الموقعفن وثقافة

«الهضبة» يطفئ اضواء القوة الناعمة في مصر لحساب «آل شيخ»

كتب – حمدي طارق 

مصر بلد الفنون و الثقافة و صاحبة الريادة بقوتها الناعمة ، هكذا تعلمنا و تعلمت مختلف الأجيال من كتب التاريخ القديم و الحديث ، ولطالما استمدت ” ام الدنيا ” ريادتها علي مستوي المنطقة العربية بفضل قوتها الناعمة وفنانيها العمالقة الذين اثروا الدنيا بفنون مصر وثقافتها التي سيطرت علي عقول ابناء الشعوب العربية المختلفة .

فنانوا العالم العربي بمختلف جنسياتهم العربية كانت انطلاقتهم و قاعدتهم الجماهيرية من خلال الغناء باللهجة المصرية او الظهور علي الشاشات في الأعمال الفنية المصرية و كذلك المهرجانات و المحافل الفنية المختلفة ، بل الأكثر من ذلك انتهاز الفرصة للترويج عن ثقافات بلادهم من خلال اضواء مصر ، بعتبارها البقعة الأهم في المنطقة و محل انظار العالم .

لاشك ان النجم الكبير عمرو دياب واحد من اهم سفراء مصر في العالم العربي ، فهو اهم اسم علي الساحة بقاعدة جماهيرية عريضة علي مستوي العالم ، حتي اصبح ” الموضة ” الذي يسير علي خطاها نجوم الأجيال الجديدة .

منذ أعوام قليلة دخلت المملكة العربية السعودية خارطة المحافل الفنية بدعم مادي كبير من المستشار تركي ال الشيخ ، الذي يحاول استقطاب كافة نجوم العالم لوطنه من اجل لفت الأنظار اليه ، ولايمكن ان نلومه في ذلك ، ولكن المثير للدهشة هو ان يصبح ” الهضبة ” ماركة مسجلة بأسم مهرجانات الرياض و حفلات جدة بمختلف انواعها ، وهو ماجعل المملكة محل انظار العالم فنيا خلال الأونة الأخيرة .

بالطبع العمل و الرزق حق مكفول لكل انسان حتي وان كان نجم كبير بحجم عمرو دياب ، ولكن اين ” الهضبة ” من المهرجانات و المحافل الفنية المصرية ، هل يشارك عمرو دياب في مهرجان الموسيقي العربية بدار الأوبرا ، هل يظهر كضيف في القاهرة السينمائي ، هل و هل وهل ، اسئلة كثيرة بدون إجابة او رؤية ، مع حقيقة واحدة فقط ان النجم المصري عمرو دياب اصبح النار التي اكلت هشيم القوة الناعمة في مصر ، فهو الأن بكامل مشروعه الفني ملك للمستشار ” ال شيخ ” سواء من خلال أغنيات او محافل فنية ” وكله لصالح السعودية “.

المقابل المادي مهما كان كبير رخيص للغاية امام مصر و ريادتها وقوتها الناعمة ، والغريب ان عمرو اصبح ” موضة ” يسير علي خطاها النجوم ، ولذلك نفس المنهج اصبح لدي شباب نجوم الأغنية .

نحن لا نريد من الهضبة ان يدير ظهره للعمل و المحافل الفنية في اي مكان في العالم ، ولكن عليه ان يدرك ان مصر هي صاحبة الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالي فيما وصل اليه ، ومن الخذي ان يدير ظهره لمحافلها الفنية ، وبعد ان كان سفير مصر ولسان قوتها ، اصبح من يسحب بساط القوة الناعمة منها لصالح ” ال شيخ ” الذي يعمل و يجتهد من اجل اعلاء راية وطنه وكتابة تاريخ جديد ستتحدث عنه الأجيال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى