الموقعتحقيقات وتقارير

إسرائيل تخطط لجر مصر في عملية رفح.. والقاهرة تكشف السر

«دبلوماسي»: تل أبيب تحاول النيل من صورة مصر.. وإيحاء العالم بالشراكة المصرية في هجوم رفح

تقرير- محمود السوهاجي

تحاول اسرائيل بشتى الطرق القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد تلقين الأخيرة الكيان المحتل درساً قاسياً في السابع من أكتوبر من العام المنصرم 2023، وتنفيذها عملية «طوفان الأقصى» التي ركعت جيش الاحتلال على قدميه، محققة بذلك انتصارا ساحقا على أقوى جيش المنطقة.

وبعد عمليات القتل والتشريد لملايين من الشعب الفلسطيني الأعزل، وهدم المنازل عبر عمليات عسكرية موسعة، تحاول إسرائيل اجتياح منطقة رفح التي توجد بها ما لا يقل عن مليون ونصف نازح، محاولة بذلك تنفيذ إبادة جماعية للمرة الثانية.
وتحاول إسرائيل جر قدم مصر في عمليات اجتياح رفح، وتصوير مصر بأن لها يدا في تنفيذ عملية الغزو لرفح المقبلة، وذلك من خلال تصريحات لمسئولين كبار في تل أبيب، مدعين أن هناك تنسيقا مع القاهرة لبدء عملية رفح.

رد مصري عنيف:

ولاقى مخطط إسرائيل لجر مصر في عملية رفح المنتظرة رد فعل عنيفا وصريحا من القاهرة، وهو ما نفته مصر على لسان سامح شكري وزير الخارجية، مؤكداً أنه لا يوجد تنسيق في هذا الشأن، ورفض مصر القاطع لعملية رفح.

ورغم أن التحذيرات الأممية والأمريكية من شن هجوم على رفح إلا أنه من الواضح وفق تصريحات كبار إسرائيليين أن عملية رفح حتمية باعتبار أنها آخر ورقة يمتلكها الكيان المحتل للضغط على حركة حماس للقبول بالشروط والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

نرشح لك : في ظاهره الثأر للشهداء وباطنه خراب الأمم.. السوشيال ميديا يكشف الوجه الآخر لـ«حماس»

ولعل مخطط محاولة إسرائيل لجر مصر في عملية رفح، ترجمه تصريح يسرائيل كاتس وزير خارجية إسرائيل في ميونيخ، والذي قال فيه إن تل أبيب ستنسق مع مصر قبل بدء عملية اجتياح رفح، ومصر حليف لإسرائيل ولا تضر العملية المصالح بين البلدين، وستبلغ تل أبيب الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل بدء العملية.

الترويج والادعاءات:

وضمن الادعاءات الإسرائيلية بشأن توريط مصر في عملية رفح، روج الإعلام العبري عن أن مصر تجهز خياما في شبه جزيرة سيناء لاستقبال الفارين من ويلات الحرب على رفح.

وادعى الإعلام العبري أن هذه الخيام تأتي في سياق خطط طوارئ لاستقبال الفلسطينيين بعد إعلان بنيامين نتنياهو عن هجوم وشيك على رفح.

ونفى اللواء محمد شوشة محافظ شمال سيناء ادعاءات إسرائيل، مؤكداً أن الأعمال الجارية هدفها حصر المنازل المهدمة خلال حرب الجيش المصري على الإرهاب، لتعويض أصحابها.

وفي بيان شديد اللهجه، نفى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ما يردده الإعلام العبري حول تجهيز مناطق نزوح للفلسطينيين عقب الهجوم على رفح.

وأشار رشوان إلى التحذيرات المصرية المتكررة من مغبة هجوم محتمل على رفح وتهجير الأشقاء الفلسطينيين، مضيفاً أن مصر والمجتمع الدولى يقف حائط صد ضد هذه العملية.

وأكد سامح شكري وزير الخارجية، انه يجب أن تكون هناك قدرة على اتخاذ خطوات رادعة لإسرائيل إذا اجتاحت رفح، لافتاً إلى أن الضمير العالمي أصبح لا يحتمل استمرار هذا الحجم من القتل فى غزة، واستمرار حالة التدمير المستمر لقطاع غزة.

وطالب شكري بضرورة توقف هذه الحرب والعمل على إنهائها ووضع إطار يؤدي إلى إنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

أوراق الضغط:

وقال هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إن مصر لديها الكثير من الأوراق التي تمنع إسرائيل من القيام بعملية عسكرية في رفح، أهمها: «إمكانية سحب السفير المصري من تل أبيب، وإعلان توقف مصر عن جهود الوساطة لإبرام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وتجميد عدد من الاتفاقيات فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي».

وأوضح خلاف أن إسرائيل تنتهج مخطط إقحام مصر في عملية رفح وتهجير الفلسطينيين وتريد إرسال صورة للعالم بأن مصر شريك في مخطط تهجير الفلسطينيين واجتياح رفح، وذلك لأن الطرف الإسرائيلي يملك مصداقية عند الأوروبيين.

ولفت إلى أن عملية اجتياح رفح تساهم في وقوع توترات في المنطقة لا يحمد عقباها، ويجبر الفلسطينيين على اجتياح الحدود نحو سيناء وهو ما يمثل تهديدا للأمن القومي المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى