الموقعفن وثقافة

تراجع البطولات النسائية في السينما المصرية

الناقد أحمد سعد الدين: ينقصهن عنصر الاجتهاد لإثبات أنفسهن على الساحة السينمائية

الناقد محمود قاسم: باهتات وبدون كاريزما.. ونوعية الأفلام الموجودة فرضت البطولة الرجالي

الناقدة أريج محمود: المجتمع مازال ينظر للمرأة نظرة دونية.. والفنانات ارتضين بالأمر الواقع

تحقيق – أميرة عاطف

كانت السينما المصرية قديما تتمتع بالتنوع بين البطولات النسائية وبطولات الرجال، فكما كانت هناك أفلام لفاتن حمامة، شادية، ومديحة يسري، سعاد حسني كانت هناك أيضا أفلام لعماد حمدي وعبد الحليم، ومحمد فوزي ورشدي أباظة، ولم نشعر أبدا أن هناك تجاهلا من الكتاب أو المخرجين أو حتى المنتجين لتواجد البطولة النسائية.

وحتى في العقد الجديد، ظهرت النجمة نجلاء فتحي، ونبيلة عبيد ونادية الجندي، مرورا بيسرا، وعبلة كامل، إلهام شاهين، ليلى علوي، وياسمين عبد العزيز، وهند صبري، ومي عز الدين.

والآن ومنذ فترة نجد أن الساحة السنيمائية فارغة من البطولات النسائية، وأن الفنانين الرجال يسيطرون على الشاشة الكبيرة، بكل قوة ولم يعد هناك دور للفنانات إلا الدور الثاني أو “السنيدة”، وأن كل الأفلام تكتب للرجل وحول هذه الظاهرة، تحدث عدد من النقاد لتفسيرها .

نرشح لك: هالة صدقي لـ «الموقع» أنا ضد تقديم جزء ثان من « يا دنيا يا غرامي»

ففي تصريحات خاصة لـ”الموقع” قال الناقد السينمائي أحمد سعد الدين: على مدار 120 عاما عمر السينما المصرية سنجد أن البطولة النسائية لم تكن كثيرة بداية من ليلى مراد، وصولا لفاتن حمامة وشادية، وماجدة، وفي نهاية السبعينيات، ظهرت نجلاء فتحي وكان لديها ذكاء، لأنها كانت تبحث عن البطولة النسائية، كما فعلت في فيلم “المرأة الحديدية” و “غدا سأنتقم” وغيرهما، وفي الثمانينيات ظهرت نادية الجندي ونبيلة عبيد، والذي حدث بينهما أطول تنافس في السينما ظل لمدة 20 عاما.

وأضاف: مع دخول الألفية الجديدة منذ عام 1998 وحتى 2000، اتجهت السينما للشباب والكوميديا، ظهر وقتها تميز حنان ترك، والوحيدة التي اشتغلت على نفسها كانت ياسمين عبد العزيز، أما عبلة كامل فقد تم استغلالها في بعض الأفلام البسيطة، ومن بعد ياسمين عبد العزيز لا توجد بطلة يذهب من اجلها الجمهور للسينما .

وتابع سعد: الموضوع يتمثل في قدرات الفنانة، والقبول الذي يجعلها نجمة شباك، وهناك فرق كبير بين النجم والفنان، فالنجم سمي كذلك لأن لديه إشعاعا قد تكون قدراته محدودة، ولكن لديه قبولا وحضورا، أما الممثل فيحمل على عاتقه الفيلم ولكن لا يباع باسمه، فالنجمة هى من تفرض نفسها على العمل، والشيء الثاني والمهم هو عنصر الاجتهاد، بمعنى أنه إذا لم يأت لها دور تبحث هى عن الدور المهم والقصة كما فعلت نجلاء فتحى ونبيلة عبيد ونادية الجندى .

وفي تصريحات خاصة لـ”الموقع” قال الناقد محمود قاسم: من الواضح أن الفنانات الموجودات ليس لديهن كاريزما، كما أن نوعية الأفلام المطلوبة في السوق فرضت البطولة الرجالي، مثل الكوميديا والأكشن، وليس المؤلف من يفرض الموضوع، بل المنتج هو من يتحكم في ذلك، ولذلك كثرت ظاهرة الورش في الكتابة .

وتابع: ليس لدينا كتاب يفرضون أنفسهم، كما أن اهتماماتهم في الكتابة تنحاز للرجال، فكل الكتاب الكبار الذين اهتموا بالمرأة، من أول احسان عبد القدوس، ومصطفى محرم، ووحيد حامد، لم يأت لهم بدائل .

أما الناقدة أريج جمال فقالت لـ”الموقع“: لدينا مشكلة فكرية ظهرت منذ فترة، وهى درجة من الاحتقار للمرأة، وخطاب مستهين بالسيدات، وذلك انعكس على السينما، فمثلا هند صبري من الفنانات اللاتي قدمن أدوار البطولة، وكان لها دور مهم في السينما المصرية، نجدها حاليا تقدم أدوارا غريبة مثل عملها مع أحمد مراد في الفيل الأزرق، وأحمد مراد كاتب دائما يرى المرأة شخصية مدنسة للرجل والمجتمع، فنندهش من كونها تقدم مثل هذه النوعية.

نرشح لك: سميرة سعيد في حوارها لـ«الموقع»: ألبوم «إنسان آلي» استغرق 8 سنين لتحديثه

وتابعت: حتى مشاركات النجمات في البطولة الرجالي، مشاركات هزيلة، وضعيفة، والسبب جزء منه يرجع إلى نظرة المجتمع، أو أن النجمات أنفسهن تراجعن أو يرضون بالموجود، مثل نيللي كريم التي أصبحت تقدم ادوارا باهتة أو سنيدة .
وأضافت جمال: نجد أن هناك كاتبات في الدراما التليفزيونية، يقمن بالكتابة للمرأة، أما السينما فلا يوجد كاتب يهتم بالمرأة وهذا يرجع لظروف إنتاجية، كما أن الظروف الرقابية جعلت الكتاب والكاتبات مقيدين، ولا يفكرون بإبداع مطلق العنان، والمشهد السينمائي بشكل عام به تراجع، ولا توجد أفلام بها فكرة ورؤية، فهناك كثير من المخرجين الكبار الذين اعتزلوا الساحة مثل داود عبد السيد ويسرى نصر الله الذي لجأ للتليفزيون، هناك مشكلة فكرية في السينما المصرية .

واستكملت حديثها قائلة: انعدام رؤية وفكر السينما المصرية، أدى بالمخرجين والكتاب للعمل على الأسهل، وعلى الافكار النمطية الموجودة، فنجد أحمد مراد ومروان حامد قدما الفيل الأزرق وتراب الماس، وأظهرا المرأة ، وكأنها سبب الخراب، والدنس، وحتى إن هناك جملة في تراب الماس تقول “الست الحلوة مشاكلها كتير”، نحتاج لشخوص لديها فكر لا تمشي على خطى الآخرين، والنجمات أيضا يحتجن أن يكون لديهن حجم أدنى من قبول الأدوار، وفرض شخصياتهن على الكتاب كما كانت تفعل فاتن حمامة ونبيلة عبيد، لابد أن يتمردن ولا يقبلن بالمشاركات الضعيفة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى