عمرة البدل.. دين «البيزنس» بعد القبض على أمير منير.. «عالم أزهري» يطالب بمنع خروج الدعاة إلا بتصريح من الأزهر «خاص الموقع»

مدرس أصول الفقه: الظروف الاقتصادية سبب المتاجرة بالدين وظهور لحية السوشيال ميديا تحت مبرر حمى الدين لكل من هب ودب

عمرة البدل نصب.. وأراء هذا الطبيب تسببت في خراب بيوت و تشريد أسر بتحريضه الزوجات على الطلاق

الله لا يفضح عبده من أول مرة ولابد أنه تاجر كثيرًا بالدين لذلك فضحه الله على رأس الخلائق

 

بعد ما أثاره الطبيب أمير منير، من جدل في مصر بسبب فيديو نشره على صفحته على فيسبوك، قدم فيه عرضا لتطبيق سعودي يمكن من خلاله أداء عمرة لأحد الأقارب، من المتوفين أو العاجزين، مقابل سداد مبلغ 4000 جنيه، مما أثار هذا التصرف غضبًا واسعًا دفع البعض إلى تقديم بلاغات ضده.

وخرج الدكتور محمد الغليظ، معلنًا القبض على صديقه أمير منير، صاحب فيديو عمرة البدل بـ 4 آلاف جنيه، للتحقيق معه في البلاغ المقدم ضده من أحد المحامين.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد خليفة، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، إن الظروف الاقتصادية جعلت الناس يفكرون في المتاجرة بالدين، خاصة في ظل توافر الآلات والوسائل التي تسهل لهم ذلك، وظهور لحية السوشيال ميديا وحمى الدين الوحيد المستباح لكل من هب ودب، فيتجرأ الصيدلي والطبيب والسباك على الدين فالدين لا حمى له في وهمهم.

نرشح لك: القصة الكاملة لـ«عمرة البدل».. ورد وزارة الأوقاف الحاسم

وأضاف مدرس أصول الفقه لـ «الموقع»، حكم العمرة ذهب به المالكية وأكثر الحنفية إلى أنها سنة مؤكدة في العمر مرة واحدة، وذهب بعض الحنفية إلى أنها واجبة في العمر مرة واحدة على اصطلاح الحنفية في الواجب فالواجب عندنا غير الفرض فهي ليست بفرض علمي عند الحنفية.

و أوضح أن العمرة كالحج تجوز النيابة فيها؛ لأن كلا من الحج والعمرة عبادة بدنية مالية، لكن هل تكون كالذي عرضه المتاجر زاعما أنه ييسر على الناس، الله لم يكلفهم بما لا يطيقون حتى تأتي من بنيات أفكارك بالتيسير في أمر غايته أنه سنة مؤكدة، حيث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سُئل رسول الله ﷺ عن العمرة أواجبة هي؟، قال: «لا، وأن تعتمروا هو أفضل».

وأكد خليفة على أن للنيابة عن المعتمر شروط، وهي أن يكون أدى العمرة عن نفسه، وأن يكون المعتمر عنه متوفى أو عاجزا، مضيفًا: « نعتبر ألف شخصا وكله فهل عمرة واحدة تكفى لألف ويكتب الاسماء في ورقة ويقول نيابة عن المكتوبين في الورقة عمرة واحدة؟»، فهذا لا يجوز.

وأشار إلى قول الإمام الشافعي رحمه الله : ” ولو استأجر رجلان رجلا يحج عن أبويهما، فأهلّ بالحج عنهما معا كان مبطلا لإجارته، وكان الحج عن نفسه، لا عن واحد منهما، ولو نوى الحج عن نفسه وعنهما أو عن أحدهما كان عن نفسه وبطلت إجارته”.

وأوضح أنه لا يجوز أن يؤدي المعتمر عمرة لأكثر من شخص في آنٍ واحد، حيث قال ابن قدامة ” فإن استنابه اثنان في نسك، فأحرم به عنهما، وقع عن نفسه دونهما لأنه لا يمكن وقوعه عنهما، وليس أحدهما بأولى من صاحبه، وإن أحرم عن نفسه وغيره، وقع عن نفسه، لأنه إذا وقع عن نفسه ولم ينوها، فمع نيته أولى “.

نرشح لك: ردًا على عمرة البدل.. «الإفتاء»: سمسرة في الشريعة .. «الموقع» يوضح

ولفت إلى أن البعض يتربحون بالدين ثم يدللون لا نقصد التربح بل للتيسير موضحًا أن الله لم يفرض الحج على غير القادر قال تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، فأنت توهم الناس أنك تيسر عليهم وإذا تقدم لك ألف شخص لأداء العمرة عن ذويهم وضربنا عدد هؤلاء الأشخاص في 4000 سيكون مكسبك 4 مليون في عمرة واحدة، فهذا الفعل الهدف منه التربح وليس التيسير على الناس وهذا لا يجوز.

وتابع أن الأخطر من فتنة عمرة البدل، هو ثقة الناس في هؤلاء وكثيرًا ما تسببوا في خراب البيوت وتشريد أسر، بعد استشارة بعض الزوجات في قضايا تمس الاستقرار الأسري فيسرع هذا الجاهل ويقول اطلقي منه، فيخرب بيتا ويشرد أطفالا.

وأكمل أن مثل هؤلاء الجهلة يحكم على عقائد الأزهر بأنها ضالة، فيفضحه ربنا على رؤوس الأشهاد وإن الله لا يفضح عبده من المرة الأولى فلابد أنه تاجر كثيرا، فلما غره حلم الله خرج علينا بعمرة البدل والأخطر من ذلك زعزعة يقين الناس.

وفي النهاية، حذر مدرس أصول الفقه من تطبيق عمرة البدل مقابل مبلغ 4000 جنيه، موضحًا أن العمرة أمر تعبدي ولم يرد لفظ ” بدل ” وإنما وكالة أو نيابة، فهذا نصب، لذا أطالب معالي النائب العام بالتحقيق مع هؤلاء ومنع خروج الدعاة إلا بتصريح من الأزهر وهو الجهة المنوطة بالعلم الشرعي.