الموقعتحقيقات وتقارير

المرأة المصرية.. مشاركة قوية في الانتخابات الرئاسية القادمة

كتب- محمود السوهاجي

على مدى تاريخها كانت المرأة المصرية حصن المجتمع، يحمى قيمه العظيمة، ويروى مبادئه السامية، ويثبت دعائم استقراره.

وفي وقت الأزمات والأخطار تصبح المرأة المصرية موطن المقاومة الأول وقلعة الدفاع عن الوطن.

لطالما كانت المرأة المصرية حاضرة ومؤثرة في الأحداث السياسية والوطنية، منذ ثورة 2011 وحتى الآن، فقد كانت الأكثر حضورا والأكثر مشاركة في كل التظاهرات، والاستحقاقات الدستورية، والانتخابات العامة.

ومنذ ثورة يناير 2011، ارتفعت وتيرة المشاركة السياسية للمرأة المصرية بشكل ملحوظ.
ففي الاستفتاء على دستور 2014، بلغت نسبة تصويتها نحو 55%، كما حسمت المرأة سباق الانتخابات الرئاسية في 2014 بمشاركة بلغت نسبتها 54% من أصوات الناخبين.

وفي انتخابات مجلس النواب عام 2015 قدمت المرأة مشهدا في غاية الروعة، ووصلت نسبة مشاركتها في تلك الانتخابات نحو 55%.

وقبل ثورة يناير 2011، كانت المشاركة السياسية للمرأة متراجعة للغاية، فلم تتجاوز الـ33% من إجمالى المشاركين بالانتخابات الرئاسية في 2005. وطبقًا لدراسة للاتحاد البرلمانى الدولى عام 2008 عن مشاركة المرأة فى الانتخابات جاءت مصر فى المرتبة 134 من بين 188 دولة، مسجلةً نسبة مشاركة 2% فقط.

وكانت تلك النسبة الضئيلة للمشاركة أمراً غريباً، خاصة أن المرأة المصرية حصلت على حق التصويت فى دستور عام 1956، وتم انتخاب أول امرأة فى البرلمان فى عام 1961، وعينت أول وزيرة مصرية عام 1962. وبدأت رحلة طويلة فى جميع مجالات الحياة، حيث تقلدت المرأة المصرية مناصب قيادية وأصبحت وزيرة وقاضية وبرلمانية وصانعة قرار.

ورغم كل ذلك ظلت مشاركة المرأة المصرية فى الانتخابات قليلة للغاية، وهو الأمر الذى تغير كثيراً عندما شعرت المرأة المصرية بأن الوطن فى خطر فهبت لحمايته فى ثورتى 2011 و2013.
وزاد من مشاركتها فى الأحداث السياسية زيادة تمكين المرأة سياسيا واجتماعيا وهو ما تحقق بشكل غير مسبوق خلال السنوات العشر الأخيرة.

وأكدت المصريات اللاتي التقى بهن “الموقع” حرصهن على المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة.
من جانبها، قالت هبة سعيد، موظفة، إنها سوف تشارك في انتخابات الرئاسة، مؤكدة أنها منذ ثورة 25 يناير اعتادت النزول للانتخابات، لافتة إلى أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب وطنى، خاصة أن المشاركة في الانتخابات سوف تدعم استقرار مصر.

وقالت إيمان محمد- ربة منزل- إن المشاركة في الانتخابات واجب على كل مصرى ومصرية، مؤكدة أن نزولها للانتخابات مهمة وطنية بالنسبة لها.

وأضافت أنه يجب على الجميع أن يختار من يراه الأصلح لقيادة مصر فى السنوات القادمة، والصندوق هو الحكم.

وفي سياق متصل، قالت سماح عبد الرحمن، موظفة، إن الحديث عن عدم مشاركة المرأة فى الانتخابات كلام غير صحيح، مشيرة إلى أن كل الانتخابات السابقة والاستحقاقات الدستورية السابقة كانت المرأة حاضرة وبقوة وفى الصفوف الأولى.

وقالت إيمان أحمد، موظفة، إن لديها رغبة كبيرة وصادقة في النزول لانتخاب الرئيس، فالمشاركة حق الوطن، وعلى كل مواطن أن يؤدى حق وطنه.

وأكد الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مشاركة المرأة في الانتخابات الرئاسية لها أهمية مزدوجة من حيث الكم والكيف.

فمن حيث الكم، فإن المرأة تشكل أكثر من نصف المجتمع المصري، وبالتالي فإن مشاركتها في الانتخابات تعكس إرادة الأغلبية.

ومن حيث الكيف، فإن المرأة المصرية أصبحت أكثر نشاطًا سياسيًا في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بتمكين المرأة على مختلف النواحي، سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية.

وأوضح الدكتور إكرام بدرالدين أن هذا الاهتمام أسفر عن تولى العديد من السيدات مناصب سياسية مهمة، سواء وزيرة أو محافظ أو نائب وزير أو نائب محافظ، مما يعكس حرص الدولة على مشاركة المرأة في الحياة السياسية.

وتوقع الدكتور إكرام بدرالدين أن تشارك المرأة بقوة في الانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك لأنها تريد المشاركة والتفاعل في الحياة السياسية، وستكون مشاركتها دافعًا قويًا ومؤثرًا على بقية أفراد العائلة للمشاركة في الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى