الموقعتحقيقات وتقارير

تدوير الموت.. بواقي زيت الطعام بـ 20 جنيه.. لماذا وأين تذهب؟.. «الموقع» يفتح الملف

يُعاد تدويره لإنتاج وقود حيوي صديق للبيئة “بيوديزل”

كيلو واحد من راجع زيت الطعام ينتج 9 لتر من الوقود

يدخل في صناعة صابون الأواني والجلسرين لإنتاج كريمات البشرة و المراهم الدوائية

تدخل مصانع «بير السلم» يحول المشروع لكارثة تهدد البيوت

أخصائي مناعة: يحتوي على مواد كيميائية تضر الجسم والجهاز المناعي والكبد والدم

طبيب الباطنة العامة: يسبب الإصابة بسرطان القولون والبنكرياس والمعدة

تقرير- منار إبراهيم:

«بواقي زيت الطعام بـ 20 جنيه» أصبحت هذه الكلمات تتردد على أسماعنا كثيرًا خلال الآونة الأخيرة، عبر الباعة الجائلين الذين يتجولون بعرباتهم شوارع مصر، يشترون الزيت المستعمل من البيوت ليعاد تدويره مرة أخرى، فيما يستخدم هذا الزيت وما هي أضراره وفوائده؟، هذا ما يوضحه « الموقع» خلال السطور القليلة القادمة …

كان الاحتياج الكبير لتوفير الطاقة والتي أصبحت تحديًا كبيرًا يواجه العالم كله، خاصة بعدما أصبح زيت البترول المصدر الرئيسي للطاقة في العالم على وشك النفاد، دافع إلى تفكير الدول في إنتاج وقود بديل عبر اكتشاف عدة طرق لإعادة تدوير زيت الطعام، وتحديد المنتجات العديدة التي يمكن استخراجها منه وتحويله لوقود حيوي “بيوديزل”.

ومن هنا، انتشرت الشركات التي تتبنى هذا المشروع خاصة بعد حساب الجدوى الاقتصادية له، فأصبح إنشاء تلك الشركات حلم العمر الذي يداعب ملايين الشباب، حيث ثبت أن كل كيلو واحد من راجع زيت الطعام ينتج 9. ليتر من الوقود.

ومع التكاتف العالمي لمواجهة تغييرات المناخ، أصبح الاحتياج إلى الطاقة النظيفة تحديًا آخر، وبذلك يعتبر توفير الطاقة بكميات كبيرة متوقعة من الوقود الحيوي مكسب كبير، لأن ناتج احتراق هذا الوقود هو الماء، بما يعني خلوه تماما من أي أضرار بيئية محتملة.

ونظرًا الكميات زيوت الطعام المستهلكة من المنازل، والتي لو تركت في النفايات سوف تتسبب كوارث بيئية، بدأ إعادة تدوير زيت الطعام في إنتاج العديد من الصناعات، منها: الصابون السائل الخاص بغسيل الأواني والأغراض المنزلية الأخرى، يستخلص منه زيت الجلسرين ويدخل في العديد من الصناعات مثل الكريمات المرطبة للبشرة، والمركبات الدوائية مثل المراهم.

ولكن هذا الأمر لم يلق الاهتمام الكافي من قبل الحكومات، وإن بدأت منظمات المجتمع المدني بتسليط الضوء عليه، إلا أن الجهود ما زالت محدودة في هذا الأمر، مما أدى إلى ظهور عدد من مصانع «بير السلم» التي استغلت الازمة وحققت مكاسب طائلة من تدوير الزيت، ليتحول إعادة تدوير الزيت المستعمل من مشروع صديق للبيئة إلى كارثة تدخل البيوت.

نرشح لك : «أرجل الفراخ» تثير الغضب على «المنصات».. و«نشطاء» لمدير معهد التغذية: «هل تسطيع تقديمها كوجبة لأهل بيتك؟»

ففي هذا الصدد، قال الدكتور عبد المنعم مدحت، أخصائي أمراض المناعة والذئبة الحمراء، إن زيت الطعام المستعمل يحتوي على مواد كيميائية تضر الجسم والجهاز المناعي والكبد والدم، كما أن استخدام الزيوت أكثر من مرة يسبب السرطان.

وأضاف أن الاستخدام المتكرر لزيت الطعام يؤد إلي زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، وخلل في الجهاز المناعي وتظهر أعراض ذلك في إنهاك شديد في الجسم نتيجة تحميله بالسموم.

وأكد أخصائي المناعة على ضرورة اقتصار إعادة تدوير زيت الطعام ليدخل في أغراض صناعية غير الطعام، لما يسببه من مخاطر جسيمة على الصحة.

ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحمن إسماعيل، طبيب الباطنة العامة، أن استخدام الزيت أكثر من مرة يتسبب في الإصابة بالأمراض السرطانية مثل سرطان القولون، البنكرياس، المعدة.

وفي النهاية، لفت طبيب الباطنة إلى أن الزيوت المشبعة تضر بصحة الإنسان، وتزداد الخطورة لما تسببه الزيوت المعاد تدويرها من أضرار حيث يؤدي أكسدة الزيت إلى ارتفاع الكوليسترول وارتفاع معدل الدهون الثلاثية واختلال وظائف الكبد والكلى وتصلب الشرايين، وزيادة نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى