الموقعتحقيقات وتقارير

حكايات من دفتر المواطنين اليومية.. «خناقات» يومية أمام غول الأسعار.. «الموقع» يقدم الروشتة

كتب: إسلام أبوخطوة

مشاحنات يومية داخل الأسرة المصرية خاصة مع غلاء المعيشة.. الكثير من عائلي الأسر يعملون ليلاً ونهارًا من أجل توفير بعض الأموال لمستقبل الأبناء وبعد الزيادات التي حدثت للأسعار أصبح العمل المتواصل في مستوى متناول الأسعار فلم يستطيع الأب توفير جنيه واحد من راتبه، وتفاقم الأمر الشهر الماضي حينما شهدت الأسواق ارتفاعًا ملحوظًا لعدة مرات في العديد من أسعار السلع الأساسية فلم يعد عمل الأب ليلاً ونهارًا كافيًا من الأساس لتوفير متطلبات منزله.

في المواصلات ومقرات العمل والمنازل تجد السيدات يروين من قصص مأساوية يتعايشن فيها بسبب ضغوط الحياة، فأصبح التشاجر والخلافات سمة غالبة لمئات المنازل يوميًا، ما بين غياب الأب طوال اليوم للعمل وتحمل الأم مسؤولية الابناء مأكل وملبس وتوصيل دروس خصوصية وكشوفات في عيادات الأطباء تعاني وحدها تحمل المسؤولية والرجل يرد بكونه لا يستطيع سوى العمل فقط لكي يستطيع توفير متطلبات المنزل فكيف له أن يتواجد بجوارهم في الوقت الذي يحتاج فيه للعمل ليستطيع سد احتاجات منزله.

«أنا عندي اشقى ليل ونهار شغل ولا محدش يقولي في البيت على طلب وأقله مش معايا فلوس».. قالها أحمد سالم، موظف، يعمل في إحدى الشركات الخاصة فترة صباحية ومسائية في مقر عمل آخر.

سالم شاب في العقد الثالث من عمره، قال إنه كان حريص على العمل ليلاً ونهارًا لكي يستطيع توفر المال اللازم لبناء مستقبله الاسري ولكن مع مرور الوقت أصبح راتبه من الوظيفة الصباحية والمسائية لا تكفي احتياجات أسرته.

وتابع: “الواحد بيستحمل حاجات في الشغل بتجي على أعصابه وميقدرش يمشي علشان متطلبات البيت”، يشير الشاب الثلاثيني إلى أن الحياة أصبحت عبءً على جميع المواطنين فالجميع يبحثون الآن عن اعمال إضافية بجانب العمل الرئيسي له لكي يستطيع زياده دخله للحد الذي يستطيع من خلاله توفير متطلبات منزله إذا استطاع من الأساس.

نرشح لك : اقتصاديون لـ«الموقع»: مايحدث داخل الأسواق وارتفاع الأسعار «نصب»

“طبيعي الواحد بيجي من الشغل قرفان لا نايم كويس ولا واكل علشان يوفر”.. يشير الشاب إلى أن المشاحات تبدأ حينما يعود لمنزله، فمع يومًا طويلاً من العناء يحتاج لبعض الوقت يتنفس فيه ويخلي عقله من مشاحنات اليوم ولكن الزوجة لا تريد ذلك وتعتبر ذلك نوعًا من الإهمال لها فكيف ذلك وهو يتحمل فوق طاقته من أجلها والابناء؟.

“لما الواحدة تقلك.. وأنا مالي أطلع أنا مثلا اشتغلك بدالك”.. قالها بتهكم شديد صابر دسوقي، على النساء اللاتي يسخرن من جهد أزواجهن لهن، مشيرا إلى أن الزوج لا يريد سوى كلمة دعم في آخر يوم من العناء والمشاحنات داخل العمل والذي اصبح يحمل العاملين أعباء عمل تفوق قدراتهم بعد تصفيه الكثير من العمالة بحجة أزمات مالية.

وترد عليه سوسن السيد، قائلة، إن الزوجة هى ايضا في ضغوط يومية مع أبنائها خاصة لو كانوا في سن الرضاعة أو أقل من 5 سنوات، ما بين أكل ولبس ومدارس وحضانة وغيرها تصبح الأم فاقده للطاقة وتريد عون زوجها فور عودته من العمل لكي تستطيع هى التنفيس عن نفسها.

وردت عليها شيماء أحمد، قائلة، إن الزوجة العاقلة لا تحمل الرجل أعباء فوق أعباؤه، فهو يواجه مشكلات يومية قلما يستطيع الفرد الطبيعي تحملها من أجل الحفاظ على لقمة العيش فمشكلات الزوجة “مقدور عليها” على حد وصفها، لكن الرجل الذي لا يستطيع التنفيس عن نفسه خلال اليوم وبعد عودته للمنزل يريد للاسترخاء ولكن عادة ما يعجز عن التحصل عليه في ظل “دوشة العيال”.

روشتة العلاج

قالت الدكتورة نادية جمال، استشاري العلاقات الأسرية والإرشاد النفسي، إنَ عدد كبير من الأسر تعيش حالة من الكبت ناجم عن الضغوط الاقتصادية، فسواء من الأمهات أو الآباء والأبناء جميعهم يعانون من أزمات نفسية يومية بسبب المشاحنات التي تنشب بين الأب والأم أمامهم.

وأضافت لـ”الموقع” أنّ ارتفاع أسعار السلع بشكل كبير تسبب في تفاقم حالة الصراع بين الازواج، ومع شعور البعض من الرجال بالعجز عن سد احتياجات منازلهم يتبادر إلى أذهانهم فكرة الانتحار فكثير ما شاهدنا تلك الحوادث خلال الشهور الماضية، وغيرها من قضايا الخلع والعزلة النفسية داخل المنازل.

وأشارت استشاري العلاقات الأسرية إلى أنّ حالة الكبت المنتشرة داخل الأسرة تسببت في انتشار حالة “الخرس الزوجي” وهو نفور الزوج أو الزوجة عن الحديث داخل المنزل لعدم تقبل الفرد منهم للأخر نتيجة كم من المشاحنات التي وقعت بينهما وغيرها من الضغوط التي يرى كل طرف منهما أنه هو فقط الذي تحمل المسؤولية كاملة وعلى الطرف الأخر تحمل ما يصدر منه.

وطالبت الدكتورة نادية الأزواج بضرورة إعادة حساب الأولويات المادية لهما حتى يتنثى لهم القدرة على استكمال الشهر بدون الحاجة إلى الاستلاف أو الدين وغيرها من المشكلات المرتبطة بالماديات والتي تتسبب في نشوب المشاجرات اليومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى