أراء ومقالاتالموقع

رشا سلامة تكتب لـ«الموقع» أمي الغالية

بسم الله الرحمن الرحيم

امي الغالية طيب الله ثراكي. اكتب اليك رسالتي من منزلنا الصغير، حيث كنت اجلس مراقبة باعجاب شديد لك ولوالدي الحبيب رحمه الله. امي غادرت الحياة ولم تغادرين، لم انس يوما انك كنت صاحبة الفضل في دفعي للامام في دراستي، وانك كنت تغرسي بداخلي مبدأ أن أكون صاحبة راي، وان لا اخشى احدا واتمسك بهذا الراي وانطلق في الحياة مستمتعة دون ان اخالف الشرع و الاصول.

اتذكر كيف كنت دوما صاحبة فكر متوازن، ترين ان تقدم ونجاح البنت مهم و ضروري، كما مهم ان تحافظ علي مظهرها تماما، لذلك يجب ان تهتم في المقام الاول بدارستها وعملها لانهما اسلحتها في الحياة  المتقلبة، وسيكونا عونها الحقيقي حتي عندما تصبح زوجة وام.

كنت يا امي سيدة قوية وداعمة وراعية لابي ولنا  ولكل من حولك، لكنك كنت في الوقت نفسه ضحوكة وتعشقين نشر الابتسام في مجلسك، تعرفين كيف تستردي حقك وكيف تمحي  الخصومات بكلمة مهما كانت شدتها، تعلمت منك الكرامة وعزة النفس وان المرأة الغنية هي التي تملك القوة في استرداد كرامتها بأن تستغني عن اي شىء او شخص مهما كانت اهميته، فكم كنت تبغضين نبرات الاستغلال والتوسل والضعف عند البعض، وتستشطين غضبا من المساومات والخيانة وتهدمين المعبد اذا لزم الامر، ربما يا أمي يعود هذا لانك كنت لا تخوضين في الخطأ ولا تعيني احدا عليه؟!

اااه انا ادرك لما انا علي هذا الوضع الان ، انا اعيد واكرر ما كنت تفعلين يا امي، بوعي وبدون وعي، الم اقل لك انني كنت اراقبك باعجاب هل صدقت الان؟

اشكرك كثيرا يا امي علي تلك الدعوات التي تركتيها لي، فهي رصيدي في الدنيا الذي ارتكز عليه، واحب ان اطمئنك علي انا بخير رغم كل شيء، اعرف كيف اداوي اي جروح واوقف النزيف واظل واقفة ولا اسقط لاحافظ علي ميراثك كما كنت تحبي ان تصفينني . اشتقت كثيرا لاحضانك ورائحتك وقبلاتك، اشتقت لجولاتنا سويا.. طيبتي وطاب مستقرك امي الغالية.

اقرأ ايضا للكاتب : 

رشا سلامة تكتب لـ«الموقع» في عيد الشرطة .. يد تصفق ويد تنذر !

رشا سلامة تكتب لـ«الموقع» رجال من دهب

رشا سلامة تكتب لـ«الموقع» كراكون مبقاش في الشارع ولكن…!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى