الموقعهلال وصليب

بعد حديثه عن عصيان المرأة وصوتها.. عالم أزهرى يفحم «الهلالي» (خاص)

كتب – أسامة محمود

مرة أخرى يثير الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف، الجدل ، بعد تصريحاته الأخيرة فى أحد البرامج التليفزيونية عن فتاوى المرأة، وتعرض فيها إلى أن صوت المرأة ليس عورة وعمل المرأة وخروجها من المنزل بدون إذن زوجها، وبعض الفتاوى الأخرى والتى وصفها بفتاوى انتحت صلاحيتها.

وتصدر “الهلالى” محركات بحث جوجل ومواقع التواصل الاجتماعي بعد حديثه عن فتاوى المرأة واستعرض “الهلالي”، عددا من الفتاوى الخاصة بالمرأة مؤكدًا أن هناك اجماعات فقهية وفتاوى شائعة انتهت صلاحيتها بالنسبة للمرأة ومنها: صوت المرأة عورة، عمل المرأة وتعليمها وقرارها في البيت،3- ولاية المرأة.. الإدارة والقضاء، خروج المرأة بدون إذن الزوج، خضوع المرأة للفراش بأمر الزوج”.

وقال إن عمل المرأة كان مُحرمًا في الماضي لكنه أصبح الآن شرف، مشيرا إلى أن الشيخ محمد الغزالي أعد كتابًا بعنوان “من هنا نعلم”، يرد فيه على خالد محمد خالد عام 1951 الذي كتب كتابًا بعنوان “من هُنا نبدأ”.

وأردف الهلالي: “الشيخ الغزالي قال في كتابه كيف نصبح كالغرب والمرأة تخرج للعمل والدواوين الحكومية تصبح فاسدة وينتشر الانحراف، فعاش وكتب الكتاب وظلوا يرددوا لهذه المعلومة لمدة 36 سنة اللي أنا وجيلنا عشنا ضحية هذه الفتوى التي تقول إن عمل المرأة حرام”.

وأضاف: أن الشيخ الغزالي عام 1986، قال إنه ندم وتاب إلى الله وكانت الفتوى خاطئة وكل الأحاديث التي وجهها بشأن عمل المرأة حرام، هي نفسها التي أوجهها إن عمل المرأة شرف”.

وفى مداخلة مع “الموقع” رد الدكتور عبد العزيز النجار رئيس الإدارة المركزية لمنطقة دمياط الأزهرية، وأحد علماء الأزهر الشريف، على تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالى، قائلا، إن هذه التصريحات بمثابة دعوى للانحلال والتسيب ودعوى أن المنزل لا يكون له قوام أو مسئول، وتسود الفوضى بين الأسر المصرية .

وأضاف “النجار” أن صوت المرأة ليس بعورة ولكن الخضوع فى القول هو العورة والمنهى عنه فى القرآن والسنة الشريفة كما قال القرآن الكريم، “فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض” ولا يمكن أبدا أن نعزل المرأة عن مخاطبة الرجال لأنها تمثل نصف المجتمع، مشيرا إلى أن الحديث والكلام النافع من قبل النساء لا بأس به، والاستماع إليها من قبل الرجال ليس بعورة.

وتابع “النجار” أما عن خروج المرأة أو الزوجة من بيت زوجها بدون إذنه فهذا الأمر، إن لم يكن شرعًا فهو تنظيم لمؤسسة الأسرة التى يقودها الرجل الذى جعل الشرع له القوامة، ولا يمكن أبدا ان يكون هناك أى مؤسسة يديرها أكثر من مدير، لافتا إلى أن الله عزوجل من أجل انجاح مؤسسة الأسرة الاجتماعية جعل الرجل هو من يقود هذه المؤسسة اقتصاديًا وسياسيًا اجتماعيًا، وبالتالى عندما يخرج احد افراد الأسرة بدون إذنه يحدث خلل فى هذه المؤسسة وتسود العشوائية والانفلات.
وتابع أن دار الإفتاء المصرية شددت فى هذا الأمر وأكدت أنه لابد استئذان الزوجة عند الخروج للصلاة فى المسجد وهذا يدل أنه يجب عدم خروج الزوجة من بيت زوجها إلا بإذنه.

نرشح لك : ما حكم وصل الشعر بالاكستنشن؟.. واعظة أزهرية تكشف لـ «الموقع»

وعن خضوع المرأة للفراش بأمر الزوج، والذى سماها “الهلالى” بفتاوى انتهت صلاحيتها، أكد “النجار”، أن هذه ليست فتاوى وهى أحاديث نبوية عن الرسول سيدنا محمد صل الله وعليه وسلم، أن المرأة لا تهجر بيت زوجها وهذا ليس نقصان بل فى حق المرأة ولكن كمال لها، لأن المرأة بصفتها التى خلقها الله عليها هى تؤدى مهمة فى الحياة تتناسب مع ما خلقها الله له، موضحًا ان المرأة او الزوجة تؤدى الشئون الداخلية للمنزل وحقوق الزوج من الشئون الداخلية، وايضا أم الشرع الزوج ألا يهجر زوجته إلا فى حالات معينة ولا يهجرها إلا فى المنزل، أو الفراش.

وتابع “النجار” أن القرآن الكريم جعل الحقوق متبادلة والهجر بين الزوجين يدمر الحياة الزوجية ويهدد المؤسسة التى يديرها هذا الزوج وتؤدى إلى الفشل، لافتا إلى أن المرأة لا يجوز لها أن تهجر فراش الزوجية وهذا ماهو عليه السلف الصالح، تصديقا لقول النبى صل الله وعليه وسلم، إذا باتت الزوجة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح” وهذا حديث متفق عليه وليس حديث ضعيف، منوها إلى انه يجب علينا الابتعاد عن تحريض المرأة على هجر زوجها وعدم الطعن فى الأحاديث النبوية.

وعن رد الأزهر الشريف وتأثير هذه الأراء فى المجتمع خاصة أن نسبة التعليم مازالت ضعيفة وبالتالى يصدها البعض، أكد “النجار” أنه لابد أن يعلم الجميع والناس أن مثل هذه التصريحات هى أراء فردية ولا تصدر عن مجمعات فقهية ولا عن مؤسسات دينية وتمثل أراء شاذة لأصحابها فقط، إلى أن تقرها المؤسسات الدينية، والتى تضم عدد كبير من المتخصصين والعلماء الذين يدرسون القضايا ويخرجون فى النهاية بالأراء التى يكون فيها الشفاء لأمراض المجتمع وخاصة أمراض الأسرة المصرية، قائلا عن الأراء الشاذة: “إن الذئاب المنفردة لا يُعمل بأقوالهم ولا يقاس عليها” على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى