الموقعتحقيقات وتقارير

يا كحك العيد مين يشتريك؟.. المصريون يتحايلون على ارتفاع الأسعار

أصحاب المخابز يصرخون: «مش عارفين ناكل عيش وقللنا المعروض»

ربات البيوت في مواجهة ميزانية البيت.. واقتصاديون: تغييرات إيجابية في سلوكيات المستهلك

تقرير: محمود السوهاجي

كلما ترجلت في شوارع المحروسة، تجذبك روائح كحك العيد، نوافذ محلات الحلويات مليئة بأشكال من البسكويت والكحك وغيرها من الحلويات الخاصة بعيد الفطر، ومع الظروف الاقتصادية الطاحنة تجد أناس يعتمدون على شراءه جاهز راحةً وتوفيراً للوقت والجهد، وضمانًا لمنتج جيد، بينما يفضل آخرون صنعه في المنزل كنوع من الابتهاج والشعور بفرحة العيد، بالإضافة إلى توفيرا للمصاريف، خاصة مع ارتفاع أسعار الكحك الجاهز مرتفعة للغاية، كما أن أسعار الخامات مرتفعة أيضًا، مما انعكس على من يصنعون الكعك في المنازل، ليصبح الجميع ضحية نار الأسعار.

وخشى الكثيرون من حرمان أبنائهم من فرحة الكحك في عيد الفطر، خاصةً مع ارتفاع أسعاره بشكل كبير، وعلى الرغم من صعوبة الموقف، يسعى الكثيرون لإدخال البهجة على أبنائهم وعدم حرمانهم من أهم مظاهر العيد، فالكحك ليس مجرد طعام، بل هو رمز للفرحة والبهجة، وذكريات جميلة لا تُنسى.

وقامت الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى بطرح كميات كبيرة من الكعك والبسكويت في منافذها التابعة بالقاهرة والجيزة بأسعار مخفضة من 20 إلى 25% مقارنة بأسعار السوق، لرفع كاهل المعاناة عن المواطن البسيط.

وجاءت أسعار كعك العيد كالآتي: علبة بسكويت نشادر بسعر 150 جنيها، والكعك السادة بنفس السعر، وكعك الملبن بسعر 140 جنيها، وكعك المكسرات بسعر 210 جنيهات، والغريبة السادة بـ160 جنيها للكيلو، والبيتى فور العادى بسعر 170 جنيها، وبيتى فور اللوكس والسابليه بسعر 200 جنيها، والكوكيز بسعر 170 جنيها.

أسعار الكحك في منافذ الزراعة

كما طرح معهد تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية ومصانع المشروع الخدمى للتغذية المدرسية التابع لوزارة الزراعة، أسعار الكحك في المنافذ التابعة للوزارة بالدقى والجيزة.

وجاءت الأسعار على النحو التالي: كعك مشكل بالمكسرات: 350 جنيه، وبيتى فور مشكل: 200 جنيه، وبسكويت نشادر: 160 جنيها، وبسكويت لوكس: 180 جنيها، وغريبة سادة: 180 جنيها.

عزوف المواطنين عن الشراء

في الوقت نفسه، عرضت بعض من محلات الحلوى والمخابز منتجات عيد الفطر من الكحك والبسكويت وغيرها، إلا أن التجار أكدوا عزوف نسبة من المواطنين عن الشراء، فيما حافظ آخرون على عادتهم السنوية مع تقليل الكميات التي اعتادوا شرائها.
ويرجع عزوف بعض المواطنين عن الشراء إلى ارتفاع أسعار الكحك بشكل عام، بينما يرى آخرون ضرورة الحفاظ على بعض العادات والتقاليد، حتى مع ارتفاع الأسعار.

أصحاب المخابز يصرخون

وقال محمد السويسي، صاحب مخبز، إنه اضطر إلى تقليل كمية المعروض من منتجات العيد وعرضها في أطباق صغيرة بأسعار بسيطة لتشجيع المستهلكين على الشراء.

والتقط أطراف الحديث، مصطفى الطماوي، صاحب مخبز، قائلاً إنه بدأ بتجهيز خامات صناعة حلوى العيد من يوم ١٣ رمضان، لكن الإقبال على الشراء ضعيف للغاية بسبب ارتفاع الأسعار.

نرشح لك : «رادار الأسعار».. جهاز الحكومة لرصد جشع التجار في الأسواق «إيه الحكاية؟»

شهدت أسعار الكحك والبسكويت ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام، حيث تراوحت الأسعار بين 200 و 270 جنيهًا للكيلو، مما يهدد فرحة عيد الفطر لدى العديد من الأسر المصرية.

وتُعدّ هذه الأسعار مرتفعة للغاية مقارنة بالعام الماضي، حيث كان سعر الكيلو يتراوح بين 100 و 150 جنيهاً.

استراتيجيات مختلفة للتكيف:

وتواجه ربات البيوت تحديات كبيرة في ظل ارتفاع أسعار الكعك في عيد الفطر هذا العام، مما دفعهن إلى اتباع استراتيجيات مختلفة للتكيف مع هذه الظروف الصعبة.

سماح عبد الرحمن ، ربة منزل، أكدت أنها تسير على قاعدة “الأهم” بسبب الظروف الصعبة، حيث أعادت ترتيب أولوياتها في الشراء، واستغرقت وقتًا للتأقلم، لكن اكتشفت أن هذه الطريقة أفضل، ومن أكبر مزاياها السيطرة على ميزانية المشتريات.
فيما قالت الحاجة فايزة، ربة منزل، إن عادة صنع الكعك في المنزل موروثة عن عائلاتها، لكن ارتفاع أسعار الخامات هذا العام مثل السكر والدقيق والملبن والمكسرات يُزيد التكلفة بشكل ملحوظ، ما اضطرها إلى استبدال المكسرات بالفول السوداني الأقل كلفة، بالإضافة إلى الإكثار من الكعك السادة عن غيره.

وأشارت إيمان محمد، موظفة، إلى أن فكرة التعامل مع الفرن مناسبة جدا لظروف عملها، حيث تقوم منذ عامين بشراء الخامات والمستلزمات الخاصة بالكعك والبسكويت والبيتى فور، وتسليمها لفرن اتفقت معه مسبقا على الكمية التي تريدها، وتستلم منه المنتج النهائي خلال ثلاثة أيام مقابل مبلغ يتم الاتفاق عليه مصنعية.

تحديد الأولويات

في ظل ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، أكد الخبير الاقتصادي مصطفى شاهين، على أهمية وعي المستهلك في تحديد أولوياته وتكيّفه مع هذه الظروف الصعبة.

وقال «شاهين» إن تحديد الأولويات حسب الدخل أصبح أمرًا واقعًا لا مفر منه، وأن المواطن هو صاحب القرار في السوق، حيث يمكنه إحداث تغيير إيجابي من خلال عزوفه عن شراء السلع التي يرتفع سعرها بشكل غير مبرر.

وأشار «شاهين» إلى أن تغيرات إيجابية في سلوكيات المستهلك، مثل:« شراء الكميات اللازمة فقط، وتقسيمها مع العائلة أو الجيران، والاتجاه إلى أسواق الجملة، والبحث عن بدائل أرخص».

وأكد «شاهين» أن ارتفاع الأسعار ساعد المستهلك على الاستغناء عن بعض السلع والاتجاه إلى أخرى أرخص، مما أدى إلى تراجع الطلب على السلع المستوردة بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى