الموقعتحقيقات وتقارير

امتحانات وشيكة.. وظروف صعبة فوضى التعليم بين قصر الفصل الدراسي وغياب المعلمين

خبراء: تكثيف الدروس الخصوصية يثقل كاهل أولياء الأمور

تقرير- محمود السوهاجي

يُوشك موسم امتحانات النقل والشهادات على جميع المراحل التعليمية في مصر على
البدء، وسط قلق كبير من أولياء الأمور بسبب قصر مدة الفصل الدراسي الثاني وعدم انتظام سير العملية التعليمية خلاله.

وشهد شهر رمضان الماضي خلو المدارس من الطلاب، مما أدى إلى ضياع ما يقارب الشهر من الدراسة.

واستغل بعض المعلمين هذا الوضع لتكثيف الدروس الخصوصية، مستفيدين من رغبة الطلاب في النجاح وخوف أولياء الأمور.

وتكبد أولياء الأمور عبئًا ماديًا كبيرًا بسبب الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى مصاريف رمضان والعيد وارتفاع الأسعار.
وحددت وزارة التربية والتعليم مواعيد امتحانات الترم الثاني، حيث تبدأ امتحانات النقل والإعدادى من 8 مايو، بينما تبدأ امتحانات المواد خارج المجموع واللغات خلال الأيام القليلة القادمة.

أعرب أولياء الأمور عن قلقهم من قصر مدة الدراسة وعدم استعداد الطلاب الكافي للامتحانات، بينما طالب البعض بتأجيلها.

وقالت المواطنة سماح عبد الرحمن، والدة أحد الطلاب، إن بعد شهر رمضان كثف المعلمون الدروس الخصوصية لثلاثة أيام في الأسبوع، وتُكلف الدروس الخصوصية 300 جنيه أسبوعيًا، مما يُشكل عبئًا كبيرًا على ميزانية الأسرة.
وأشارت عبد الرحمن إلى أن المدارس أصبحت خالية من المعلمين قبل رمضان، ولم يتم شرح أي شيء للطلاب.

تلجأ عبد الرحمن للدروس الخصوصية رغم عبئها ضمانًا لمستقبل ابنها، مناشدة المسؤولين إعادة التعليم للمدارس وإصلاح المنظومة التعليمية.

واقعة صادمة:

يروي المواطن محمد حسن، والد أحد الطلاب، واقعة صادمة حدثت مع ابنه طالب الصف الثاني الإعدادي، حيث لاحظ ذهابه للمدرسة قبل شهر رمضان بأسبوع أو أكثر في الساعة السابعة صباحاً وعودته في الساعة العاشرة، وعندما سأله عن السبب، أجاب ابنه بأن لا أحد بالمدرسة من معلمين أو طلاب.

وازداد شك الأب، فقرر مراقبة ابنه للتأكد من صحة روايته، وتبعه حتى دخل المدرسة، ودخل هو خلفه، ولم يجد الأب سوى مدرسين اثنين يجلسان في فناء المدرسة على كراسي خشبية يتناولان الشاي، بينما دخل ابنه فصلًا في الدور الأرضي مع عدد من زملائه.

ظروف الدراسة الصعبة:

مع اقتراب الامتحانات، الدكتورة ولاء شبانة خبيرة تربوية نصائح للطلاب في ظل ظروف الدراسة الصعبة، رغم حالة الفوضى التي تعيشها بعض المدارس المصرية، مع غياب المعلمين في بعض الأحيان، إلا أن الامتحانات لا تزال على الأبواب.

ولتحفيز الطلاب وتقديم الدعم لهم في هذه الظروف الاستثنائية، قدمت الدكتورة شبانة، نصائح قيّمة لأولياء الأمور لمساعدة أبنائهم على المذاكرة والاستعداد للامتحانات.

نرشح لك : سيناء.. من قبضة الاحتلال إلى الجمهورية الجديدة

ونصحت شبانة بتنظيم ساعات نوم الطلاب، مع الحرص على النوم لساعات كافية ليلاً، للحصول على الراحة الجسدية والنفسية اللازمة لتحسين التركيز والانتباه، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الفواكه والخضروات، مع تقليل المأكولات الدسمة والسكريات، للحفاظ على صحة ونشاط الدماغ، وينصح بتحفيز الطلاب وتشجيعهم على المذاكرة، وتجنب المقارنات السلبية مع الآخرين، وخلق بيئة إيجابية مريحة للدراسة.

كما نصحت شبانة بمساعدة الطلاب في مراجعة دروسهم وتنظيمها، مع التركيز على النقاط المهمة وفهم المواد بشكل كامل، و ينصح بتوفير مكان هادئ ومريح للدراسة، بعيدًا عن المشتتات مثل التليفزيون والهاتف المحمول، وينصح بالتواصل مع معلّمي الطلاب لمتابعة سير العملية التعليمية ومعرفة أي صعوبات يواجهها الطالب.

تكثيف الدروس الخصوصية:

وحذرت الدكتورة ولاء شبانة من تكثيف الدروس الخصوصية قبل الامتحانات وتُشجع على التعلم الذاتي مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة، تزداد ظاهرة تكثيف الدروس الخصوصية، بدعوى إنهاء المنهج الدراسي.

كما حذرت شبانة، من مخاطر هذه الظاهرة، مُؤكدةً على أهمية التعلم الذاتي واستغلال الموارد التعليمية المتاحة مجانًا.

عدم جدوى المراجعات المجحفة:

وأكدت الدكتورة شبانة على أن الطالب مُفترض به أن يكون قد تحصّل على المادة الدراسية خلال العام الدراسي، ولا داعي لِمُراجعة مكثفة في آخر لحظة، مشيرة إلى وجود العديد من المنصات التعليمية وقنوات النيل المتخصصة التي تُبث مواد تعليمية مجانية، بالإضافة إلى المراجعات المُنّشورة في الجرائد الرسمية.

وأكدت الدكتورة على نجاح تجربة التعليم عن بعد خلال جائحة كورونا، والتي أكدت قدرة الطلاب وأولياء الأمور على التعلم الذاتي، مشيرة إلى أن الكتاب المدرسي هو المصدر الأساسي للمعلومات، وأن من يضعون المراجعات النهائية هم أنفسهم من يضعون الامتحانات.

أزمة التعليم في مصر:

من جانبها، أكدت الدكتورة بثينة عبدالرءوف، خبيرة تربوية، على تفاقم أزمة التعليم في مصر، مشيرةً إلى غياب الطلاب والمعلمين عن المدارس لفترات طويلة دون أي مساءلة أو اتخاذ إجراءات تصحيحية.

وحذرت من غياب الطلاب والمعلمين، مشيرة إلى أن ظاهرة غياب الطلاب عن المدارس ليست وليدة شهر رمضان أو العيد، بل تمتد لسنوات طويلة، مع غيابٍ مُتزامن للمعلمين بدءًا من عام 2002.

وأوضحت أن 75% من المدارس المصرية تعاني من فوضى عارمة في العملية التعليمية، مع غياب الالتزام من قبل الإدارة والمعلمين والطلاب على حدٍ سواء، مشيرة إلى عدم وجود أي نظام للثواب والعقاب في التعليم الأساسي، مما أدى إلى تفاقم مشكلة غياب الطلاب والمعلمين دون أي رادع.

وأكدت على أن التقارير الرسمية تُشير إلى انتظام العملية التعليمية في المدارس، بينما الواقع يُظهر عكس ذلك تمامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى