الموقعتحقيقات وتقارير

شقاوة ومرح.. هالة فؤاد «الحدق يفهم» «بروفايل»

كتب: إسلام أبوخطوة

عاشت هالة فؤاد فترة قصيرة في عالم الفن، إلا أنها تركت بصمة قوية ولا تنسى في قلوب الجمهور، برزت كواحدة من أبرز نجمات السينما والمسرح والتلفزيون، ونجحت في تقديم أدوار متنوعة ومميزة.

كانت هالة فؤاد تتميز ببراءتها وشقاوتها التي انعكست في أدوارها، واستطاعت أن تلعب أدوارا مختلفة ببراعة وإحساس عميق، كانت تتمتع بابتسامة رقيقة وجاذبية فريدة، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور.

عندما قررت هالة فؤاد الاعتزال وارتداء الحجاب، لم ينساها الجمهور بل استمرت شعبيتها وحب الناس لها حتى بعد اعتزالها. وبالرغم من اختفائها عن الأضواء، إلا أن اسمها لا يزال حاضرا في ذاكرة محبيها وعشاق فنها.

ولدت هالة فؤاد عام 1958، والدها هو المخرج أحمد فؤاد، تخرجت من كلية التجارة، ولكن نشأتها في بيت فني، جعلتها تعشق الفن وتقرر الانضمام إلى صناعه، وكانت قد شاركت طفلة في أكثر من عمل، فظهرت وعمرها عامين في فيلم “العاشقة”، وعندما بلغت السابعة من عمرها شاركت في فيلم “أجازة بالعافية”.

عندما كانت في سن صغيرة جدا، بدأت هالة مشوارها في العمل الفني ولمدة 12 عاما فقط، حيث اشتهرت بلقب “البنت اللي قالت لأ” في مجال التمثيل، وبدأت هالة رحلتها الفنية وهي في سن مبكرة، واستطاعت أن تحقق الكثير من النجاح خلال فترة وجيزة.

وتغيرت حياتها تماما عندما تعرضت لأزمة صحية خطيرة أثناء ولادتها لابنها الثاني رامي، هذه الأزمة كادت أن تودي بحياتها، ولكنها تغلبت على كل الصعاب ونجحت في التغلب على هذه التحديات الصحية الكبيرة.

وشعرت هالة بأنها تعيش في “سجن بلا قضبان”، حيث كانت تواجه صراعا داخليا كبيرا. ومع ذلك، استطاعت هالة أن تستعيد قوتها وإصرارها، وقررت أن تستخدم تجربتها لإلهام الآخرين ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم رغم كل الصعاب.

وبفضل إصرارها وعزيمتها، استطاعت هالة أن تستعيد مكانتها في عالم التمثيل، وأصبح لديها قاعدة جماهيرية كبيرة من المعجبين. كما أصبح لديها دور فعال في دعم الأشخاص الذين يواجهون تحديات صحية مماثلة، وتشجيعهم على عدم الاستسلام ومواجهة الصعاب بكل قوة وإصرار.

بالفعل، قصة هالة تعكس قوة الإرادة والإصرار على تحقيق النجاح رغم كل الصعاب. إنها قصة إلهام للجميع، تذكرنا بأهمية التفاؤل والصمود في مواجهة التحديات، وتثبت أن لا يوجد شيء مستحيل عندما يكون لدينا إرادة قوية وثقة بأنفسنا.

من أشهر أعمالها السينمائية “الحدق يفهم”، “السادة الرجال”، “حارة الجوهري”، “الأوباش”، وقدمت في التليفزيون فوازير “المناسبات”، “الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين”، “عيون المها”، والفيلم التليفزيوني “المليونيرة الحافية”، وتعد مسرحية “أولاد الشوارع” من أشهر أعمالها المسرحية.

فكانت ولادتها الثانية متعسرة، وتعرضت بعد الإنجاب لآلام مبرحة في قدمها اليمنى، وشخصها الأطباء على أنها جلطة، وقتها فكرت بأن عليها الاعتزال ولكن خافت من أن يكون المرض هو دافعها لهذا القرار، فتعود للتمثيل مرة أخرى بعد الشفاء، وعندما بدأت تتماثل للشفاء، انتقلت الجلطة بصورة أشد إيلاما لقدمها اليسرى، وساءت حالتها يوم بعد يوم، وشعرت بقرب انتهاء الأجل، وبالفعل بعد شفاءها من الجلطات أعلنت إعتزالها التمثيل وارتدت الحجاب.

لم تستطع أن تحقق رغبتها في التفرغ لحياتها الزوجية ولابناءها هيثم من زيجتها الأولى من الفنان أحمد زكي، ورامي، والتفرغ لعبادة الله، حيث اكتشفت إصابتها بمرض سرطان الثدي.

ثلاث سنوات تقريبا قضتها هالة تعاني من المرض، حتى بعد الشفاء لم يلبث وأن عاودها المرض مرة أخرى، وزاد من أحزانها رحيل والدها وهي على هذه الحالة، فدخلت في غيبوبة متقطعة، حتى رحلت إلى عالمها الآخر في 10 مايو عام 1995، وعمرها لا يتجاوز 35 عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى