جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. نقابة الصحفيين بين المهنية والخدمية والتصويت العقابى!
تنطلق خلال شهر مارس المقبل انتخابات نقيب الصحفيين ونصف أعضاء مجلس النقابة، من خلال معركة متأرجحة بين المحافظة على المهنة وما يواجهها من تحديات كثيرة على جميع المستويات، وبين الرغبة فى دعم الحصول على المزيد من الخدمات والمزايا التى افتقدها أعضاء النقابة خلال السنوات الأخيرة!.
ومما لاشك فيه أن المهنة تواجه فعلًا ضغوطًا كبيرة منذ أكثر من 10 سنوات، وهو ما يستلزم -بطبيعة الحال- وجود أعضاء فى المجلس مدركون تمامًا للتحديات التى تواجهها المهنة فى هذه المرحلة، وهو ما يعنى أن أعضاء الجمعية العمومية لنقابتنا الغراء مطالبون -هم أنفسهم- بوضع الجانب المهنى فى اختياراتهم حتى لاتضيع المهنة وما يتبع ذلك من خسائر أخرى قد تكون فادحة إنسانيًا ومهنيًا ومجتمعيًا.
وعلى الجانب الخدمى، فإن من حق أعضاء النقابة الحصول على خدمات ومزايا شأنهم شأن باقى النقابات والهيئات، وهنا أسجل دهشتى الشديدة من النقد الموجه لزملاء ترشحوا لمجلس النقابة استنادًا على ما يقدمونه من خدمات شتى لزملائهم ، وكأن تقديم الخدمات “عار” على الصحفيين وسبه فى جبين المرشح!
هذه المعركة الانتخابية ليست معضلة هذة المرة ، فالهدف واضح بالنسبة لانتخابات التجديد النصفى للمجلس ، فالصحافة تواجه أزمات مهنية وقانونية وتشريعية وتفتقد -فى نفس الوقت- للكثير من الخدمات التى كانت تحصل عليها فى الماضى بسهولة ودون تعقيدات، ولذلك أتصور أن الحيرة ستكون فى اختيار النقيب، وربما يلجأ الكثيرون للتصويت “العقابى” فى اختيار النقيب المقبل، وقد حدث -فى الماضى القريب- عندما صوت الصحفيون على اختيار جلال عارف – كممثل للمعارضة-نقيبًًا فى مواجهة مرشح الحكومة -فى ذلك الوقت- صلاح منتصر، رغم حصول الأخير على موافقة الدولة على زيادة المخصصات المالية للجماعة الصحفية! وهو أمر غير مستبعد ومحتمل حدوثه هذه المرة، وفى النهاية فإن هذة الانتخابات هى “بروفه” حقيقية لما يمكن أن تكون عليه المهنة فى المستقبل القريب جدًا ، فإما الخروج من النفق المظلم والنجاة بالمهنة أو تسجيل شهادة وفاتها تمهيدًا لدفنها واعتبارها من “التاريخ” !.
