الموقعتحقيقات وتقارير

السيول كشفت عوراتهم.. البنية التحتية تطفيء جمال «دبي»

تًعد الإمارات وخاصة دبي مقصد سياحي عالمي، ومطارها واحدًا من أشهر المطارات العالمية، إلا أن الأمطار القياسية التي لم تشهدها الإمارات من قبل تسببت في تشكل سيول عارمة، ورغم مرور 5 أيام على الأمطار العارمة التي ضربت البلد إلا أنها تحولت لفيضانات مستمرّة بسبب عدم القدرة على تصريف مياه العواصف على الرغم من جهود الحكومة لمحاولة تصريفها، فما السبب وراء ذلك؟.

كشفت الفيضانات التي تعرضت لها دبي، الثلاثاء الماضي، نتيجة الأمطار الغزيرة نقاط الضعف التي تعاني منها المنطقة أمام التغير السريع في المناخ، كما سلطت الضوء على برنامج تلقيح السُحب وفقا لتقرير نشرته وكالة “بلومبرغ”، السبت.

وأضاف التقرير أن ما جرى لدبي ترك خبراء المناخ والمواطنين العاديين يتساءلون عما إذا كان ينبغي لواحدة من أكثر مدن العالم حرارة وجفافًا أن تكون مستعدة بشكل أفضل لمواجهة العواصف الشديدة.

البنية التحتية ضعيفة

وكشفت السيول العارمة ومرور عدة أيام على هطولها، أن أنظمة الصرف بالإمارة غير كافية لاستيعاب الفيضان، حيث غمرت المياه المرآب تحت الأرض بالكامل وغرقت الشوارع والطرق السريعة والمنازل.

وبعد مرور العاصفة، قامت الحكومة الإماراتية بنشر الصهاريج لسحب المياه من الشوارع، لكن بعض المجمعات السكنية والبحيرات وملاعب كرة القدم المحلية ظلت مغمورة بالمياه بعدها بأيام.

غرق البيوت و المحال و قطع الطرق

ونتيجة لفيضان المياه بالشوارع حيث ارتفعت في بعضها لأكثر من متر ونصف، أدى ذلك إلى قطع الطرق مما أثر على الخدمات الأساسية، بحيث لم تتمكن محلات السوبرماركت من القيام بعمليات إعادة التخزين، وتوقف حركة البيع والشراء، وكذلك أثرت على وصول الموظفين إلى أماكن عملهم.

كذلك الأمر بالنسبة إلى مطار دبي الذي يعد أكثر المطارات ازدحاما بالمسافرين في العالم، فقد شهد نقصا حادا في عدد الموظفين في ظل توقع استمرار إلغاء الرحلات وتأخيرها حتى نهاية الأسبوع، وحتى أعلن رئيس طيران اليوم عودة رحلات الطيران بعد تأجيل و إلغاء 400 رحلة محليًا ودوليًا، وقالت بلومبرغ إن ممثلي حكومة الإمارات العربية المتحدة لم يردوا على الفور على طلب مكتوب للتعليق.

تصريف المياه عقبة رئيسية أمام جهود التعافي من الكارثة

وثبُت أنّ الفشل في تصريف المياه شكّل عقبة رئيسية أمام جهود التعافي من الكارثة في الدولة الصحراوية، حيث أدّت الفيضانات المستمرّة إلى إغلاق الطرق، وفي ظلّ عدم وجود شبكة لتصريف المياه الناتجة من العواصف، تعتمد السلطات على شاحنات الضخ لامتصاصها بخراطيم عملاقة ونقلها بعيداً.

وفي هذا الصدد ويقول كريم الجندي، المدير المساعد في شركة بورو هابولد للاستشارات الهندسية، إنّ تصريف المياه الناجمة عن العواصف لم يتمّ تضمينه على نطاق واسع في التخطيط للمدينة التي لم يتجاوز عمر معظمها بضع سنوات فقط.
وأضاف أنّه من الصعب للغاية تركيب أنظمة تصريف مياه العواصف بعدما جرى إنشاء البنى التحتية، مؤكدًا أنه بمجرّد بناء مدينة بطريقة معيّنة، تصبح إعادة تأهيل نظام مياه الأمطار أقرب إلى المستحيل.

وتابع: “مشاهد المدرجات والطائرات وهي تُقلع في المياه، لا أعتقد أنّها تتوافق مع سمعة دبي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى