اقتصادالموقع

«الذهب الأبيض بقى فالصو»..الآفات بريئة من تراجع محصول القطن المصري

>> «عاصي»: دول غربية اتحدت لهدم صناعة القطن في مصر

>> تم تهريب القطن طويل التيلة من مصر بطرق غير مشروعة

>> نقيب الفلاحين: مشكلة في التسويق والتسعير والمساحة القليلة

>> زراعة حوالي 350 الف فدان بعد 2 مليون فدان في الثمانينات

>> عجمي: تتم السيطرة على دودة القطن وليست سببا لعدم زراعته

كتبت- نورهان أبوزيد

القطن المصري طويل التيلة الذهب الأبيض كما كان يطلق عليه، تراجع تراجعا كبيرا إن لم يكن اختفى تماما، وبعد أن كانت الدولة تضع خطة بكل أجهزتها لموسم القطن، فحتى وزارة التربية والتعليم قديما كانت تمنح الطلاب اجازة موسم جمع القطن، بل وقامت مصانع غزل النسيج على القطن المصري…

وفي التصدير كنا ملوك القطن في العالم كله، وأصبحنا حاليا نواجه تهديدا حقيقيا في صناعة النسيج وتراجعا كبيرا في المساحة المزروعة من محصول القطن!

فما هي أهم أسباب هذا التراجع، وأين ذهبت نوعية القطن المصري الخالصة، ولماذا طغت أنواع أخرى مستوردة…؟

• البيما الأمريكي

المهندس حمدي عاصي، رئيس الإدارة المركزية للتعاون الزراعي رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة الأسبق، يقول إن مصر كانت قبل ثورة 52 تقوم بزراعة 3 مليون فدان من القطن طويل التيلة، وكانت تتميز به أمام كافة دول العالم في مواصفاته من حيث النعومة التي كان ينفرد بها القطن المصري و طوله وغيرها من المواصفات.

وأضاف عاصي، أنه إبان بناء السد العالي حدثت مقاطعة بين مصر و الولايات المتحدة الأمريكية وامتنع البنك الدولي عن تمويل الدولة فتوجهت مصر لشراء أسلحة من يوغوسلافيا مقابل أن نعطيهم قطن، لذلك اتحدت بعض الدول بالخارج في آخر فترة الخمسينات، لهدم صناعة القطن في مصر؛ لأنه كان سلاح قويا.

وتابع، تم أخذ القطن طويل التيلة بطريقة غير مشروعة للخارج وتم ظهور نوع “البيما الأمريكي” الذي يحمل بعض صفات القطن المصري؛ لكي ينافسه.

وأكمل، بدأ تراجع زراعته في مصر؛ لقلة الطلب عليه من الدول في الخارج؛ بعد أن تم استبداله بالقطن الأمريكي لأنه كان أقل في السعر.

وأوضح، أن الفلاح المصري بدأ بزراعة القطن بطريقة عشوائية فقام بزراعة 86 أو 85 صنفا في المحافظة الواحدة، فحدث اختلاط وأصبح القطن المصري رديئا بالنسبة للقطن العالمي.

• الآفات بريئة

الدكتور عصام عجمي، أستاذ المكافحة البيولوجية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، قال إن هناك آفات تهاجم القطن المصري منذ أن كان الذهب الأبيض و لم تحدث آفات جديدة مؤخرا.

نرشح لك : اقتصادي يكشف لـ«الموقع».. كيف تتخلص الدولة من الاقتصاد غير الرسمي؟

وأضاف عجمي، أن السبب الرئيس في قلة القطن المصري هو تقلص المساحات الزراعية؛ نظرا لسعر البيع؛ لأن القطن يستمر وقتًا يصل إلى تسعة أشهر فالفلاح في الوقت ذلك من الممكن يزرع أرضه مرتين بدلا من القطن نتيجة لربحه.

وتابع، الآفات التي تهاجم القطن لا تمثل خطورة في وقتنا، بسبب تقلص المساحات الزراعية فيما عدا دودة اللوز، ويعد أخطر نوعان بها دودة اللوز القرنفلية ودودة اللوز الشوكية، ولكن يتم السيطرة الكاملة عليها وليس داعيا لتقليل المساحة الزراعية للقطن.

وأكد عجمي، أن السبب الرئيس لتقلص القطن المصري اقتصادي وليس نتيجة الآفات.

• التسويق والمساحة

في المقابل، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن القطن المصري أجود أنواع الاقطان عالميًا، ولكن حدث في فترة الثمانينات والتعسينيات اختلاط أقطان فتوقفت عملية تصديره للخارج.

وأضاف أبو صدام، أن القطن في الوقت الحالي عاد لطبيعته، لكن هناك مشكلة في التسويق والتسعير والمساحة القليلة، لأن في وقتنا الحالى بيتم زراعة القطن في مصر في حوالي 350 الف فدان مع أننا في الثمانينات كنا نزرع حوالي 2 مليون فدان.

وتابع، السعر في الوقت الحالي قل عن العام الماضي حوالي 2000 جنيه؛ لأنه ليس هناك زراعة تعاقدية في مصر.

واكد أبو صدام، أنه لكي يعود القطن لمجده لابد من إقامة زراعة تعاقدية على زراعة القطن؛ لزيادة المساحات ويستقر السعر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى