حوادث

جثث أسفل الأنقاض وأبطال لتفتيت الصخر.. حكاية الوجع من عقار جسر السويس المنهار

كتب عدي الريان وأحمد عمر

بعد مرور أقل من 24 ساعة على كارثة تصادم قطارين بسوهاج الذي راح ضحيته 19 متوفي و185 مصابا، كانت منطقة جسر السويس بحي السلام على موعد أخر بوقوع كارثة أدمت القلوب وهزت مشاعر المصريين، بانهيار عقار مكون من 11 طابق على رؤوس قاطنية في الثالثة فجراً، مما أسفر عن مصرع 8 مواطنين وإصابة 24 أخرين.

منذ وقوع الحادث في الثالثة فجرا هرعت قوات الحماية المدنية إلى مكان العقار المنكوب؛ لمساعدة الجرحى والمصابين وانتشال الجثث من أسفله، ولم يدخر رجال الأمن جهدا أو وقتا في تقديم المساعدة، وتم الدفع بأوناش محافظة القاهرة إلى مكان العقار لرفع الركام، وانتشال الضحايا.

داخل العقار المنكوب تقطن عدة أسر خلد الجميع إلى النوم، ولم يكن يعلم أي منهم بأنها ساعات قليلة وستنقلب حياتهم، ويفقد العديد منهم ذويه نتيجة فاجعة تدمي القلوب، فبرغم الهدوء الذي عم المنطقة في ذلك التوقيت، إلا أن صوت سقوط العقار كان قويا تجمع على أثره مئات الأهالي الذين وقفوا عاجزين أمام الكتل الخرسانية التي سقطت على جيرانهم وفشلوا في تخفيف ألامهم.

روايات عدة ينقلها الأهالي في أحاديث جانبية عن سبب الكارثة، ولم يعلم أحد بالحقيقة وفي انتظار التحقيقات الرسمية للوقوف على السبب الحقيقي لسقوط العقار، ومن بين تلك الروايات مارواه أحد سكان المنطقة البيت عبارة عن ثلاجة.. وصاحبه بنى فوقه 9 أدوار مخالف”، واستكمل أنه سمع صوت انفجار قوي تبعه سقوط العقار في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت.

وقال محمود سليم أحد السكان أن المنزل المنهار بداخله بدروم ومصنع استأجره أحد الأشخاص منذ فترة وكان يقوم بعمل توسع وإزالة بعض الأعمدة من الداخل، وقبل الحادث بعدة ساعات شاهد العمال أثناء تنفيذ تلك التوسعات.

وتابع الشاب مصطفى أمين أنه توجه إلى مكان انهيار العقار بعد علمه بالحادث مباشرة، وساعد بعض أهالي المنطقة الذين تواجدوا بمكان الواقعة في رفع بعض الكتل الخرسانية من فوق رؤوس السكان، وأنه كان يسمع صوت استغاثات صادرة من الأسفل لكن لم يستطع أحد نجدته “كان فيه أصوات بتستغيث من تحت ومعرفناش نلحقها,, وبعد شويه الأصوات دي اختفت والناس ماتت”.

على جانب الطريق بالقرب من العقار وقف “سامح وزوجته” يبكيان على شقى عمرهما مرددين أنهما تزوجا منذ عدة شهور بشقة دفعا بها تحويشة عمرهما، وعلى الرغم من ذلك سعداء بنجدنهما من تلك الكارثة.

سامح وزوجته لم يكونا في البيت فجر اليوم من حس حظهما، فقد كانا في زيارة إلى أسرتيهما في إحدى قرى مركز السنطة التابع بمحافظة الغربية: «جالنا تليفون بيقول لنا إن فيه عمارة وقعت في المكان اللي احنا ساكنين فيه ولما دخلنا ندور على الإنترنت لقيناها شقتنا».

وتواصل قوات الدفاع المدني جهودها لرفع ركام عقار جسر السويس المنهار وانتشال الجثث وإنقاذ المصابين.

كشف مصدر أمني أن مستشفي السلام التخصصي استقبل 8 جثث من ضحايا حادث انهيار عقار بالسلام، مفارقين الحياة.

وأوضح أن من الضحايا جثتين لفتاتين مجهولتي الهوية في العقد الثاني من العمر، وباقي الضحايا هم: مصطفى محمود على 32 سنة، محمود محمد محمود 30 سنة، ومسن في أواخر الخمسينات يدعى “عمرو”، محمود محمد فكري 26 سنة، عبد السلام السيد ابراهيم 55 سنة، كمال صبري بوحه 22 سنه.

وكان أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام بالتحقيق العاجل في حادث انهيار عقار بجسر السويس.

وشهدت منطقة جسر السويس في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، سقوط عقار مأهول بالسكان مما أسفر عن مصرع 5 أشخاص وإصابة 24 أخرين، ومازال قوات الانقاذ والحماية المدنية يواصلون عملهم في رفع الأنقاض والبحث عن أي ضحايا أخرين.

كانت غرفة العمليات المركزية بمحافظة القاهرة، تلقت بلاغًا في الثالثة من فجر اليوم، بانهيار عقار مكون من بدروم وأرضي و٩ طوابق متكررة بشارع الثلاجة، تقسيم عمر بن الخطاب، بجوار محطة مترو عمر بن الخطاب (حي السلام 1).

وعلى الفور انتقل اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، لموقع الحادث وبرفقته قوات الحماية المدنية والإسعاف والقيادات الأمنية، وجميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لمتابعة عمليات إنقاذ القاطنين بالعقار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى