الموقعتحقيقات وتقارير

تكلفة باهظة تصل إلى 500 ألف: «البحث عن الحياة» عمليات تغيير صمامات القلب..ورحلة انتظار العلاج على نفقة الدولة

>> «سمير»: صمامات القلب سلعة مستوردة..ولا بديل مصري لها

>> سبب إرتفاع سعر الصمامات هو سبب اقتصادي يأتي كنتيجة هبوط قيمة الجنية

>> «شفيق»: أول أسباب تغيير صمام القلب في مصر هي انتشار الحمي الروماتيزمية

>> تتنوع صمامات القلب بين بشرية وحيوية من أصل حيواني أو معدنية

>> صمام القلب الخلوي قد يصل ثمنه إلى نصف مليون جنيه

تحقيق- منى هيبه:

تحظى عملية تغيير صمام القلب بأهمية كبيرة للغاية، فهي تعالج مشاكل خطيرة تصيب القلب وتؤثر على مسار الدورة الدموية في الجسم كله، ومع الظروف الاقتصادية الأخيرة اختلف سعر عملية تغيير صمام القلب كثيرًا عن باقي العمليات الجراحية، فالبعض يتحدث عن تكلفة تبلغ قدرها 110 ألف جنيه وآخرون يُجزمون بأن تكلفة العملية لا تقل عن 400 ألف جنيه، مما جعل البعض يتجه للعلاج على نفقة الدولة، فهذه العملية تمثل لهم الأمل في الحياة، الأمر الذي جعل قوائم الانتظار ممتلئة بل إن كثيرا من المرضى ربما يأتيه الأجل قبل موعد العملية.

في هذا التحقيق يتناول «الموقع» عمليات تغيير صمام القلب ومتى يحتاج المريض لإجرائها وأسباب إرتفاع أسعار صمامات القلب…؟

• سريان الدم

الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس، يقول، إن عملية تغيير صمام القلب تتم عندما يكون أحد صمامات القلب تالفا، ويتمثل دور صمامات القلب في الحفاظ على سريان الدم في اتجاه واحد دون الرجوع للخلف.
وأوضح أن تلف صمام القلب قد يكون نتيجة لخلل يؤدي إلى ارتجاع الدم في الاتجاه المخالف، مؤكدًا أن ذلك يحدث لأسباب متعددة قد تكون منذ الولادة أو نتيجة عدوي أشهرها العدوي البكتيرية والتي تحدث نتيجة بعض الإجراءات التدخلية بالقسطرة.
ولفت «سمير» إلى أن تلف صمام القلب يحدث عند كبار السن نتيجة الجلطات التي تحدث عند انسداد الشرايين والتي يمكن أن يصاحبها تلف في الصمامات.

وأشار إلى أن هناك أنواع كثيرة من صمامات القلب سواء التي يتم تغييرها عن طريق صمامات بشرية أو صمامات حيوية من أصل حيواني أو صمامات معدنية.

• ارتفاع أسعارها

وأكد أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس أنه في بعض الأحيان يتم إصلاح صمامات القلب دون الحاجة إلى تغيير.
وبالنظر إلى ارتفاع أسعار صمامات القلب قال «سمير» إن أسباب ارتفاع أسعار صمامات القلب هو انخفاض قيمة الجنيه، موضحًا أن الصمام سلعة مستوردة لا تُنتج في مصر.

وأشار إلى أن الصمام ثمنه لا يتغير، مشيرًا إلى أن الصمامات المعدنية تكون في حدود 500 دولار التي كان يبلغ سعرها 3 آلاف جنية في الماضي، ولكن أصبح حاليًا يتعدي 15 ألف جنيه.

ولفت إلى أن الصمامات الحيوية ثمنها يكون أغلى مقارنةً بالاخري، وذلك لأنها تحتاج تكنولوجيا معينة، وطرق حفظ مختلفة، موضحًا أن ثمنها يبلغ حوالى 1500 دولار أي 45 ألف جنيه.

• البديل المصري

وأكد أنه لا يوجد أي بديل مصري لتلك الصمامات، لافتًا إلى أن المشكلة ليست فقط في ارتفاع سعر الصمامات، إنما هناك أيضا نقص وعدم توافر الصمامات نتيجة مشاكل الاستيراد.

وتابع: “مع إنشاء ما يسمي “بالشراء الموحد” لم يعد هناك شركات تستورد”، موضحًا أن في الماضي كانت كل الشركات تستورد وتتنافس في السوق، إنما أصبح الشراء الموحد الآن هو الذي يأخذ طلبات جميع المستشفيات العامة في مصر لشرائها.

• أسبابه

الدكتور محمد شفيق، أستاذ جراحة القلب والصدر، يقول، إن صمام القلب يتم تغييره إذا لم يقم بالوظيفة الخاصة به، موضحًا أن وظيفة الصمام هي مرور الدم في إتجاه واحد.

وأكد أن صمام القلب يفقد وظيفته إذا حدث ضيق أو وسع في الصمام، فلا يستطيع الدم أن يمر من خلاله.

وأوضح «شفيق» أن أول أسباب تغيير صمام القلب في مصر هي انتشار الحمي الروماتيزمية للقلب، أو أن يكون ناتج عن تكيسات تحدث في سن كبير غالبا ما يكون فوق 55 عام، إضافة الى حدوث تهتك في الصمام نفسه سواء كان مع العمر أو الخبطات او التدخل بالقسطرة.

• قيمة الجنيه

ولفت إلى أن سبب ارتفاع سعر الصمامات هو سبب اقتصادي يأتي كنتيجة لهبوط قيمة الجنية لا علاقة له بالصمام نفسه، موضحًا أن سعر الصمامات ثابت عالميًا.

وتابع: “لدينا أنواع كثيرة من الصمامات، فهنالك الصميم الحديد أو الصمام الخلوي”، موضحًا أن الصمام الخلوي يكون ثمنه ثلاث أضعاف الصمام الحديدي فقد يصل ثمنه إلى نصف مليون جنيه.

وأشار أستاذ جراحة القلب والصدر إلى أن هناك 3 شركات على مستوى العالم فقط هم من يحتكرون صناعة وإنتاج صمامات القلب، وذلك لما تحتاجه من تكنولوجيا عالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى