أراء ومقالاتالموقع

نور يانغ يكتب لـ«الموقع»: الصين تشارك فرصًا جديدة مع العالم في عملية التقدم المتزن

مع عقد الدورتين السنويتين الصينيتين عام 2024، ركزَّت العيون العالمية مرة أخرى على أكبر البلدان النامية وثاني أكبر اقتصاد في العالم، لأنهما تعدان حدثًا مهمًا في الحياة السياسية الصينية كل عام، كما أنهما تعتبران نافذة للعالم لمتابعة الصين، فيتطلع العالم إلى المعلومات الاقتصادية والسياسية التي تصدرها الدورتان السنويتان الصينيتان، راغبًا في معرفة اتجاه تنمية الصين وإيجاد فرص جديدة للتعاون.

خلال العام الماضي، في مواجهة البيئة الدولية المعقدة والمهام الصعبة للإصلاح والتنمية، تتحد اللجنة المركزية الحزبية ونواتها الرئيس شي جين بينغ مع أبناء القوميات المختلفة في الدولة، تنفذ مفاهيم التنمية الجديدة وتعمق سياسة الإصلاح والانفتاح بشكل شامل وتسارع إنشاء نمط تنمية جديد وتعزز التنمية عالية الجودة بجهود كبيرة، مما يدفع الزخم الاقتصادي الصيني باستمرار في التحسن ويرتفع حجم الاقتصاد الإجمالي بشكل مطرد، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 17.5 تريليون دولار أمريكي، وبلغ معدل النمو الاقتصادي 5.2 ٪، مما حقق الهدف المتوقع الذي تجاوز النمو الاقتصادي للولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان بشكل واضح، فقد أصبحت الصين مرة أخرى محركًا قويًا للنمو الاقتصادي العالمي.

تعتبر سياسة الانفتاح على الخارج مفتاح التنمية السريعة للاقتصاد الصيني، كما أنها واحدة من محور الاهتمام به من العالم في الدورتين السنويتين الصينيتين هذا العام. في السنوات الأخيرة، عززت الصين بشكل فعَّال التعاون الاقتصادي والتجاري مع البلدان في جميع أنحاء العالم، ودفع عملية التكامل الاقتصادي الإقليمي، حيث يوفر توسع الانفتاح في الصين فرصًا تجارية ضخمة للبلدان الأخرى، خاصة طرح مبادرة الحزام والطريق، والتي جعلت أكثر من 150 دولة تشرع على طريق تسريع التنمية، وجعلت الصين قائدة مهمة للتعاون الاقتصادي العالمي. أكدت الصين في الدورتين السنويتين هذا العام على أنها ستستمر في تعميق انفتاح عالي المستوى على الخارج، وتعزيز تطوير التجارة الحرة وتحسين بيئة التعاون الدولي، وتعمل مع البلدان للحفاظ على العولمة الاقتصادية وأنظمة التجارة المتعددة الأطراف، مما يضخ قوة دفع جديدة في تطور التنمية الاقتصادية العالمية.

وأصبح خلال الدورتين السنويتين التحديث على النمط الصيني أحد موضوعات المناقشة الأساسية، فكيفية زيادة تطور الجودة الجديدة وتسريع ترقية التصميم الصناعي لتوفير دعم قوي للتحديث على النمط الصيني، وأصبحت الوظيفة الأكثر أهمية في أعمال الحكومة الصينية هذا العام. في السنوات الأخيرة، اكتشفت الصين إمكاناتها الخاصة وعززت وتيرة الابتكار العلمي والتكنولوجي، فقد ذهبت الصين في طليعة العالم في مجالات تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقها،و 5G، والسكك الحديدية فائقة السرعة وغيرها من المشاريع. إن الإنجازات العلمية والتكنولوجية في الصين لا تعزز تحديثها الخاص فحسب، بل تساهم أيضًا في التقدم العلمي والتكنولوجي العالمي والتنمية الاجتماعية. لا سيما في مجالات صناعات الطاقة والمعلومات الجديدة، التزمت الصين بطريق التنمية التدولية وإجراء التبادلات والتعاون مع البلدان الشريكة على نحو معمق لمشاركة فرص تطور العصر.

يصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وهي السنة الرئيسية بالنسبة لها لتحقيق أهداف “الخطة الخمسية الرابعة عشرة”. بالنسبة للعالم ، هذا العام هو أيضًا عام التحدي. في سياق الأزمات الجيوسياسية المتكررة والنمو الاقتصادي الضعيف، يتطلع العالم إلى أن تقدم الصين أكثر من الإسهامات لاستقرار الهيكل السياسي العالمي وتعزيز انتعاش الاقتصاد والتجارة، والصين كدولة مسؤولة، ستشترك في فرص العصر الجديد مع العالم، وضخ القوة الصينية في سلام البشرية وتطورها، مما يسهم في الحكمة الصينية في إصلاح نظام الحكم العالمي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى