الموقعخارجي

السفير جمال بيومي لـ”الموقع”: دعم العراق وقوته يصب في صالح الأمن القومي المصري والعربي

كتب – أحمد إسماعيل علي

قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العراق الآن في طريقه للاستقرار، مؤكدا أن دعم العراق وقوته يصب في صالح الأمن القومي المصري والعربي، مثمنا زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى بغداد، للمرة الأولى لزعيم مصري منذ ثلاثة عقود.

غياب إجباري

وأوضح، أن العديد من الظروف شغلت العراق عن التفكير في العلاقات الخارجية طوال سنين كثيرة.

وعقدت، اليوم، القمة الثلاثية، بالعاصمة العراقية بغداد، بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وأضاف السفير جمال بيومي، في تصريحات خاصة لـ”الموقع”، أن العراق عانى من الاحتلال الأمريكي، والانقسام، وما وصفه بتصفيات سواء ممن كان مع أو ضد صدام حسين، وكذلك احتلال تركيا لشمال العراق، وما فعله “داعش” وغيره من المنظمات الإرهابية وتهديدها لأمن وسلامة ووحدة العراق.

وتابع: مع ذلك، أرى أن العراق يستعين بمصر في الكثير من الأوقات، من خبراتها الأمنية وفي تدريب القوات، ومواجهة أزمة كورونا سواء من الناحية المرضية أو مواجهة الآثار الاقتصادية والترويج للعراق في المجتمعات الإقليمية والدولية.

إحياء مجلس التعاون العربي

وتابع السفير جمال بيومي: “كانت لدينا تجربة مجلس التعاون العربي في الثمانينيات، وكان يضم “مصر والعراق والأردن واليمن”، وكنت أتولى هذا الملف في الخارجية، وعقدنا أكثر من 45 اتفاقية للتآخي بين كل القطاعات، لدرجة وزارات الأوقاف أيضا، من خلال إدارة الشؤون الدينية بحيث ينسقوا فيما بينهم، غير اتفاقيات الصناعة والتجارة والزراعة”.

وقال: توقف هذا طبعا مع ما حدث لصدام حسين والغزو الأمريكي والانقسام ثم حالة عدم الاستقرار ثم الغزو التركي.

وقال: نحن اليوم نعيد إحياء مجلس التعاون العربي، ناقصا اليمن، ولدينا ملفات وتقارير، مذكرا بأنه أواخر عهد صدام حسين، عقدنا 44 اتفاقية للتآخي والتعاون في كل المجالات، معتقدا أن هذا الملف يمكن الرجوع إليه لإحياء هذه الاتفاقيات.

دعم العراق وقوته

ورأى أن العراق الآن في طريقه للاستقرار، مؤكدا أن هذا يسعدنا، قائلا: العراق ثالث أكبر جيش في المنطقة بعد مصر وسوريا، لهذا دعم العراق وقوته مسألة تصب في صالح الأمن القومي المصري والعربي.

ونوه بما يربط مصر بالعراق من اتفاق شامل للتجارة “منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى” وتضم 18 دولة بينهم العراق والأردن، موضحا أن هذه المنطقة لا تمنع أي دولة لديها استعداد لتنمية العلاقات بصورة أكبر من مجرد التجارة أن تفعل هذا، قائلا: فعلنا هذا فيما يسمى باتفاقية مجموعة “أغادير” وتضم “مصر والأردن وتونس والمغرب” وفعلا عمقت العلاقات التجارية والصناعية.

فرص الاستثمار في العراق

وعن الاستثمار، قال السفير جمال بيومي، إن مصر في أشد الحاجة للاستثمار في قطاع الزراعة بالعراق، الذي يسمى ببلاد ما بين النهرين، ولديه أرض خصبة وحتاج من يزرعها.

كما يأتي ملف مهم جدا، يتعلق بالجالية المصرية في العراق، ما بين 2 إلى 3 ملايين مصري هناك، واليوم نطالب بعودة الكثافة العددية المصرية للإنتاج في مجال الزراعة ونتعاون لإنتاج الغذاء.

وتمنى أن يستقر العراق بحيث نبدأ أيضا عمليات إعمار العراق، موضحا أن شركات الإنشاء المصرية بدأت تضع قدمها هناك، وتعمل بجدية في هذا.

“الشام الجديد”

وعن ما ذكره رئيس الوزراء العراقي، تحت مسمى “الشام الجديد”، أوضح السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الشام بالمعنى الكلاسيكي يضم “سوريا ولبنان وفلسطين والأردن”، والفكرة هي لضم مصر من الغرب والعراق من الشرق، ليسمى “الشام الجديد”.

وقال، إن رئيس الوزراء العراقي، يريد تكوين تحالف جديد وأعتقد المقصود بـ”الشام الجديد” إيجاد صيغة جعرافية لهذا التحالف.

أبرز ملفات القمة الثلاثية

وعن أبرز الملفات للقمة المصرية العراقية الأردنية، قال: أولا الأمن المشترك، منوها بما تقدمه مصر من مساعدات أمنية، ومحاربة الجريمة المنظمة “الهجرة غير المشروعة”، ومكافحة الاتجار في المخدرات وغسيل الأموال.

ثانيا: بحث بعض القضايا الإقليمية ومن بينها ما يجري في سوريا، خصوصا أن الأردن والعراق جارتين لها وتستطيعا بقدر الإمكان تقديم المساعدة لسوريا بحيث تعيد استقرارها، ومنع الاحتلال التركي لشمال سوريا.

شبكة الربط الكهربائي

وتابع: التحدث فيما يخص غاز البحر المتوسط، والربط الكهربائي، قائلا: شبكة الربط اليوم من بغداد مرورا بالإمارات السعودية ومصر، ونحن ربطنا بالفعل مع ليبيا، وسنصل حتى المغرب، وتصبح مصر بهذا مركزا لتجارة الطاقة، وتصدر الطاقة إلى أوروبا.

وأضاف السفير جمال بيومي: سنربط أيضا بالسودان والكونغو وتنزانيا، ونتمنى أن تعود إثيوبيا عن تعنتها بشأن موقفها من الحقوق المائية المصرية والسودانية، ويتم الربط الكهربائي أيضا معها.

بيان القمة

وأكد قادة مصر والأردن والعراق على دعم الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأشادت القمة الثلاثية التي عقدت اليوم بالعاصمة العراقية بغداد بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، وعاهل المملكة الأردنية الملك عبد الله الثاني بالجهود المصرية في هذا الصدد والتي أفضت مؤخراً إلى وقف التصعيد في قطاع غزة، فضلاً عن المبادرة المصرية لإعادة إعمار القطاع.

وصرح السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن القمة تناولت سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، في إطار العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمعهم، وكذا تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مستجدات الأوضاع السياسية في المنطقة، التي تشهد تحديات غير مسبوقة تهدد أمن الوطن العربي والشرق الأوسط على أكثر من صعيد.

وأوضح الرئيس السيسي، خلال القمة دعم تنفيذ المشروعات الاستراتيجية لآلية التعاون الثلاثي، خاصةً على المستوى السياسي والأمني، وهو ما يؤكد حرص الدول الثلاث على الحفاظ على زخم تفعيل مسارات التعاون بينهم، مع إدراكهم للظروف الراهنة المرتبطة بجائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات احترازية وتداعيات اقتصادية.

كما تناول الزعماء الثلاثة سبل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وذلك بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لا سيما في ضوء الروابط التاريخية والشعبية المتينة بينهم.

وأضاف المتحدث الرسمي أن القمة تطرقت إلى أبرز القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مستجدات القضية الفلسطينية .

كما تناولت القمة تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث أكد الرئيس أهمية تضافر جهود جميع دول الوطن العربي والشرق الأوسط لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة واستعادة الاستقرار بها، كما تم التوافق بين القادة الثلاث حول أهمية العمل المكثف للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في إطار الحفاظ على وحدة واستقلال دول المنطقة وسلامتها الإقليمية.

كما أكد القادة ضرورة تكثيف التشاور والتنسيق بين الدول الثلاث حول أهم قضايا المنطقة، في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، والتي تستلزم التعاون المتبادل لمواجهة التحديات والأخطار المشتركة، خاصة مع التدخلات الإقليمية المرفوضة التي تهدد الأمن القومي العربي، وهو الأمر الذي يستلزم معه التكاتف وتوحيد الصف العربي.

وتطرقت القمة كذلك إلى جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الزعماء الثلاثة أهمية مواصلة الجهود المبذولة نحو تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق فيما بينهم في هذا الصدد لصالح شعوبهم والشعوب العربية بأسرها.

وأكد الرئيس السيسي، حرص مصر على الحفاظ على الأمن المائي العربي، والترحيب بموقفي العراق والأردن المساندين للموقف المصري بشأن سد النهضة، وهي القضية التي تمثل إحدى أولويات السياسة المصرية، لتهديدها المباشر للأمن القومي المصري بمختلف جوانبه، مجدداً التأكيد على أن موقف مصر الثابت يقضي بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى