الموقعتحقيقات وتقارير

“خلطة النجاح السهل”.. كيف أحبط مطربي المهرجانات الشباب الجامعي؟

كتبت – فاطمة عاهد

قرارا اعتبره البعض انتصارا للأغنية الشعبية، التي لاقت الويلات عقب انتشار المهرجانات التي حاولت عبثا الانتساب لها، واحتوت جمل المهرجان على كلمات تشجع على العنف، وأحيانا نجد كلمات “إباحية” جريئة، لذا أعلن نقيب الموسيقيين، الفنان هاني شاكر عن إيقاف أكثر من عشرة مطربين خلال الأيام القليلة الماضية، ما سبب جدل كبير بين مؤيدا ومعارض.

حمو بيكا، وحسن شاكوش، وحسن أبو الروس، وكزبرة وحنجرة، وشطة، كانت تلك اهم الأسماء التي وردت في قائمة المنع، بحسب قرار النقيب، حيث استطاعوا التغلغل في المجتمع والوصول لكل طبقاته لإفساد ذوقهم الموسيقي، لكنهم أيضا استطاعوا أن يؤثروا في الشباب الجامعي بالسلب.

حيث يرى أغلب الشباب أن الطريق الأسهل إلى الثراء الفاحش ليس التعليم، بل غناء المهرجانات، لذا حاول البعض الخروج عن طاعة أسرهم لسلوك طريق بيكا وأشقائه في المجال، لما رأوه من إحباط لازمهم، عند مقارنة حياة هؤلاء الفنانين بغيرهم من الشباب الجامعي.

إصلاح ما أفسده شاكوش وأعوانه

يقول محمد محمود، أربعيني من محافظة الجيزة، إن ابن أخيه لا يرغب في أن يدخل إلى الجامعة، فشقيقه تخرج منها ويعمل بأجر بسيط في إحدى مكاتب المحاماة، كما أنه استمع إلى حديث حمو بيكا عن رحلة نجاحه، فقرر أن يسلك نفس الطريق رغبة في تحقيق الشهرة والمكاسب.

ابن محافظة الجيزة، يرى أنه لو لم يكن هناك تأثير قوي على ابن أخيه لما دخل الجامعة وأكمل فيها، وحاول أن يسلك طريق المهرجانات، نظرا لسهولة الأمر، فجل ما يحتاجه هو هاتف وبعض الألحان من شخص مجهول، وكلمات غير مترابطة يتشابه إيقاعها في آخرها وبهذا يصنع أغنية.

كما يؤكد أن المهرجانات تنتشر بسرعة كبيرة، ويرددها الشباب بشكل دائم، كما يقلدون من يغنوها ويرتدون مثلهم، ويتحدثون بنفس طريقتهم، وذلك أنتج جيل جديد لا يشبه الشباب المصريين في شئ، لذا فيشجع “محمود” هو وأسرته قرار منع المهرجانات باعتبارها خطوة تجاه إصلاح جيل أفسده شاكوش وأعوانه.

خلطة النجاح السهل

شيماء منصور، طالبة جامعية، ترى بحكم مخالطتها للشباب الجامعي أنهم محبطون، ودائمي التحدث عن بيكا وما يحققه من نجاح طوال الوقت، باعتباره نموذج للنجاح السهل، فلن يضطروا إلى أن يلعقوا المر، لذا يحاول أغلبهم أن يقلد بيكا وشاكوش، لأنهما حققا شهرة واسعة في وقت قياسي.

استشاري الطب نفسي، الدكتور جمال فرويز، قال إن الشباب يحاول تقليد بيكا وغيره بسبب حديثهم عن سهولة الوصول للشهرة، لذا يتأثرون بهم ويرغب أغلبهم في أن يقلد خطواته، للوصول للقمة، لكنهم لا يفكرون في أنه هناك ألاف المطربين الشعبين ممن لم يصلوا لنجاح بيكا.

وأضاف أن الشباب أصبح لهم ذوق خاص في الموسيقي، وعلى الرغم من أن أغاني بيكا وشاكوش لا يمكنك أن تستخرج منها جملة واحدة مفهومة، إلا أن الموسيقي السريعة هي ما تجعلهم يستمعون لها، للتنفيس عن ما بداخلهم على إيقاع سريع.

اقرأ ايضا

لمواجهة تدهور الذوق الفني وانتشار المهرجانات.. هل تعود حصة الموسيقى في المدارس؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى