الموقعتحقيقات وتقارير

بعد أزمة «شيرين».. هل تستحق الغارمات التبرعات؟.. عالم أزهرى يجيب

الإسلام حث على التكافل ومساعدة المحتاجين

الغارمات اتجهن للاستدانة من أجل العفة لبناتهن

أستاذ أزهرى: يجب مساعدة هؤلاء والتيسير عليهن والوقوف بجانبهن

تقرير- أسامة محمود

انشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة التبرع للغارمات للتخفيف عنهم والمساعدة فى خروجهن من السجن ، وتباينت الأراء حول الظاهرة بين مؤيد ومعارض لها ، وتعد قضية الغارمات في مصر من القضايا الشائكة، والتى تحتاج معالجة بشكل مناسب ،خاصة أن الكثير يعتقد أنها عادية ، ولكن فى الفترة الأخيرة أثارت الجدل وكثر الحديث عنها من البعض والذين يرفضون أن تقضي ربات المنازل عدة سنوات بالسجن، بسبب دين بمبلغ قد لا يتعدى 1500 جنيها أو 3 آلاف جنيه، فقط لأنهن وقعن ضحية سلامة النية، وكل ما رغبن فيه هو سد احتياجات عائلاتهن، وبناتهن من مستلزمات الزفاف، أو مستلزمات المنزل شراء ثلاجة، أو غسالة”.

وظهرت مبادرات للتبرع للغارمات اللاتى يقبعن فى السجون بسبب مبالغ ضئيلة بعد أن استدانوا لتوفير أجهزة او مستلزمات العروس، مؤخرا ولاقت الكثير من التأييد من قبل المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.

وانطلقت المبادرات المستمرة للتبرع لسجينات ديون “أداء الواجب”، ، تدرجيا وبدأ المواطن يستمع إلى آراء مختلفة، بعضها يتساءل عن جدوى التبرع لعائلة تشتري أجهزة منزلية فوق طاقتها من أجل التباهي أمام الأقارب والمعارف والأصدقاء، بخاصة أن المبالغة في تجهيز الفتيات في مصر أمر شائع للغاية، ويزداد في المناطق الريفية والشعبية، حيث من المعتاد أن تقتني العروس أكثر من غسالة، وأكثر من جهاز تلفزيون، وعدد قطع هائلاً وغير منطقي من الملابس وأغطية السرير.

وفي حين يرحب المشاهير في الرياضة بالمشاركة في دعوات التبرع للغارمات لإخراجهن من السجون، إذ إن أغلبهن دخلن بسبب إيصالات أمانة بمبالغ بديون بسيطة في معظم الأوقات، خرجت الفنانة شيرين التي عرفت بدور الفتاة المدللة والمرفهة “لينا” في مسرحية “المتزوجون” مع سمير غانم في سبعينيات القرن الماضي، لتدلي برأي غير سائد ترفض فيه بشكل مطلق التبرع للغارمات، بسبب إقدامهن على التبذير وشراء مقتنيات ومستلزمات استهلاكية كثيرة بلا سبب، وكذلك مساهمتهن في تزويج بناتهن بشكل مبكر.

المفارقة أن الفنانة التي لم تخش الصدام مع المجتمع ولا وابل الهجوم الذي لم ينقطع عبر السوشيال ميديا ممن يتهمونها بالانفصال عن الواقع والجحود والقسوة بحق فئة البسطاء، قالت كلماتها حضور وزيرة التضامن الاجتماعي، التي ترعى كثيراً من المبادرات التي من شأنها أن تخفف عن كاهل الغارمات في السجون سواء بإيجاد طرق لإنقاذهن من المحنة وأيضاً البحث عن وسائل إدماجهن في المجتمع، ليتمكن من إيجاد مهنة تخلصهن من وصمة السجن، حيث جاء النقاش في ندوة على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ38.

وقالت شيرين خلال الندوة: “أنا عايزة أشكر وزيرة التضامن على حاجات كتير عملتيها، ولكن اسمحوا لي أقول إني ضد التبرع للغارمات، وعارفة إني هتهاجم على الكلام ده”.

وأضافت: “بسمع إن الناس بتتبرع للغارمات.. لكن دول ناس فكرهم مترسخ ومتأصل بأفكار من سنين، زي أنهم يجيبوا 12 ملاية مع إن كفاية 4 بس، و2 تلاجة و4 شاشات و3 بوتجازات، وفي الآخر نسأل البنات ونلاقيهم ميعرفوش يطبخوا”.

نرشح لك : بعد أزمة شرين عبد الوهاب.. ماهي إجراءات دخول مريض الإدمان المصحة النفسية؟

وتابعت شيرين: “عايزين نعمل أفلام مؤثرة مش كارتون بس عن دور الأب والأم في مشكلة الزواج المبكر، والزواج مبقاش عند سن 18سنة وعند المأذون، بقى من 12 سنة والأهالي بتعمل جلسة عرفية ويجوزوا العيال، والبنت تخلف في سن 13 سنة وتموت في سن 14 من الضعف اللي بيكون فيه جسمها، والجدة تربي الابن، والزوج يتجوز تاني”.

وفى التقرير التالى يرصد “الموقع “رأى الدين فى التبرعات للغارمات وهل تجوز أم لا، وتقول الدكتورة ثناء الشيخ أستاذ التفسير بكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بجامعة الزقازيق، ومن علماء الأزهر الشريف، إن التبرع للغارمات يجوز بنص الآية الكريمة ” ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.السورة ورقم الآية: التوبة 60.

وأضافت “الشيخ” فى تصريحات لـ”الموقع “أن الإسلام حث على التكافل ومساعدة الفقراء والسائلين والغارمين، وأن يكون المسلم بجانب اخيه فى الشدائد ووقت الحاجة، مشيرا إن الرسول صل الله وعليه وسلم حث ايضا على التكافل وجبر الخواطر ومساعدة المحتاجين، مشيرة أنه لا بأس من التبرعات للغارمات خاصة أنهن قمن بهذا التصرف لعفة كريمتها واتمام زفافها، ولكن اضطرت الأم إلى الاستدانة من أجل هذا الأمر، موضحة أنه لابد من مساعدة هؤلاء.

وتابعت “الشيخ” أن الإسلام حث على مساعدة هؤلاء سواء من القرآن الكريم والسنة المشرفة، متابعة أن الصدقات المذكورة فى الآية هى زكاة واجبة، وتطوع والأخر اعتبرها فريضة، منتقدة الأراء التى ترفض وتعترض على التبرعات للغارمات، لافتة إلى من يعترض على هذه الأمر هل تعرف ظروف هؤلاء الغارمات ؟مشيرة إلى ان الغارمين المعروف عنهن أنهن الذين عليهن ديون وتعذر عليهن الأداء”ولجأن إلى الاستدانة لتجهيز أولادهن او للإيواء فى منزل مقبول للوقاية من الصقيع والارتفاع درجة الحرارة، مؤكدة اننا نسيرعلى منهج النبى صل الله وعليه وسلم ” ماخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما إن لم يكن إثما” .

وأردفت أستاذ التفسير أن القاعدة الأساسية فى الإسلام رفع المشقة والتيسير ورفع الحرج، كما قال صل الله وعليه وسلم :”لن يغلب عسر يسرين” دليل على التيسير وجبر الخواطر والوقوف بجوار الأخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى