ألقت الهجمات التي أطلقتها إيران على إسرائيل، بتداعيات على مسار حرب غزة المتواصلة لليوم الـ 191 على التوالي، إذ تراجع الاهتمام الدولي “مؤقتا” ليتصدر الصراع بين طهران وتل أبيب المشهد منذ نحو أسبوع، تحسبا لخروج الأوضاع عن السيطرة في المنطقة، فما موقف غزة من الهجمة الناشبة بين الطرفين؟، هذا ما يوضحه “الموقع” في التقرير التالي …
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية جامعة القدس، إن الاحتلال الإسرائيلي يُهين إيران منذ سنوات بشكل واضح ليس فقط في دمشق إنما في العراق وطهران العاصمة، حيث اغتيل عالم الذرة ضياء زادة باعتراف رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت عام 2020، ورغم كل ذلك ايران لم ترد كل هذه الفترة، ومن حق إيران الرد على كل هذه المهازل.
وأضاف استاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لـ “الموقع“، أن الرد الإيراني هذه المرة جاء لأن إسرائيل استهدفت مقر سياسي والمقرات السياسية لها احتياطات أمنية ودولية، جميع الدول ومجلس الأمن والأمم المتحدة تمنع استهداف بشكل أو بأخر السفارات والملحقات التابعة لها، و لكن الاحتلال تجاوز كل الأعراف القانونية.
نرشح لك : 170 طائرة و140 صاروخ.. حرب إيران وإسرائيل مع إيقاف التنفيذ.. الرسائل التحذيرية مفتاح اللغز
وأوضح أن الرد الإيراني كان فقط هو من باب إرسال رسالة؛ لأن ايران أبلغت بشكل أو بأخر كل الاطراف أنها سترد، وعملية إطلاق المسيرات وصواريخ كروز أو الباليستية من إيران حتى فلسطين المحتلة استمرت ساعات، وبالتالي تمكنت دولة الاحتلال وقوى الناتو التي تحفظ أمن دولة الاحتلال من التصدي لهذه المسيرات والصواريخ، ولكن كان بامكان إيران أن توجع إسرائيل أكثر من ذلك إن ارادت أن ترسل صواريخ من جنوب لبنان وحزب الله يمتلك هذه الصواريخ.
وأشار إلى أن إيران أرادت أن يكون إطلاق الصواريخ من طهران بشكل عام كرسالة بشكل أو بأخر أنها قادرة للرد عن أنفسها ولا تحتاج إلى أذرع في الرد على جرائمهم و رسم المشهد الآن منوط بالرد الإسرائيلي، حيث إذا قام بالرد سيمثل ذلك إحراجًا لإيران التي ستضطر للرد على الرد الإسرائيلي، ولكن حتى الآن لا توجد بوادر بأن يكون هناك ردا إسرائيليا.
لماذا نجح هجوم إيران على أوكرانيا و فشلت في إسرائيل؟
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن إيران أرادت ضربة إعلامية أكثر من حقيقية، وخلال هجومها على أوكرانيا كانت المسيرات الإيرانية ترسل لروسيا ومن روسيا يتم الهجوم على أوكرانيا والمسافات هنا صغيرة، وذلك على نقيض هجومها على إسرائيل حيث انطلقت المسيرات من إيران وحتى فلسطين المحتلة والمسافة هنا بعيدة.
هل يصب هجوم إيران لصالح غزة؟
أوضح الرقب أنه لا علاقة لما يحدث بين إيران وإسرائيل بما يحدث في غزة، وأعلنت إيران ذلك بشكل واضح أن ردها على إسرائيل لا علاقة له بما يحدث في غزة ولا جنوب لبنان، إنما فقط لما أقدم به الاحتلال على قصف مقر القنصلية الإيرانية.
وأختتم حديثه، قائلا: ” للأسف معركة غزة تركت الشعب الفلسطيني لوحده ، حيث أن التصريحات من إيران أنها تستطيع إزالة اسرائيل عن الوجود وتركوا الشعب يقتل”.
