كتب- محمد محمود:
يشهد العراق الآونة الأخيرة صراعًا غير مألوف على الحكم بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وخصومه المدعومين من قبل الدولة الإيرانية، مما أسفر عن اشتعال الأزمة داخل المنطقة الخضراء، وحدوث بعض الاشتباكات بالأسلحة،أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.
أسباب الأزمة العراقية
وعلق اللواء محمد عبدالواحد، الخبير في الأمن القومي والشئون الإفريقية، قائلا: إن أسباب الصراع السياسي داخل العراق يُعزى إلى الانتخابات التشريعية التي أجريت في نهاية العام الماضي، وحصول التيار الصدري على 73 مقعدًا من المقاعد، ولكن هذه الأغلبية في المقاعد لم تمكنه من تشكيل حكومة وطنية تدير البلاد بشكل عادل، مما أدى إلى ظهور حالة من الاحتقان بين التيار الصدري وخصومه.
فشل التيار الصدري
وأضاف «عبدالواحد» في تصريحات خاصة لموقع “الموقع”: أنه بعد فشل التيار الصدري في تشكيل حكومة وطنية وتعيين محمد السوداني رئيسًا للوزراء، طالب التيار بحل البرلمان، ولكنه لم يحصد التيار الصدري ما كان يرجوه؛ حيث إن حل البرلمان لا يتم إلا من خلال طلب من داخل الأعضاء ويوافق عليه أكثر من ثلثي الأعضاء، أو عن طريق قيام رئيس الوزراء بحله.
وأوضح «عبدالواحد» أن أساب اشتعال الأزمة في الوقت الراهن هو إعلان مقتدى الصدر اعتزاله للحياة السياسية نهائيًا، وغلق جميع المقرات التابعة للتيار الصدري بالكامل داخل العراق.
ونتيجة لذلك، تظاهر أصحاب التيار الصدري أمام القر الرئاسي، وتزامن ذلك مع حشد التيار التنسيقي لقواته أمام القصر الرئاسي للتصدي لتلك المظاهرات.وحفاظا على أرواح السكان، قامت الحكومة بنشر قوات مسلحة تحول بين أعضاء التيار الصدري والتنسيقي، للحد من الخسائر في الأرواح وفض الاشتباكات.
حل المشكلة
وأشار «عبدالواحد» إلى أن هناك بعض الدول الإقليمية تسعى إلى جعل العراق دائمًا في حالة من الفوضى؛ لتحقيق مصالحها والاستفادة من ذلك الوضع، فضلا عن أن بعض أعضاء التيار التنسيقي يسعون فقط لتحقيق مصالحهم الشخصية وطموحاتهم، بغض النظر عن الأضرار والخسائر التي تلحق بالبلاد.
وحول إمكانية تدخل الولايات المتحدة لفض النزاع، قال «عبدالواحد» إن الولايات المتحدة أحد الأسباب الرئيسية التي آلت العراق ذلك الخراب، مؤكدًا أن العراقيين لن يسمحوا ولن يقبلوا بتدخل الولايات المتحدة مجددًا في البلاد.
مصر وحلحلة الأزمة
وأكد أن حل هذه الأزمة فقط يعتمد على العراقيين، وأنهم لابد من حل الأزمة من الداخل، دون تدخل أي وساطة من المجتمع الدولي، حتى لا يزداد الوضع سوءا.
وقال اللواء «عبدالواحد» إن مصر قد تتدخل لحل تلك الأزمة إذا طُلب منها ذلك، وخصوصًا أن أمن واستقرار مصر يرتبط بأمن واستقرار العراق، مشيرًا إلى أن مصر قد تستضيف مؤتمرات وندوات لأعضاء النزاع داخل العراق لحل تلك الأزمة ومنعها من التفاقم مجددًا.
