الموقعتحقيقات وتقارير

أزمة الأعلاف محلك سر ..هل تنقذ البدائل الخضراء صناعة الدواجن؟..«الموقع» يجيب

الكميات التي تم الإفراج عنها من الأعلاف وفول الصويا قليلة جدًا.. والمستوردون استغلوا الأزمة

البرسيم والحشائش الخضراء بدائل الأعلاف الُمركزة

تكرار أزمة الأعلاف يدفع مربي الدواجن إلى الخروج من الصناعة

خبير: الفول السودانى والنباتات العطرية دخلت بقوة فى سباق البدائل الطبيعية

«الزينى»: مصانع كثيرة أوقفت إنتاج الأعلاف بعد الأزمة الأخيرة

الثروة الداجنة: تأخر الإفراج عن الأعلاف ساهم فى زيادة الأزمة

تقرير – أسامة محمود

مازالت أزمة أسعار الدواجن وموجة الغلاء التي يشهدها سوق الفراخ والبيض تتصدر المشهد في الأسواق المحلية برغم الجهود التي تبذلها الحكومة لحل الأزمة، إذ عُقد اجتماع بين المنتجين والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال الأيام الماضية، إلا أن الأزمة مازالت مستمرة بسبب قلة الأعلاف المستوردة وعدم الإفراج عن باقي الشحنات الموجودة في الموانئ.

وكانت هناك آمال كبيرة أن تعود أسعار الدواجن إلى معدلاتها الطبيعية بعد هذا الاجتماع، ولكن للأسف مازالت أسعار الفراخ والبيض أعلى من القدرة الاقتصادية لشريحة كبيرة من المواطنين، حيث ارتفعت مع بداية الأسبوع الجاري أسعار بورصة الفراخ عند 40 جنيهًا فأكثر لكيلو الفراخ البيضاء، وعند تجار التجزئة تراوحت بين 45 إلى 47 جنيها والفراخ البلدى بـ60 جنيهًا، والأمهات بـ30 جنيهًا للكيلو، والساسو بـ55 جنيهًا، و90 جنيهًا لكيلو البانيه، و45 جنيها للكبد والقوانص، والأوراك 48 جنيهًا، والدبوس 58 جنيهًا.

وتُعتبر صناعة الدواجن من أقوى الصناعات التي تضم بين أكثر من 3.5 مليون أيدي عاملة، حيث يبلغ حجم الاستثمارات بها حوالي 100 مليار جنيه، وتُعتبر رمانة ميزان السوق المحلي في توفير احتياجات المواطنين، فهي تنتج حوالي 4 ملايين دجاجة سنويًّا و40 مليون بيضة، وفقا لـ”شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية”.

وتواجه هذه الصناعة العديد من التحديات، أهمها: نقص الأعلاف، والتي زادت حدتها مع احتجاز عدد كبير من الشحنات المستوردة في المواني لم يُفرج عنها نتيجة نقص الاعتمادات البنكية من الدولار، مما ترتب عليه نقص فى إمدادات الأعلاف فى المزارع، واضطر أصحابها إلى اللجوء إلى السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم بأسعار باهظة، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار الفراخ البيضاء، وتلاها ارتفاع أسعار البيض ليصل سعر البيضة الواحدة إلى ثلاثة جنيهات بعد 2 جنيه ونصف الجنيه ليصل سعر كرتونه البيض فى بعض الأماكن إلى 85 جنيهًا.

وتحت وطأة الضغوط المالية على المستثمرين في الصناعة الحيوية تقدَّم اتحاد منتجي الدواجن باستغاثة لرئيس مجلس الوزراء ورئيس البنك المركزي لتوفير الاعتمادات المالية وتسهيل إجراءات التخليص الجمركي، وبالفعل تم الإفراج عن جزء من الشحنات المستوردة والباقي مازال حبيس الحاويات.

وحسب تصريحات الدكتور ثروت الزينى نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن عقب انتهاء اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء الفترة الماضية، إن الاجتماع لم يستطع أن يقدم حلولًا عاجلة لوقف خسائر المنتجين والمربين، حيث إن كميات الأعلاف المطلوبة كبيرة في الوقت الذي رفع فيه المستوردون الأسعار لتحقيق أرباح كبيرة، بالإضافة إلى أن الكميات التي تم الإفراج عنها من الأعلاف وفول الصويا قليلة جدًّا..

ولفت إلى أن صناعة الدواجن تواجه تحديًا خطيرًا في الوقت الحالي سوف تزداد حدته مع الأيام المقبلة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج عالميًّا وارتفاع تكاليف الشحن والنقل، خاصة أن مصر تستورد 70% منها مقابل 30% تصنيع محلى.

وتابع أنه وفى ظل هذه التحديات فوجئ منتجو الدواجن بمشكلة جديدة تتمثل في عدم الإفراج عن الذرة والصويا التى تمثل الغذاء الرئيسي للدواجن فى مص،مضيفًا أنهم يحتاجون 25 ألف طن من الذرة والصويا يوميًّا، منوهًا بأن تكرار أزمة الأعلاف يدفع مربي الدواجن إلى الخروج من هذه الصناعة، خاصة بعد ارتفاع أسعار الأعلاف فى الفترة الأخيرة بنحو 20%.

وأوضح أن المربين لا يستطيعون إدخال دورات إنتاجية جديدة، محذرا من نقص كبير في إنتاج الدواجن والبيض خلال الفترة المقبلة بسبب عدم توفير الاعتمادات البنكية من الدولار للاستيراد، مؤكدًا أن الخامات اللازمة لإنتاج الأعلاف متوفرة فقط المستورد الذى لديه تمويل آجل، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من المصانع أوقف إنتاج الأعلاف ما عدا شركة واحدة وهى تنتج فقط كُسب فول الصويا وأسعاره ترتفع يوميًّا.

ومن ناحيته يقول الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية إن صناعة الدواجن صناعة قوية تواجه العديد من التحديات، أهمها مستلزمات الإنتاج التي تشهد ارتفاعًا غير مسبوق، فقد وصل طن علف الصويا لـ25 ألف جنيه بعد ما كان سعره 19ألفًا بزيادة 6 آلاف خلال يومين فقط، وطن الذرة بـ3000 جنيه.

وأشار “السيد” فى تصريحات لـ”الموقع” إلى أن صناعة الدواجن توفر البروتين الحيواني للطبقات محدودة الدخل بأسعار مناسبة، ويعمل بها أكثر من 3.5 مليون عامل، وتسهم بحوالي 100 مليار جنيه استثمارات في الاقتصاد الوطني، حيث تنتج 4 ملايين دجاجة يوميًّا، و40 مليون بيضة، ولكن أمام نقص الأعلاف أصبحت تواجه مخاطر كبيرة.

وتابع رئيس شعبة الثروة الداجنة، أن هناك من خرج من صناعة الدواجن بسبب أزمة الأعلاف، مؤكدا أن هناك أصحاب مزارع يتخلصون من الكتاكيت دون مقابل.

وأوضح أن سعر شيكارة الردة وصل لـ350 جنيهًا، وأنه لو تم الإفراج عن الأعلاف بشكل مستمر لما وصلنا لأزمة في صناعة الدواجن وهي تمثل أمن قومي.

وفى سياق متصل كشف الدكتور مجدي حسن رئيس قسم الدواجن بمعهد الإنتاج الحيواني عن أهم أسباب أزمة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن، والتي تكمن في اعتماد هذه الصناعة على العلائق المُركزة بنسبة 100%، ما يؤدي لمُضاعفة إجمالي حجم التكلفة الفعلية، والتي تنعكس بالقدر ذاته على أسعار تداول المُنتج النهائي، المعروض أمام المُستهلك بالسوق المحلي.

ولفت رئيس قسم الدواجن بمعهد الإنتاج الحيواني إلى إمكانية الاستعانة بالعديد من البدائل الطبيعية، لتحقيق انفراجة نسبية فيما يخص أزمة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن، وهو الأمر الذي يعود بالإيجاب على استمرار هذه الصناعة الوطنية، ويدعم السواد الأعظم من صغار المُربين.

نرشح لك : مهلة 15 يومًا..هل تكفى لتوفيق أوضاع التجار ومحال البقالة؟..خبراء يتحدثون لـ«الموقع»

وطرح “حسن” حلول بديلة طبيعية للاستعانة بها في الأعلاف مثل “البرسيم والحشائش الخضراء” بوصفها بدائل طبيعية تُساعد في تقليل حجم الاعتماد على العلائق المُركزة الجاهزة، بما يُمثل وفرًا اقتصاديًا لجموع المُربين في ظل أزمة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن، التي تضرب قطاع الإنتاج الداجني وصناعتها في مقتل، بسبب توقف وخروج عدد كبير من المنظومة.
وكشف عن أن التجارب البحثية التي تم إجراؤها لتقليل حجم الاعتماد على العلائق المُركزة، والتي تستهدف اللجوء بشكل أكبر للبدائل الخضراء، وفي مُقدمتها “الأزولا” و”الجازورينا”. 15% وفرًا في إجمالي تكاليف الإنتاج .

وأوضح “حسن” في حوار مع أحد البرامج المتخصصة فى الزراعة على إحدى القنوات الفضائية، أن التوجه العام داخل المحطات والمعاهد البحثية التابعة لوزارة الزراعة، يعتمد على تركيز جهودها تجاه توفير العديد من البدائل الخضراء الطبيعية، بما يُحقق وفرًا اقتصاديًا يتخطى حاجز الـ15% من إجمالي تكلفة الإنتاج التي يتحملها المُربين.

وأشار إلى أنه يمكن أن تدخل النباتات الطبية والعطرية كبدائل فى أعلاف الدواجن والتي دخلت بقوة في سباق البدائل الطبيعية، التي يُمكن إحلالها بنسب مُحددة ضمن حزمة البدائل الآمنة للعلائق المُركزة، بما يُمثل أحد الحلول السحرية لأزمة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن.

وتابع أن الفول السوداني أيضا خيار جيد بشروط في الإطار ذاته، أجاز رئيس قسم الدواجن بمعهد الإنتاج الحيواني إمكانية استخدام الفول السوداني كأحد البدائل التي توفر حلولًا طبيعية لأزمة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن، شريطة استخدامها ضمن عدة عناصر أخرى وبنسب مُحددة، بما يضمن تحقيق نفس مُعدلات التحويل، ويؤمن قدرًا معقولًا من الربحية للمُربين في نهاية دورة الإنتاج.

كما طرح “حسن” كسر مصانع المُنتجات الغذائية مُخلفات مصانع المواد الغذائية ككسر “المكرونة، البسكويت” كبدائل إضافية، يُمكن الاستعانة بها ضمن برامج تغذية الدواجن بنسب مُحددة، بما يُسهم في النزول بتكلفة مُدخلات الإنتاج، وهي المُعادلة الرقمية التي تُشكل بداية مقبولة لتحقيق انفراجه نسبية في أزمة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن

وأزمة الأعلاف وارتفاع أسعارها أدى إلى إعدام “الكتاكيت ” من قبل المربين والتى ظهرت فى فيدوهات انتشرت خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي يقوم فيها أحد مربي الدواجن بإعدام كتاكيت (صيصان)، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة دفعت الحكومة إلى عقد اجتماع مع الجهات المعنية بالقطاع، في محاولة لإيجاد حل لهذه المشكلة.

وساد جدل لا حدود له بين المصريين، بعد بث هذه الفيديوهات ، عقب نشر منتجي الدواجن والبيض فيديوهات إعدام صوص الدجاج، لعدم قدرتهم على إطعامها وارتفاع الأسعار في الأسواق.

وعلى الرغم من استياء وشكاوى المنتجين من أزمة نقص الأعلاف التي تم احتجازها في الجمارك، لا تزال الحكومة تردد أن غياب الدولار سبب أساسي في الأزمة الحالية بدون تقديم أي حلول بديلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى