أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» فاطمة سيد أحمد “المسكونة” بـ”المهنة” و”حب الوطن”

حينما أهدتنى الدكتورة فاطمة سيد أحمد أحدث مؤلفاتها وهو الكتاب الذى يحمل عنوان “كيف ولماذا حكم السيسى مصر فإنها ودون أن تقصد “أربكتنى” كثيراً بهذا الكم الهائل من المعلومات التى تضمنها الكتاب حيث لم أكن اعلم شيئاً عن الكثير منها ، فالكتاب ليس مجرد شهادة للتاريخ أرادت الدكتورة فاطمة البوح بها فى هذا التوقيت بالذات ونحن نتذكر الأحداث المؤلمة التى شهدتها تلك “الأيام الغبرة” فى أعقاب أحداث ٢٥ يناير ، التى يقال عنها فى كثير من الأحيان اسم “ثورة” بينما هى فى حقيقة الأمر مجرد “مؤامرة حقيرة” تم تدبيرها بشكل شيطانى بغرض القضاء على مقدرات بلد كبير فى حجم ومكانة مصر.
بل أن الكتاب فى مجمله يمثل دفقة إنسانية “معجونة” بحب الوطن الذى يصل فى أوقات كثيرة الى درجة العشق ، مما يجعلك وأنت تتنقل بين صفحات الكتاب تتمكن من ضبط الدكتورة فاطمة وهى “متورطة” بشكل لافت للنظر فى “الإنحياز التام” للوطن ضاربة عرض الحائط بنظريات الإعلام التى درسناها فى الجامعة والتى تفرض على الصحفى والإعلامى أن يكون “محايداً” وهو يقوم برصد ما يجرى حوله من أحداث مهمة وفارقة ، والحق يقال فإن هذا النوع من”عدم الحياد” ليس غريباً عليها فمن يعرف الدكتورة فاطمة سيد أحمد عن قرب يعى جيداً أنه حينما يتعلق الأمر بالأمن القومى للبلاد فإنها لا ترى سوى المصلحة العليا للوطن وذلك لقناعتها التامة بأن هذا الكتاب لن يكون ملكاً لها بمجرد تداوله فى الأسواق بل أنه ومن المؤكد سيصبح وثيقة مهمة ومرجع أساسى للباحثين والكتاب المتخصصين فى رصد وتحليل تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
لقد حرصت الدكتورة فاطمة سيد أحمد في هذا الكتاب على “توثيق” أحداث تاريخية اطلعت على كواليسها عن قرب، بحكم كونها عميد المحررين العسكريين ومحرر مجلس الوزراء في سنوات ما قبل عام 2011، وهى سلسلة مقالات نشرتها على حلقات بمجلة أكتوبر التى يرأس تحريرها الصديق “الخلوق” محمد أمين ، مما جعلنى وأنا أكتب الآن عن هذا الكتاب ، أقف على مساحة واحدة بين محتوى “الكتاب” من ناحية وبين طبيعة شخصية “الكاتبة” من ناحية أخرى ، فهى ليست صحفية “شاطرة” وحسب بل هى تعد أول باحثة في الإنثروبولوجيا العسكرية بالوطن العربي.. أما كتابها الذى يزين المكتبة العربية الآن يعد وثيقة تاريخية فى منتهى الأهمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى