محافظات

«الحنطور» يُنافس «التاكسي» في مدينة منوف بالمنوفية.. برغم تطور المواصلات ما زال الاحتفاظ بوسيلة الأجداد

المنوفية – معتز الليثي

على وقع أقدام الخيول، انتبه المارة لعربات الحنطور المتمركزة بميدان مصر قرب محطة القطارات الشهيرة بمدينة منوف في محافظة المنوفية، إذ وضع العربجية بعض النباتات على الأرض لتغذية الأحصنة في انتظار قدوم أيًا من الزبائن لكسر حالة الركود المُحيطة بتلك الوسيلة مؤخرًا.

“عم خميس” رجل في الستين من عمره صاحب حنطور، عقد زراعيه أمامه وأراح ظهره على سور حديدي بميدان مصر، وبنبرة ملأها اليأس فتح قلبه لـ”الموقع” وتحدث عن معاناته اليومية مع تلك المهنة، لافتًا إلى قلة زبائنها وزيادة تكاليف صيانة عربته وغذاء حِصانه، مؤكدًا أن الوضع تغير عن أزمانٍ فاتت، فالزبون كان متوفرًا والرزق أيسر وتكاليف العربة والحصان بسيطة.

أضاف “عم خميس”: “أنا بشتري ذرة ودشيش للحصان بستين وسبعين جنيه في اليوم.. طيب هرّكب أنا كام زبون عشان أصرف كل دا؟”، مُشيرًا إلى أن عدد الحناطير بمدينة منوف يصل إلى 30 حنطور لكن كثير منها تعمل من حين لآخر وبدأ أصحابها في امتهان أعمال أخرى بسبب قلة عوائد الحنطور رغم أنهم ورثوا تلك المهنة عن الأباء والأجداد.

وأوضح “عم خميس” أن سعر التوصيلة داخل مدينة منوف تساوي 10 جنيهات تقريبًا وهي ذاتها المُساوية للسيارة الأجرة (التاكسي)، أما خارج منوف فتختلف حسب المسافة، وختم حديثه بـ”نفسنا ظروف الشغلانة دي تتحسن لأن عندنا عيال وزوجات في البيوت محتاجين يصرفوا في وقت الغلاء طال فيه كل حاجة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى