لم أستوعب جيدًا ما هى الحكمة الحقيقة من تلك الأخبار المتواترة أخيرًا عن تلك الدراسة التى تجرى الآن لتغيير اسم مدينة “سانت كاترين” الواقعة بمحافظة جنوب سيناء -خلال الفترة المقبلة -إلى مدينة «التجلي الأعظم»، خاصة أن السبب المعلن هو أن هذا التغيير يأتى في إطار الخطة التنموية الشاملة التي أطلقتها الدولة لتنمية المدينة من مختلف الجوانب واستغلالها سياحيًّا!.
هناك من يقول أن تغيير اسم المدينة يأتى متواكبًا مع المشروع الضخم الذي ينفذ فيها، ويتماشى مع تطلعات الدولة المصرية إلى وضع مدينة «سانت كاترين» على خريطة السياحة العالمية، خاصة مع توافر المقومات الفريدة التي تؤهل المدينة العريقة لجذب أعداد ضخمة من السياح !
كل ما ذكر سابقًا يبدو جميلًا، ولكن تبقى الأسئلة حائرة: هل اسم المدينة التاريخية القديمة يقف عائقًا أمام تنمية المدينة خاصة فى المجال السياحى؟! هل اسم «التجلى الأعظم» سيكون أكثر تحفيزًا للسياح من جميع الجنسيات لإعادة اكتشاف المدينة القديمة؟، وما الذى يعوق عمل تنمية سياحية متكاملة فى المدينة مع بقاء اسمها التاريخى الذى اشتهرت به ؟! وأخيرًا هل تم عمل دراسات وإجراء استبيانات خلصت الى أن اسم المدينة هو العائق الأعظم للسياحة الأعمق؟!
طبيعى أن نثمن جميعًا كل خطط الحكومة لاستغلال جميع مواردنا السياحية، الاستغلال الأمثل لصالح الدولة وزيادة حصيلة مواردنا من النقد الأجنبى فى ظل تمتع مصر بتنوع كبير فى المنتج السياحى، كما أن المدينة تمتلك فعلًا جميع المؤهلات لجذب السياحة، لكن ربط التنمية والترويج السياحى لمدينة من المدن بتغيير اسمها، يجافي العقل والمنطق بل والواقع، فأنا لم أر أبدا فى العصر الحديث فى أى من الدول السياحية من يربط تنمية مدينة أو مكان-من الناحية السياحية- بتغيير اسمها، وأتصور أن التركيز والاهتمام بالجانب التنموى -من جميع النواحى- مع تقديم تسهيلات للمستثمرين العرب والأجانب، أهم وأنفع من الاهتمام بالبحث عن اسم جديد وجذاب لمدينة أو مكان ضارب جذوره فى أعماق التاريخ.
اقرأ ايضا للكاتب
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. نقابة الصحفيين بين المهنية والخدمية والتصويت العقابى!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. QR كود للعمرة لمواطنة مسيحية!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. تطهير المجتمع من روتين يومي !
