استشاري باطني: مخاطر الإفراط في تناول المسكنات تصل من الغثيان إلى الاكتئاب والإدمان
بالمبادرات الرئاسية.. الصحة تكشف خطتها لمكافحة مخاطر الإفراط في تناول المسكنات
الأوقاف: الإسراف في تناول المسكنات يتصادم مع أحكام الشريعة
كتبت – دعاء رسلان
المسكنات، هي الوسيلة التي يلجأ لها الكثير من الأشخاص، للتخلص من الآلام والصداع والمشاكل الصحية المختلفة، إلا أن الإفراط في تناول المسكنات، يمكن أن يسبب مشكلات صحية خطيرة ومضاعفات كبيرة في الجسم.
مخاطر الإفراط في تناول المسكنات
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد الباسط، استشاري أمراض الباطنة والجهاز الهضمي، إن المسكنات التي يقبل المواطنين على تناولها بشكل متكرر دون استشارة الطبيب، تشكل الكثير من المخاطر، نتيجة لاستخدام كميات كبيرة من المسكنات.
وتابع استشاري أمراض الباطنة في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن الإفراط في تناول المسكنات يؤدي للإصابة بتليف الكبد، كما أنه يسبب قرحة المعدة و التهابات شديدة تؤثر على صحة الجهاز الهضمي.
وكشف أن هناك بعض المواد الموجودة في المسكنات والتي تسبب مشاكل في الكلى واضطرابات، والإمساك الشديد واضطرابات الجهاز الهضمي، والغثيان والقئ قد يكون من أعراض اضطرابات المعدة والجهاز الهضمي.
وأضاف أن الإفراط في المسكنات تسبب الدوخة الشديدة والنعاس المستمر، ويؤدي للاكتئاب والاضطرابات النفسية، ويصل الأمر إلى إدمان المسكنات.
الصحة ومكافحة الإفراط المسكنات
ومن جانبها، قالت وزارة الصحة والسكان إن الاستخدام الخاطىء والمتكرر لبعض أنواع المسكنات بدون الرجوع للطبيب قد يتسبب في الإصابة بالاعتلال الكلوي.
وتابعت وزارة الصحة والسكان أن مبادرة رئيس السيسي لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي توفر خدمات الكشف والمتابعة والعلاج بالمجان من خلال العيادات الخاصة بالمبادرة.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المبادرة تعمل من خلال 3601 وحدة رعاية أولية على مستوى الجمهورية، وتهدف إلى التشخيص المبكر وعلاج الأمراض المزمنة وتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية لجميع المواطنين في الفئة العمرية أكبر من 40 عاما، إضافةً إلى المواطنين في الفئة العمرية من 18 عاما، ممن لديهم تاريخ مرضى بأمراض مزمنة.
وأشار إلى أن المبادرة تقدم فحوصات قياس ضغط الدم، ونسبة السكر بالدم (عشوائي وتراكمي)، ونسبة الدهون بالدم، وفحوصات الكلى، ومؤشر كتلة الجسم، إضافةً إلى تقديم خدمات التوعوية بعوامل الخطورة الخاصة بالأمراض المزمنة، ومتابعة المستفيدين من المبادرة، خلال زيارات متتالية يتم تحديد مواعيدها بناءً على نتائج الفحوصات الأولية.
وكشف متحدث الصحة أن الحالات التي يتم اكتشاف إصابتها بالأمراض المزمنة (ضغط، سكر) يتم صرف العلاج لها بالمجان من الوحدات الصحية أو إحالتها إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم وفقاً للحالة الصحية للمريض، بما يساهم في خفض نسب الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وذلك وفقاً للأدلة الاسترشادية الخاصة بالأمراض المزمنة والتي تم إعدادها من خلال التعاون بين وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، موضحاً أن اللجنة العلمية التابعة للمبادرة تشارك في وضع الأدلة الاسترشادية، وتعقد دورات تدريبية للأطقم الطبية المشاركين بالمبادرة.
ضحايا المسكنات
في يونيو 2019، لقيت طالبة بالمرحلة الثانوية في مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، مساء أمس، حتفها، بسبب تناولها جرعة زائدة من المسكنات، بعد شعورها بآلام شديدة في البطن.
كانت الفتاة أ.م.م تستعد لأداء امتحان اللغة العربية اليوم، وبسبب التوتر والقلق الذي شعرت بهما أثناء المذاكرة، ظلت الفتاة لفترات طويلة منقطعة عن الطعام، وبدأت تشعر بآلام شديدة في معدتها، فتناولت أحد الأدوية المسكنة، التي تسببت في نقلها إلى المستشفى، وتبين من الفحوصات أنها أصيبت بنزيف في المعدة أودى بحياتها.
نرشح لك : بالتزامن مع التقلبات الجوية.. الصحة تكشف لـ”الموقع” مخاطر حقن البرد
ورحلت سيدة بالغة من العمر 58 عاما، عن الحياة، نتيجة لإفراطها في تناول مسكنات الآلام، ما تسبب لها في اعتلال في الصدر، وهو ما أودى بحياتها إلى الموت.
حكم الدين في الإفراط بتناول المسكنات
كشفت الأوقاف أن الإسلام نهى عن الإسراف في كل شيء، ومن ذلك الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية، والإسراف لغة: مأخوذ من مادة (س ر ف)، وتدلُّ على تَجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان، واصطلاحًا: هو مجاوزة حدِّ الاعتدال في الأفعال والأقوال، والأموال، والمرغوبات والمحبوبات.
وأوضحت أن الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية له مخاطر كبيرة تهدد حياة الإنسان، فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان، ويؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية.
وأكدت أن الإسراف في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية له آثاره السلبية على حياة الإنسان، كما أنه يتصادم مع أحكام الشريعة الإسلامية وحِكَمِها، وكذلك فإن الاتجار بالمسكنات – بعيدًا عن الأغراض الطبية – بيعًا وشراء وتهريبًا وتسويقًا وربحًا كله حرام كحرمة تناول المخدرات؛ فكل ما يؤدي إلى الإضرار بصحة الإنسان حرام.
