أراء ومقالاتالموقع

رشا سلامة تكتب لـ«الموقع» عيد ميلاد مجيد

في هذه الأيام تعرض لنا أفلاما كثيرة عن الكريسماس والمرح والسعادة والعائلة، ومنها فيلم “كريسماس كارول” ثلاثي الأبعاد المأخوذ عن قصة تشارلز ديكنز.

الفيلم الذي يركز على أن الأعياد والمناسبات الدينية تأتي لنا لنفتح أبوابا لمن حولنا أن لا نوزع أموالا بل فرحة، بان وحدتنا في مشاركتنا السعادة واللحظات الجميلة مع من حولنا، ولكن أحيانا وللبعض.. البخلاء في الكلمة والشعور لا يشعرون بالسعادة من قلوبهم لأنهم وبحسب وصف الفيلم مكبلين بسلاسل صنعوها لأنفسهم تقيد شعورهم بمن حولهم هذه السلاسل مثل المال والنفوذ العمل باختصار الماديات ومتطلبات الحياة والشهوات، فقد كان سكورج بطل الفيلم متعلقا كثيرا بالمال ويرفض طلب بن أخته الدائم كل عام لمشاركة عيد الميلاد ويرى أنه تخريف، لماذا يحتفل الناس بعيد الميلاد إذا لم يدخل فلسا جديدا خزائنهم!

وكان يرفض أن يتبرع للفقراء ويرى أنهم لو ماتوا سينخفض عدد السكان وهذا أفضل، فكانت ليلة عيد الميلاد وبحسب رواية تشارلز ديكنز ليلة مواجهته بأفعاله، ليلة مواجهة المناطق المظلمة في حياته التي تدفعه لأن يكون قاس القلب، فقد رأى أرواح طيبة ذكرته بطفولته عندما كان يحب ويرقص وكان فقيرا قبل أن يصبح ثريا ويقيس كل شيء بالمال حتى هجرته حبيبته حينما لم يختارها بسبب أنها لا تناسب تطلعاته المادية، وكيف أن طفولته وقسوة والده عليه كانت السبب في أن يحدث له هذا التحول، وكان طوال الوقت يهرب سكورج من مواجهة هذا حتى إن شبح عيد الميلاد الماضي رأى دمعة على وجهه حينما أراه بيته في الطفولة، فتكبر وعاند ورفض أن يعترف بما شعر.

مواجهات مع الماضي والحاضر ومصير سئ بسبب قسوته وبخله بالمال والكلمة على أحبائه جعلت الأرواح تكشف له عن مصير مظلم عندما يموت وكيف سيسعد الكثير بعد موته بماله الذي أفنى عمره لأجله وحرم من لحظات مودة كثيرة بسببه، وفي النهاية لم يدفع ثمن كل هذا سواه، فقرر سكروج تغيير أفعاله وتصرفاته ليتغير مصيره الذي كان حفرة من النار بعد أن اعترف باتت تعلم الدرس جيدا. الأعياد جميلة وتذكرنا دائما أنه مازال لنا مكانا بجوار أحبائنا في الاحتفالات. عيد ميلاد مجيد.

اقرأ ايضا للكاتب:

رشا سلامة تكتب لـ«الموقع» تنمية انسانية

رشا سلامة تكتب لـ«الموقع» ارفعوا عمائمكم لأمل حربي

رشا سلامة تكتب لـ«الموقع» عن الحاكم التابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى