الموقعمنوعات

الساعة بـ1000 جنيه.. هل تأجير القنوات الفضائية يحتاج لوقفة؟

يفاجئ متابعي بعض القنوات الفضائية بأزمات متلاحقة تؤكد الحديث عن تأجير “ساعات الهواء” داخل تلك الأماكن، على الرغم من نفي ملاكها لتلك المعلومات، إلا أن ذلك السبب وراء تلك الأخطاء والسقطات المهنية التي يتداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ويسخرون منها.

وكانت آخر تلك الأزمات ما حدث على فضائية الحدث اليوم، في برنامج “الحياة أحلى”، بسبب فبركة مكالمة مع الدكتور مجدي يعقوب، وعقب نشر الفيديو على صفحات القناة الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي تداوله المتابعين ساخرين مما حدث.

كما أعلنت هيئة المكتب بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إيقاف برنامج “الحياة أحلى” على قناة الحدث اليوم، وإحالة المسئولين بالقناة للتحقيق، ومخاطبة نقابة الإعلاميين للتعامل مع الشق التأديبي الخاص بمقدمي البرنامج.

وذلك عقب رصد لجنة الرصد بالمجلس لأحد البرنامج ببث محادثة هاتفية كاذبة مع الدكتور مجدي يعقوب، أحدثت تضليلاً وتحايلاً وخرقاً للمصداقية المهنية التي يجب أن تعمل في إطارها مختلف وسائل الإعلام.

رقابة غير صارمة

وتعليقا على تلك الواقعة أكد مصدر مطلع عمل في أحد البرامج المذاعة على قناة الحدث اليوم أنه يتم تأجير ساعات الهواء داخل القناة، على حسب نوع الوقت، فاليوم يقدم لساعات ذروة وتلك تكون الأغلى من حيث سعر التأجير.

وبسؤاله عما إذا كانت تلك الأماكن تفتقر للرقابة من قبل المسؤولين عن القناة أكد أنه يتم إعلام المسؤولين عن القناة بالفقرات المقدمة وأيضا بالضيوف الذين سوف يتم استضافتهم في فقرات البرامج المختلفة، لكن تتوقف الرقابة عند ذلك، ولا يتم الاهتمام بما يذاع بعد ذلك.

سبوبة القنوات الفضائية

هناك عددا من القنوات يوجه إليها اتهامات بتأجير ساعات الهواء دون النظر إلى محتوى البرنامج المقدم، ومنها قناة الصحة والجمال، التي قد يستمر بها البرامج لعدة أيام ثم يتوقف عن البث فجأة لأسباب غير معلومة، وذلك لأن مقدميه يواجهون أزمات مالية بسبب تأجير الهواء أو البث المباشر.

يبحث البعض عن الشهرة والأضواء، ويقضون عمرا بأكمله في محاولة الوصول لذلك، حلمهم الظهور على شاشات التلفزيون، وذيع صيتهم بين العامة، لذا يلجأون للقنوات لتقديم البرامج بها، ما يتسبب في إثارة الجدل ووقف بعضها عن العمل لما به من أخطاء.

نرشح لك: أول تعليق من مالك «الحدث اليوم» على انتحال صفة مجدي يعقوب بأحد برامج القناة

ففي الفترة الماضية تصدرت فقرة من فقرات برنامج يذاع على قناة الصحة والجمال مؤشرات البحث، وكان المصدر الأول لـ”كوميكسات” رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عبارة المذيع “ايه الفولح دي”.

قال مصدر مطلع يعمل كمقدم برنامج على قناة الصحة والجمال إن الوسيط بين القناة ومن يقدمون البرنامج أو المسؤولين عن تمويله هي وكالة مشهورة، حيث تنظم عمل القناة.

وأضاف المصدر لـ”الموقع” أنه يتم تقديم البرامج واحتلال الشاشة عن طريق شراء ساعات عرض البرنامج، فمن الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثانية عشرة ظهرا الساعة ب1000 جنيه، لا تشترط خلالها القناة أو الوكالة أي من المعايير على محتوى الحلقة أو مقدمي البرامج.

وأكمل “أما من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الساعة الثالثة عصرا يزداد سعر الساعة من 1000 ل 1500 جنيه، ومن الثالثة حتى الثامنة مساء يصل سعر الساعة لـ3000 جنيه، ومن لا يدفع مقدما لا يستطيع تقديم برنامجه.
وعن مقدمي البرامج يقول “عندنا مافيش اعتراف بخبرة الشخص أو قدرته على إدارة حوار، لكن المهم إنه هيدفع، في حلاق بيقدم برنامج في القناة، وبيتكلم عن أن كل واحد لازم يفتخر بمهنته، ومش أول مرة القناة تطلع ترند بسبب المحتوى السيئ، ومذيعة التورتة نزلت هي وفريق العمل كلوها وكملوها على قهوة تحت”.

الأعلى للإعلام والنقابة.. لا جديد يذكر

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام منذ عامان قرار بخصوص تنظيم تأجير الوقت ونقل ملكيته فى القنوات الفضائية، وألزم القرار المؤسسات الإعلامية الراغبة فى تأجير أو منح أو نقل ملكية أو التنازل عن جزء من وقت بث الوسيلة الإعلامية التى لغيرها التقدم بطلب إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لأخذ موافقته قبل ذلك.

وأكد المجلس خلال قراره على أن تتم الموافقة بقرار من رئيس المجلس، وأن عدم البت فى الطلب خلال مدة أقصاها سبعة أيام عملا من تاريخ قيده بسكرتارية رئيس المجلس بمثابة موافقة.

وتعليقا على ذلك قال الدكتور محمود خليل، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن تأجير ساعات الهواء يحدث في كل دول العالم، لكن وفقا لرقابة صارمة من قبل الجهات المختصة، لكن في مصر لا رقابة من قبل النقابة أو المجلس الأعلى للإعلام.

وأكد أنه على الجهات المختصة أن تفرض رقابة على تلك القنوات عن طريق وجود ممثل لها بالداخل يتابع ما يحدث ويطلع على كل جديد، بالإضافة إلى ضرورة اختيار مقدمي البرامج حسب خبرتهم والمؤهلات، فيجب أن يتم اختيار دارسي الإعلام في المقام الأول لأنهم على علم بقواعد التقديم الإعلامي وكيفية بث خطاب متوازن.

نرشح لك: «الهوا بالساعة وضيوف شبح» .. ماذا يحدث داخل كشك «الحدث اليوم»؟

وأكد على أن ما يحدث داخل القنوات الفضائية في مصر حاليا أمر مخزي، نظرا لأن الشاشة يتصدرها وجوه لا علاقة لها بالإعلام، وكل من يرغب في تقديم برنامج فقط يحتاج إلى أموال لدفعها لقاء ساعات الهواء، دون أي اختبارات حتى تحرى عليه لمعرفة قدرته على الإلقاء والحديث عبر شاشات التلفاز.

وأشار إلى أن الكلمة التي تذاع على الشاشات في البرامج المباشرة وغيرها تشبه الرصاصة، لن تعود بمجرد أن يتم إطلاقها، لذا علينا الدقة في اختيار مقدمي البرامج ومن يطلق عليهم لقب إعلاميون، نظراً لأن الجهات المختصة لا تحكم تلك العملية خلال الفترة الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى