهم على تحمل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة!.
وهنا يحضرني تجربة مشابهة عاينتها على أرض الواقع فى مدينة “نيو فينب” -وهى إحدى المدن الهولندية الصغيرة- حيث يقوم السكان المحليون بجمع ما يتوافر لديهم من فوارغ (كانزات) المياه الغازية وزجاجات المياه المعدنية الزجاجية والبلاستيكية والتوجه بها لأحد مراكز تجميع هذة الفوارغ التابعة لأحد المراكز التجارية بالمدينة دون أية مشاكل أو تكدسات، ثم يقوم الكاشير بتسليم قيمة هذه الفوارغ وفقًا لتصنيفها.
من هنا فإنه ليس غريبًا أن نجد الطبقة الوسطى فى مجتمعنا وهى تحاول البقاء والعيش بكرامة ومقاومة السقوط فى الحضيض بعد تعقد الأمور من حولها وفقدها للكثير من الحد الأدنى للرفاهية البسيطة التى كان يمكنهم تحقيقها فى الماضى القريب، حتى أنها قد تقدم على امتهان وظائف قد تتنافى مع المكانة الإجتماعية فى بلادنا، لكن هذا لا يمنع أن هناك واجب على الدولة فى دعم كفاح الطبقة الوسطى “الحياتي”، لأن بقاءها على قيد الحياة ضرورة لحيوية أى مجتمع من المجتمعات.
اقرأ ايضا للكاتب
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. «التجلى الأعظم» للسياحة الأعمق!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. نقابة الصحفيين بين المهنية والخدمية والتصويت العقابى!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. QR كود للعمرة لمواطنة مسيحية!
