خارجي

أحمد كريمة في ذكرى وفاة السلطان قابوس: فقد العالم بأسره زعيما محنكا فطنا

كتبت – منال عبدالفتاح

كتب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، مقالا في ذكرى رحيل السلطان قابوس سلطان سلطنة عمان، نشرته سفارة عمان بالقاهرة.

وجاء في مقال الدكتور أحمد كريمة:

بداية “ما شهدنا إلا بما عملنا” فقد عملت محاضراً للدراسات الإسلامية بوزارة التعليم العالى – كلية التربية بصلالة بمحافظة ظفار زهاء ست سنوات متصلة ولله الحمد – .

فقد العالم بأسره زعيما محنكا فطنا ألا وهو المغفور له بإذن الله – عز وجل – السلطان قابوس بن سعيد البوسعيدى – رحمه الله رحمات واسعة – وحق على كل منصف أن يرثيه ، فاقتبس مما قاله الشيخ محمد أحمد عرفه تقريظاً لابن رشد الفقيه الفيلسوف – رحمه الله تعالى – : إلا الحكيم الراقد فى جدثه ، الهانىء بمضجعه ، تحفه مسحة من النور الإلهى ، وعليه حارث من المهابة وسياج من الإجلال ، أهدى غايات من الدعوات واستمطرت له وابلا من صيب الرحمات ، لله أنت أيتها الروح الخالدة ، العائدة إلى محلها الأرفع ، فقد هبطت علينا من عالمك العالى ، طلعت علينا طلوع القمر على خابط ليل ضل السبيل وخانه الدليل ، طلعت والهدى ، فكنت كالغيث اصاب أرضا قابلة فأنبتت الكلأ والعشب ، وأصاب منها الكثير ، اقمت فينا ما شاء الله أن تقومى ، وخلقت تلك آثارا جعلت لك مقعد صدق فى كل نفس ، وتأوييك ومسراك ، أى جو حواك ، وآى آمال وسعتك ، وأى جسم تحمل ما ترومين ؟

وإذا كانت النفوس كبارا تعبت فى مرادها الأحسام ” أ.هـ ”

لقد تحرر خطابك السياسى فكنت مصلحا ومحباً وحبيبا للجميع !

وقدت وطنك بفطنة وحنكة وحكمة ، فأنبتت به عن صراعات ونعرات مذهبية وطائفية وقومية ، وجعلته موئلا للتسامح الدينى والإخاء الإنسانى ، فالمذاهب الإسلامية تتعايش بحرية الفكر من إباضية وسنية وشيعية ! والشرائع السماوية أتباعها يعيشون فى عمان دون تمايز ولا تعصب ، بل وأتباع شرائع وضعية من هندوس وسيخ وغيرهم يعملون ويتكسبون أقواتهم دون حجر ولا اضطهاد ! وأسست عمان وحضارة فى شتى المجالات وبناء الإنسان قبل البنيان ، وعمارة وحضارة فى شتى المجالات بصبر وأناة وتؤدة ، وأسست الشورى التطبيقية العملية فى لقاءاتك بشعبك تستمع إلى مظالم وتقضى حوائج فى ولايات السلطنة ، دون حجب ولا انزواء ، وأعليت حقوق الإنسان ومن ظواهر ذلك تحرير المرأة العمانية من أسر عادات موروثة لا صلة لها بالدين الحق ! وكم كنت عفوا عن مغرر بهم ، وخلت بلادك من الإرهاب الفكرى والسلوكى ! ، وجعلت عمان مضرب المثل فى حماية البيئة ، والعيش الوادع الكريم

لله درك أيها الراحل الكريم فى رحمات الله مستقرك ، جزاء ما قدمت من مبرات يعجز عن وصفها اللسان .

سلطنة عمان : بلد عروبى ، جذوره إلى ما قبل التاريخ ، وذكر فى القرآن الكريم طرفا منه

” الأحقاف ” وأسلم طواعية دون معاندة ولا مكابرة ولا مكايدة ولا محاربة ، فقد أرسل سيدنا محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رسالة إلى ملك عمان جيفر وأخيه عبد ابنى الجلندى .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى