الموقعرياضة

ايسترن كومباني.. فن إهدار المال العام

منذ مطلع الألفية الجديدة تنامت ظاهرة أندية الشركات في بطولة العام، ومع تلك الموجة مرت كرة القدم المصرية بمنحنى جديد زادت فيه التنافسية، وبات المطبات والصعوبات في وجه القطبين الأهلي والزمالك، أكثر وأصعب.

لم يعد الفوز بكل المباريات مضمون، وتضائلت عدد مرات الفوز بأرقام كبيرة، ولم يعد هناك فوارق كبيرة بين صغير وكبير، كل هذا جرى بفعل دخول أندية الشركات التي بدأت تستثمر وتدفع أكثر في مدربين ولاعبين لديهم القدرة على التنافسية والاستمرارية.

قدم قطاع البترول إنبي وبتروجيت، ونجح في مطاردة القطبين وإنهاء المسابقة في المركز الثاني والثالث والرابع أكثر من مرة، كما توج إنبي ببطولة الكأس ولعب نهائي كأس العرب.

لكن كانت تلك التجربتين على وجه التحديد نموذجًا لكيفية الاستثمار تحت قيادة إدارة جيدة، حيث جاءت تجارب آخرى أنفقت أموال أكثر ولكنها مرت مرور الكرام.

على سبيل المثال هذا الموسم كنا أمام ثلاثة تجارب واعدة، البنك الأهلي، فاركو، ايسترن كومباني، الأولى والثانية جاءت في المرتبة السابعة والثامنة ولو نجح البنك الأهلي في الفوز بأخر مباراة لكان في مركز أفضل وشارك في البطولة العربية أن عمره بالدوري الممتاز كان في السنة الثانية فقط.

أما تجربة ايسترن كومباني فكانت عبارة مزيج من العشوائية واللا تخطيط، فهبط فريق من المفترض أن إداراته تعمل منذ عشرات السنوات لأجل هذه اللحظة.

كافح مسؤولي ايسترن كومباني سنوات طويلة من أجل حلم واحد هو الصعود إلى الدوري الممتاز لكن حين وصلوا بدوا وكأنهم سُذج لا علاقة لهم بكرة القدم من قريب أو بعيد، ودرايتهم بعلوم الإدارة الحديثة أشبه بعلاقة الكابتن سيف زاهر بالإعلام.

مئات الملايين أنفقها مسؤولي الشركة خلال العشرية الأخيرة وحتى لحظة الوصول إلى الدوري الممتاز ليصنعوا واجهة إعلانية لكنها ماتت لحظة ميلادها دون مسائلة أو حساب.

في بداية هذه الألفية كانت تجربة حرس الحدود الأكثر مثالية في دورينا، ميزانية محدودة، تقودها إدارة واعية، انتقت جهاز فني واعٍ، وجرت وراء لاعبين شباب سقطوا من الأهلي والزمالك بحوافز ودوافع المنافسة والعودة للأضواء، فكان الحرس بطلًا للكأس والسوبر، وثانيًا في الدوري، وأصبحت مبارياته أمام الأهلي هي الأصعب على الإطلاق.

جاءت تجربة حرس الحدود مع ما قدمته إدارتي فاركو، والبنك الأهلي مؤخرًا، وقبلهما تجربة قطاع البترول، لتعكس أننا أمام إهدار مال عام في تجربة ايسترن كومباني، فتخيل لو تم توظيف تلك الأموال لإدارات واعية بإدارة كرة القدم وسوقها الجديد لرأينا طفرة كبيرة في كرة القدم.

لو كانت هذه الأموال ملك أندية شعبية، لديها إدارة تعرف ماهية كرة القدم، وكيفية إدارة الأندية، والاستثمار فيها، لكان ذلك أجدى وأنفع لمصر ولكرتنا، ولبلادنا، فهل يتم مسائلة المقصرون على ما أهدروه من مال، ومن قام بالصفقات، ومن تربح من ورائها، وكم جنوا هؤلاء على حساب الشركة؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى