الموقعخارجي

الأزمة السعودية- اللبنانية.. عون: كان يمكن لخطاب “حزب الله” أن يكون أكثر هدوءا

قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه يفضل “تخفيف اللهجة” حيال السعودية، وذلك تعليقًا على هجوم أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، على المملكة.

وفي حديث لصحيفة “نداء الوطن”، الأربعاء، لم يبد الرئيس “عون” أي تخوف من خطوات تصعيدية سعودية جديدة تجاه لبنان كرد على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، معتبرًا أن المملكة “مارست أقسى ما لديها منذ 2017 لغاية اليوم”.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية، أمس الثلاثاء، أنها “حريصة على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية.

ونقل حساب الرئاسة في “تويتر” عن الرئيس ميشال عون قوله: “حريصون على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، وهذا الحرص يجب أن يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء”.

وكانت قد تجددت الأزمة السعودية اللبنانية، عقب انخفاض وتيرتها بعد استقالة وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، الذي فجر أزمة بين البلدين بسبب رؤيته بشأن الحرب في اليمن.

الأزمة عادت للاشتعال مع قيام الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، بشن هجوم عنيف على الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وعلى “الوهابية”، ردًا على خطابه الأخير الذي حث فيه السلطات اللبنانية على تغليب مصالح شعبها و”إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي”.

فقال “نصرالله”: “يا حضرة الملك، الإرهابي هو الذي صدر الفكر الوهابي ‏الداعشي إلى العالم وهو أنتم، الإرهابي هو الذي أرسل آلاف السعوديين ‏لينفذوا عمليات انتحارية في العراق وفي سوريا وهو أنتم، الإرهابي هو ‏الذي يشن حرباً لمدة سبع سنوات على الشعب المظلوم في اليمن ويقتل ‏الأطفال والنساء ويدمر البشر والحجر وهو أنتم، الإرهابي هو الذي يقف ‏إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية في كل حروبها ويفتح لها أرضه ‏وقواعده العسكرية لتمارس جرائمها ضد الإنسانية، وهم أنتم، الإرهابي ‏هو الذي يُمول كل جماعات الفتن والحروب الأهلية في لبنان وفي ‏المنطقة وهو أنتم”.

وأضاف نصرالله “الإرهابي هو الذي يحتجز مئات الآلاف أو ‏عشرات الآلاف من اللبنانيين، يتخذهم رهائن ليهدد بهم لبنان ودولة لبنان ‏كل يوم، إذا تكلمتم فإنني سوف أطردهم، وأحرمهم من أموالهم وممتلكاتهم ،إذا فتحتم فمكم سأرميهم في السجون”.

وجاء ذلك في كلمة مطولة لنصرالله بمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس.، إثر غارة أمريكية بمحيط مطار بغداد في 3 يناير عام 2020.

ردا على خطاب “نصرالله”، سعى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، تجنيب لبنان رد فعل السعودية، على هذه التصريحات، مؤكدًا أن ما قاله الأمين العام لحزب الله بحق المملكة العربية السعودية “لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين”.

وبحسب البيان، الذي نشره مجلس الوزراء اللبناني عبر حسابه بموقع تويتر، قال ميقاتي: “لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية، وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما السعودية. ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه”.

وأضاف ميقاتي أن ما قاله نصرالله “بحق المملكة العربية السعودية لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين. وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصا دول الخليج”.

وتابع ميقاتي: “فيما نحن ننادي بأن يكون حزب الله جزءا من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء إلى اللبنانيين أولا وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانيا”.

ودعا ميقاتي الجميع إلى “الرأفة بهذا الوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها، والتعاون لإخراج اللبنانيين من وحول الأزمات التي يغرقون فيها، فنعيد ترميم أسس الدولة وننطلق في ورشة الإنقاذ المطلوبة”.

واختتم ميقاتي تصريحاته قائلا: “بالله عليكم ارحموا لبنان واللبنانيين وأوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض”.

ومن جهته غرد السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، على حسابه في تويتر بالقول “افتِراءَاتُ أَبِي رِغَال العَصْرِ وَأكاذيبُهُ لا يَستُرهَا اللَّيلُ وَإن طالَ وَلا مَغِيبُ الشَّمسِ وَلَو حُرِمَتِ الشُّرُوقَ والزَّوال..!”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى