أراء ومقالاتالموقع

الاعلامي شريف بركات يكتب لـ”الموقع” مقالات هامش حر بعنوان للإخوان .. وداعاً للأبد

تابعت بسعادةٍ بالغة الأصداء الإيجابية و الاهتمام الواسع لقراء “الموقع” بخصوص موضوع مقالي الأول عن “التعليم الجديد” مرجعا ذلك لأهميته لملايين الأسر الراغبة في أن يحصل أبناؤها على تعليم جيد وشهادة دولية بسعر مناسب وأيضا لأهميته للكثير من المعلمين الراغبين في الارتقاء المادي

والمهني وهو النهج الإيجابي الفعال الذي اتخذته الدولة من خلال تجربة المدارس”الدولية الحكوميه” متمنياً انتشار هذة المدارس على نطاق أوسع في السنوات القليلة القادمة.. وبإذن الله سأستمر في المتابعة و الكتابة عن ملف التعليم لقناعاتي بأنه ما نهضت أمة إلا بالعلم..
مؤخرا جذب انتباهي والكثير من المتابعين للشأن السياسي ما أثير من ردود أفعال دولية وإقليمية ومحلية واسعة حول ما عُرف “بتسريبات هيلاري كلينتون” وزيرة خارجية الولايات المتحدة في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وما حواه من كشف التآمر الواضح ضد مصر والمنطقه كلها لإشعال الفوضى بالمال والإعلام ممثلا في قناة الجزيرة القطرية مستعينين بالإخوان الخونة الطامعين في الحكم لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة لأعود بذاكرتي لعام ٢٠٠٥-٢٠٠٦ تقريبا شاهدا وقت أن كنت مراسلا إخباريا و مندوبا لمحطة المحور الفضائية المصرية لدى جامعة الدول العربية ، في ذلك الوقت لمست بنفسي كيف تُصنع المؤامرة .. نعم فعندما تكون على الأرض قد تلتقط بعينك مالا يلتقطه غيرك من مشاهدي التليفزيون من تفاصيل توحي بأن هناك شيء غير صحيح يدبر ضد مصر ومن أمثلة ذلك التي لا أستطيع حصرها في مقال هي عندما ذهبت لتغطية وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين أتذكر أنها كانت للمطالبة بتعديل الدستور ورأيت قوات الأمن مصطفة بشكل منظم على الناحية الأخرى لصفوف المحتجين يفصلهم شارع ولا يوجد ما يدعو للقلق أو يلفت النظر في ذلك لكن ما أدهشني حقا هو أنه فور ظهور كاميرات قناة الجزيرة بدأ بعض المحتجين من الإخوان بقطع الشارع و بالتحرش لفظيا وبدنيا برجال الأمن من الضباط بشكل عنيف و مفاجئ ! لم يستمر سوى دقائق ، بدت لي حركة منظمه لكي تلتقطها عدسات قناة الجزيرة و هو ما حدث بالفعل عندما تابعت التقرير مذاعا على شاشتهم فبالرغم من أننا جميعا قمنا بالتغطية الإعلامية باعتبار أنها وقفة احتجاجية للمطالبة بتعديل الدستور إلا أن الجزيرة وبتصوير وإخراج وكتابة تليفزيونية محترفة أظهرت الأمر وكأن الأمن المصري الباطش قد قمع و أصاب وجرح المئات من قوى المجتمع المدني المصري التي تطالب بتعديل الدستور بشكل سلمي!! داعمين الخبر بمشهد العنف المختلق من الإخوان وأتبعت هذا التقرير جيد الصنع باتصالات من مصر مع ما اسمتهم بالناشطين السياسين المعارضين ليؤكدوا حقيقة المشهد والذي هو بعيد تماما عن الحقيقة ، فهو مشهد مفبرك مفتعل لم يستمر سوى بضع دقائق حولوها بعبقرية شيطانيه لأحداث قمع و عنف من الأمن المصري ونظام مبارك بالتبعية للمحتجين السلميين !! بعدها زاد فضولي لمراقبة تصرفات الإخوان على الأرض في كل حدث أذهب لنقله كمراسل
وكيف أن المشهد يتحول فجأه من وقفة احتجاجية سلمية للمطالبة بتعديل أجور أو مرتبات أو تعديل دستور أو ندوة أو مؤتمر لا علاقة لها بالسياسة من الأساس لإحداث عنف وشغب مفتعل من قبل جماعة الإخوان المنضمين أو المندسين في كل المشاهد تحديدا فور ظهور قناة الجزيرة !! و لفضولي وحماسي المهني وقتها أقبلت عليهم راغبا في إجراء مقابلات سريعة معهم وذلك كلما التقيتهم في حدث على الأرض لسؤالهم عن أوجه مطالبهم ولم أجد فردا واحدا يهتم بإجراء حوار معي أو مع محطتي الفضائية ! بالرغم من تدافعهم ليقفوا بالصف أمام مايكروفونات قناة الجزيرة! فإعلامنا لم يمنع ظهورهم ولكنهم امتنعوا وقتها لأن لهم أهداف وتخطيطات أكبر بكثير من الظهور على الشاشات المصرية فقد أرادوا أو نفذوا صورة تصدرها الجزيرة للعالم وللمشاهد المصري بأن هناك فتن وشغب وقمع وعنف والتي بالتأكيد ستساهم بشكل تراكمي في إحداث فتنه تؤدي لاحتجاجات عارمة تُسقط النظام وبالفعل سقط النظام وبدا لهم جميعا النجاح في مخططاتهم لعام واحد فقط عندما وصلوا لسدة الحكم حتى أسقطهم وأسقط عصابتهم الشعب المصري محتميا بجيشه وشرطته وأسقط كل ما ظلوا سنوات يعملوا على نشره وبنائه بالزيف والخداع
فمنذ عام ٢٠٠٥ وهذا المخطط يحاك ضدنا ومن هذا العام وأنا لم يتغير انطباعي عنهم فقيادتهم وخاصتهم خونة وعملاء ومدلسون ليس لهم هدف إلا زعزعة الاستقرار للاستحواذ على السلطة ضاربين عرض الحائط بكل القيم والثوابت الوطنية والمجتمعية أما عامتهم فهم كالعساكر في رقعة الشطرنج مغرر بهم في الغالب ولم يختلف انطباعي عن تركيا أو قطر المتأمرة بالمال والإعلام لصالح الولايات المتحده الأمريكية ومخططاتها البراجماتية لإعادة تقسيم المنطقه والتي كادت تنجح لولا ثورة ٣٠ يونيو التي هدمت الأطماع وفرضت نفسها على العالم وأعادت رسم المشهد بالشكل والكيفية الصحيحة التي أرادها الشعب المصري .. تسريبات الإيميلات لوزيرة الخارجية الأمريكيه والتي هي بنفسها أشارت لمضمون ما جاء بها بشكل أو بآخر في مذكراتها ليس فيها معلومة جديدة للمتخصص ولكنها بالتأكيد ستفيد الرئيس الأمريكي ترامب في معاركه الانتخابية داخليا وخارجيا في ظني، وأفادت عموم الشعب العربي والمصري بحقيقة ما يدبر لنا كأمة عربية في الخفاء والخلاصة أننا أصبحنا على يقين في معظمنا كمصريين
بأنه أولا لا ينبغي علينا أن نسمي أحداث يناير ٢٠١١ ثورة بعد الآن وثانيا أنه للإخوان.. وداعا للأبد..حفظ الله مصر قيادة وشعب جيل بعد جيل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى