الموقعتحقيقات وتقارير

جنوب إفريقيا أمام خيارات صعبة حال عدم التزام إسرائيل بقرار الجنائية الدولية

تقرير: محمود السوهاجي

تنظر محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الخميس، دعوى قضائية رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، متهمة إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

الوقائع:

تستند الدعوى إلى أن إسرائيل ارتكبت أفعالًا ذات طابع إبادة جماعية، لأنها ترتكب بالقصد المحدد لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من القومية الفلسطينية الأوسع والمجموعة العرقية والإثنية.

وتشير الدعوى إلى أن إسرائيل، ومنذ 7 أكتوبر الماضي، فشلت في منع الإبادة الجماعية، وفشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية، وأنها تورطت في المزيد من أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

وطالبت جنوب أفريقيا المحكمة الدولية باتخاذ إجراءات مؤقتة لحماية الفلسطينيين في غزة من أي ضرر جسيم إضافي وغير قابل للإصلاح، ولضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.

رد إسرائيل:

وافقت إسرائيل على المثول أمام محكمة العدل الدولية، حيث أكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل ستدافع عن نفسها أمام المحكمة، وتفند اتهامات جنوب أفريقيا بارتكاب إبادة جماعية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لم تقصد أبدًا تدمير الفلسطينيين، بل أن حماس هي التي تسعى إلى إبادة إسرائيل.

الرأي العام:

أشاد العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان بالدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، معتبرين أنها خطوة مهمة في محاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

وقال الباحث في الشأن الأفريقي الشرق الأوسطي نعيم جينا إن التوثيق الذي قدمته جنوب أفريقيا يشير إلى الحاجة الماسة لمثل هذه القضايا، في ظل التضليل المتزايد حول الحرب.

نرشح لك : لماذا لم تنضم مصر إلى جنوب أفريقيا في دعوتها لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية؟ .. سياسي فلسطيني يكشف لـ «الموقع»

كما رحب الناشط في اللجنة اليهودية لدعم فلسطين أنثوني هودجسون بقرار حكومة جنوب أفريقيا، بمتابعة اللجوء العاجل إلى محكمة العدل الدولية، فيما يتعلق بالإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

إسرائيل لا تخشى محكمة العدل الدولية:

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي وخبير القانون الدولي الإنساني، إن إسرائيل لا تخشى محكمة العدل الدولية في حد ذاتها، ولكنها تخشى الآثار والتداعيات القانونية والسياسية والأدبية التي ستنجم عن أي قرارات عاجلة صادرة عن المحكمة.

أوضح سلامة أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة للطرفين المتنازعين، وأن أي قرار عاجل تصدره المحكمة يُخطر به فورًا مجلس الأمن وكافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وأضاف سلامة أن جنوب إفريقيا يمكن أن تذهب إلى مجلس الأمن وتطالبه باتخاذ ما يلزم تجاه أي قرار عاجل تصدره محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.

وأشار سلامة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة دائمة مستقلة عن الأمم المتحدة، وعدد أعضائها اليوم أصبح 124 دولة، ومن بين هذه الدول، 5 دول عربية، بينهم فلسطين.

وأضاف أن المحكمة بدأت بالفعل ولأول مرة في تحقيقات جرائم حرب مُدعى ارتكابها من جيش الاحتلال في عام 2014، والذي شهد حملة إسرائيلية غاشمة على قطاع غزة، فضلا عن جرائم المستوطنات الإسرائيلية.

وأوضح سلامة أن التحقيقات في المحاكم الدولية ليست بذات الوتيرة السريعة، لأن كل ما نراه من فظائع وانتهاكات لم ترها البشرية في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية التي كانت تضم 35 دولة متحاربة، ليست الأدلة الدامغة التي تُقدم للجنائية الدولية.

وأكد سلامة أن التوثيق مهم، وإذا كانت المحكمة الجنائية الدولية بعيدة المدى في التحقيقات الجنائية، هناك دول أطراف أعضاء في اتفاقيات جينيف، هذه الدول ملزمة بمحاسبة وملاحقة أي مجرم حرب مهما كانت جنسيته ومهما كان الإقليم أو الدولة التي تدعمه.

خلص سلامة إلى أن إسرائيل تخشى التداعيات القانونية والسياسية والأدبية لقرارات محكمة العدل الدولية، والتي يمكن أن تؤدي إلى عزلة إسرائيل دوليًا، وفتح الباب أمام الدول الأخرى لملاحقة إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى