اقتصادالموقع

كيف تسدد حكومة “مدبولي” 20 مليار دولار مديونية خلال 4 أشهر؟ «الموقع» يجيب

تقرير- ندى أيوب

ضج مجتمع المال والأعمال خلال الساعات الماضية، عقب تصريحات هاني جنينة الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد في الجامعة الأمريكية، بأن الحكومة المصرية ملزمة بسداد 30 مليار دولار منها 20 مليار دولار مديونية و10 مليار دولار عجز ميزان تجاري بين الصادرات والواردات، وهو ما يشكل عبئًا ضخمًا على الدولة في ظل تراجع الاحتياطي الأجنبي بنحو 8 مليارات دولار تقريبا منذ بداية العام، وتخارج الأموال الساخنة، وتباطؤ مفاوضات صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد، وغيرها من التحديات، مما يثير تساؤلا كيف يمكن لحكومة مدبولي سداد 20 مليار دولار خلال 4 أشهر.

هاني جنينة
هاني جنينة

وتحدث موقع «الموقع» مع خبراء متخصصين وأساتذة اقتصاد، لتوضيح ما إذا كانت مصر قادرة على سداد مديونياتها خلال الفترة القصيرة المقبلة، والسينريوهات المتاحة للوفاء بالتزاماتها دونما توصف بالتخلف، الأمر الذي لم يحدث من قبل.

قال الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إن مصر وإن كانت تواجه تحديات كبيرة ناتجة عن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية إلا أنها تمتلك العديد من الأوراق للوفاء بالتزاماتها، مثل ارتفاع صادرات الغاز الطبيعي والذي ارتفعت أسعاره 10 أضعاف ما كانت عليه قبل الأزمة.

وتابع عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إن هناك أوراق أخرى في يدي الحكومة المصرية تعمل في جميع الاتجاهات، لسداد ديونها ومنها جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتنشيط حركة السياحة والاهتمام بالصناعة والتجارة، ودعوات الترشيد والتوفير التي تدعو إليها الحكومة في الفترة الراهنة، مؤكدا أن مصر نجحت سابقا في تخطي الأزمات وستنجح في الفترة المقبلة.

نرشح لك : هاني جنينه لـ«الموقع»: طريقتان أمام الحكومة المصرية لسداد ديونها

ومن جهته أكد رشاد عبده الخبير الاقتصادي، ورئيس المنتدي المصري للدراسات الاستراتيجية، خلال حديثه لـ«الموقع»، أن مصر قادرة على سداد ديونها بمزيد من العمل والإنتاج والتصدير وبعض القروض من الخارج، مشيرا إلى أن أسهل الطرق التي يمكن بها الوفاء بالاتزامات الخارجية هي الاستدانة من الخارج وتسديد الديون السابقة، وهو ما يمثل عبئًا على الدولة ودوامة يصعب الخروج منها على المدى القصير، ويتحمل تبعاتها الأجيال المقبلة.

أما هاني جنينه الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد في الجامعة الأمريكية، علق على هذه الأمر قائلا:” إن الدولة تستطيع سداد ديونها بطريقتين، أولا قرض صندوق النقد الدولي وإن كان بقيمة أقل بكثير من الديون المطلوب سدادها فإنه يفسح المجال لتمويلات الجهات الأخرى، وثانيًا طريقة التقشف والحد قد الإمكان من الواردات ورفع معدل الصادرات.

نرشح لك : اقتصادي لـ«الموقع»: مصر لم ولن تتخلف عن سداد ديونها.. واللجوء إلى الإحتياطي الأجنبي أحد سيناريوهاتها

أما رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية ايهاب الدسوقي، قال لـ«الموقع» إن مصر لم ولن تتخلف عن سداد مديونياتها، وإن تأزمت الأمور أكثر من ذلك يمكن للحكومة أن تلجأ إلى احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، مع ضرورة وقف أي استدانة جديدة حتى لا يتفاقم الأمر أكثر من ذلك، والاهتمام بالصناعات التصديرية لتوفير العملة الأجنبية.

وارتفع الدين الخارجي لمصر لـ 158 مليار دولار حتى نهاية مارس الماضي، وشكلت الحرب الروسية الأوكرانية عبئًا شديدا على مصر بعد ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء لمستويات قياسية، اقترضت الحكومة على إثرها 6 مليارات دولار من البنك الإسلامي للتنمية في يونيو الماضي، وتراجع معدلات احتياطي النقد الاجنبي لدى البنك المركزي من 41 مليار دولار حتى 33.1 مليار دولار بنهاية يوليو 2022.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى