مدارس وجامعات

الصريطي في ندوة الجامعة العربية المفتوحة : الثقافة خط الدفاع الأول عن الأمة

استضافت كلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة بمصر الفنان سامح الصريطي ، في ندوة مفتوحة تناولت العلاقة بين الثقافة والإعلام والدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في ظل التحديات التي تواجهها الدولة المصرية في المرحلة الراهنة ودور الفن في تنمية المجتمع وتدعيم قيمه وثقافته وذلك بمشاركة الدكتور عبدالحي عبيد مدير الجامعة .

في بداية الندوة ، أكدت أ .د نرمين خضر عميدة كلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة ، أن البيئة الإعلامية الراهنة تشهد الكثير من التغيرات أحدثتها التطورات المتلاحقة في بنية وسائل الاتصال ، بالإضافة إلى الدور الهائل الذي تحتله تلك الوسائل حيث باتت جزءا رئيسيا في مفردات حياتنا اليومية خاصة شبكات التواصل الاجتماعي .

وأضافت أن هناك علاقة وثيقة بين الإعلام والثقافة ، بما لهما من دور مهم في الحفاظ على هوية المجتمع وكيانه ، ومناقشة قضاياه وطرح مشكلاته وهمومه ، والتعبير عن طموحاته وأولوياته .

من جانبه ، قال الفنان سامح الصريطي إن الثقافة هي منتج شعبي ، وهي خط الدفاع الأول عن الأمة ، فهي نمط حياة شعب ، وإذا حدث خلل فيها يسهل على أي عدو أن يسيطر على الدولة ، مشيرا إلى أن مصر بحضارتها شكلت مصدر ثراء ثقافي وفكري وحضاري للعالم بأسره .

وأضاف أن الإعلام يمكن أن يسهم بدور كبير في بناء الإنسان من خلال تسليحه بالعلم والمعرفة ، وغرس القيم الأصيلة ، ومساندة وحماية ثقافة المجتمع ، والتعبير عن هموم أفراده ، وأن ينقل نبضه ، وأن يساهم في الارتقاء بوعيه ، أما أن يكون الإعلام في واد والناس في واد آخر ، فهذا يعني أنه لم يعد معبرا عنهم .

وشدد الصريطي على أن التطورات المتلاحقة التي أتاحتها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ساهمت في تقريب المسافات بين التاس حول العالم ، إلا أنها يمكن أن تُستخدم في تفتيت الدول ، وتقسيمها ، مشيرا إلى أن الحروب الإعلامية ، وما يسمى بــ ” حروب الجيل الرابع ” تفوق في تأثيراتها الحروب والمعارك التي تشارك فيها الجيوش .

وأضاف أن هناك لجانا إلكترونية تنشر الغث وتريد من العين أن تعتاد عليه ، وأنه من الأفضل في هذه الحالة محو تلك المضامين وعدم إعادة نشرها ، حيث أنه من الأفضل الترويج لما ينفع الناس ، مضيفا الحكمة هنا تقول ” أحيوا الحق بذكره ، وأميتوا الباطل بهجره ” .

وتابع أن الإعلام مطالب بلعب دور قوي في مواجهة التحديات التي تواجهها مصر ، وان يعمل على ترسيخ القيم المصرية الأصيلة ، مشددا على أن وسائل الإعلام الناجحة هي تلك التي تساهم في بناء الدولة ، وليس تلك التي تسعى من أجل ” الإثارة والمكسب والبحث عن التريند ” ، فالإعلامي لا يقل دوره عن الجندي الذي يحارب من أجل حماية بلده .
وأضاف أنه يجب التركيز على الاستثمار في مصادر قوتنا الناعمة بما يساعد في نقل الصورة الحقيقية عن مصر في الخارج ، مطالبا الدولة بتقديم تسهيلات لمنتجي الأفلام المصريين ، والعرب ، والأجانب الراغبين في التصوير في الأماكن السياحية في مصر ، لأن ذلك يفوق في تأثيره أضعاف ما يمكن تحقيقه من خلال الحملات الترويجية للمقاصد السياحية المصرية في الخارج .
وأشار إلى أن الضابط الوحيد هنا يكون مراجعة العمل الفني الذي تقدمه شركات الإنتاج هذه للتاكد من أنه يعرض الصورة الحقيقية لمصر .

وأضاف أن الفن يجب ألا يسعى فقط من أجل تحقيق الربح ، وأنه يجب ألا تكون الإثارة على حساب قيم المجتمع وأعرافه ومثله ، مشيرا إلى أنه في حالة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أي دولة يظهر رأس المال الذي يسعى إلى تحقيق أرباح مالية بغض النظر عما يقدمه من مضامين وهذا يؤدي إلى انتشار الفن الذي يركز على مخاطبة الغرائز ، والتركيز على العنف وغيره من الأمور .

وأكد الصريطي أن مؤسسات الدولة الثقافية ، والأعمال التي تقدمها تبقي هي رمانة الميزان ، حيث تتعامل مع الفن كخدمة ثقافية ذات رسالة تنويرية ، مطالبا بدعم حكومي لتلك المؤسسات ومن بينها قصور الثقافة ، وقطاع الإنتاج .

وأضاف أنه يجب على الدولة كذلك أن تدعم الطبقة المتوسطة التي ساهمت بدور كبير خلال تاريخ مصر على حماية الذوق العام بفضل وعيها الفكري والثقافي ، ودورها الحضاري .

وعندما طلبت منه أ .د نرمين خضر عميدة كلية الإعلام بأن يقدم نصيحة لشباب الجامعة ، قال الصريطي إن الأفضل بالنسبة لأي شخص أن يحب المهنة التي يرغب في ممارستها أولا ، ثم تأتي الاحترافية من خلال الدراسة والتعلم والتدريب ، مضيفا ” الأفضل أن تحب الفن من أن تحترفه ” ، حيث أن المتعة الأكبر تكون للمتلقي وليس للصانع ، مشددا على أن الموهبة هي التي تفرض نفسها مهما واجهت الشخص من عقبات في طريقه ، وأن الفنان الجيد هو الذي يكون في الصدارة وأن يصبح دائما ” استثناء الاستثناء ” وليس مجرد رقم .

وبشأن مشاركته في فيلم ” لما بنتولد ” ، قال إنه محاولة لدعم الشباب ، مؤكدا أنه يحب أن يلعب دورا ولو بسيطا في بناء أي شاب مبدع ، وأن الأهم دائما تأثير الدور وليس حجمه .

وقال الصريطي إن الحياة الجامعية يبقى لها سحرها الخاص ، حيث تمارس حياتك وأنت تشعر بالأمان ، كما أنها دار العلم ومنهل المعرفة والثقافة ، وفرصة لممارسة الرياضة ، مشيرا إلى أن التعليم والفن والثقافة هي مكونات لا غنى عنها بالنسبة لأي شخص .

وفي نهاية الندوة قام الدكتور عبدالحي عبيد بمنح الفنان سامح الصريطي درع الجامعة تكريما له على مشاركته في الندوة ، كما تم تكريم طلاب مشروع ” المقابلة ” وهو من إنتاج طلاب قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة ، والذي فاز بالمركز الأول في مهرجان الشارقة الجامعي الدولي للأفلام .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى