تحقيقات وتقارير

بسبب أصوات فرس النهر.. حكاية أول شهداء الحرب من ملوك المصريين القدماء

يوافق غدا الأربعاء الموافق التاسع من مارس “يوم الشهيد” والذي يعتبر رمز الاعتزاز والفخر بالدماء التي سالت دفاعًا عن تراب الوطن، ممن يضحون بأنفسهم في سبيل الدفاع عن أراضيه ضد كل عدو مغتصب.

ظهرت تضحيات المصريين جلية منذ القدم، فقد رسمت معارك استشهد على إثرها عددا من ملوك مصر القديمة.

قال الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر، إن الملوك في عهد المصريين القدماء قد لعبوا دورًا هامًا، وتحديدًا في الفترة التي كان الهسكوس الذين احتلوا جُزء من البلاد، فنجد أنهم سيطروا على شمال مصر في منطقة الدلتا، بالإضافة إلي امتداد نفوذهم إلى مصر الوسطى.

وتابع في حديثه لـ”الموقع” أنه بعد ذلك قد بدأ حكام مصر في الأسرة السابعة عشرة تحت قيادة الملك “سقننرع” في مقاومة احتلال الهكسوس، وهناك اختلافًا في تاريخ حُكم الملك “سقننرع” فُيحتمل أنه بدأ الحكم في الفترة 1560قبل الميلاد، أو 1558 قبل الميلاد.

وأشار “عامر” أنه في عهد الملك “سقننرع” بدأ القتال الحقيقي ضد الهكسوس، ويُعتبر هو أول ملك حارب هؤلاء المُحتلين، حيث وُجِدت وثيقه علي شكل قصة عُرفت ببردية “سالييه” وتُنسب إلى عصر الملك “سقننرع” والتي أخبرتنا عن كيفية بدأ الخلاف بين ملك الهكسوس “أبو فيس” والملك “سقننرع”، حيث أرسل “أبو فيس” من “أواريس” عاصمة الهكسوس رسالة إلي الملك “سقننرع”.

وأخبره في الرسالة أن أصوات فرس النهر تُزعجه، وقد خاض الملك “سقنن_رع” ببسالة أول حروب التحرير حين كان أميرًا لطيبة، بالرغم من عدم انتصاره في معركة التحرير ضد الهكسوس، حيث تم العثور علي المومياء الخاصة بها، وقد ظهر واضحًا أن الهسكوس قيدوا يديه، وأجهزوا عليه بضربات عدة، كما ظهرت جروح عديدة فى الرأس كان سببها “بلطة”، مما تدل على أنه سقط صريعًا فى ساحة المعركة.

وتابع “عامر” إلي أن النضال ضد الهكسوس استمر من بعد ما قُتل الملك “سقننرع “، فنجد أن إبنه “كامس” وهو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، والذي قد اعتلي عرش طيبه عقب إستشهاد والده الملك “سقننرع” في أحد معارك التحرير ضد الهكسوس، بل وواصل الكفاح، وقام بتسجيل معاركه علي نُصبين تذركاريين أقامهما بالكرنك، بل واستولي علي “نفروسي” والتي تقع شمال الأشمونين، حيث كان حاكمها مواليًا للعدو في تلك الفترة، وأسر رجاله رسولا أوفده “أبوفيس” ملك الهكسوس إلي الكوشيين ليحرضهم علي غزو جنوب مصر.

واحتلت قواته الواحات البحرية ليتحكم في الطريق الصحراوي إلي الجنوب، واستطرد الخبير الآثري أن الملك “كامس” اشتبك مع الهكسوس في معركة نيلية غُنم فيها 300 سفينة، بل وواصل تقدمه في الدلتا حتي وصل فيما يُحتمل إلي مشارف “أورايس”، ولكن موته المفاجئ منعه من الاستيلاء عليها، وبقي هذا العمل ليتمه أخوه “أحمس الأول”، وقد وُجدت المومياء الخاصة به داخل في المتحف المصري بالتحرير، قبل أن يتم نقلهما إلي المتحف القومي للحضارة بالفسطاط في احتفالية نقل الموامياوات الملكية عام 2020.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى