الموقعمنوعات

إعلانات رمضان.. صناعة الاستفزاز والأذى

الإعلانات نوعين.. الأول تبرعوا للفقراء والمرضى.. والثانى اسكن فى كمبوند بعيد عن عامة الشعب 

متابعون: نشوف الإعلانات تشعر وكأنك فى بلد أوروبية كلها أثرياء: كفاية استفزاز

خبير إعلامى: إعلانات تجارية مستفزة وأصبحت طاردة ومنفرة للمشاهد والمستمع

تقرير- أسامة محمود

حالة من الاستفزاز للمواطنين واستياء بين المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعى وخاصة الطبقة المتوسطة ومحدودى الدخل الذين يشاهدون ما يقرب من نصف ساعة أو أكثر على قنوات التليفزيون المصرية في شهر رمضان يوميا، عشرات الإعلانات التجارية بين مزايا عروض الفيلات والمدن الجديدة الفارهة والشاليهات البحرية، والمنتجات السياحية من ناحية و حملات التبرع واستعطاف الجمهور لبناء مستشفيات الحروق أو أمراض القلب و سرطان الأطفال وكفالة اليتم والأرامل والمطلقات من ناحية أخرى وأصبحت الإعلانات فى مصر نوعين الاول تبرع للفقراء والمرضى والثانى تعال اسكن فى كمبوند وشاليه بعيد عن عامة الشعب”.

وانتقد الكثير من المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي كم الإعلانات التجارية “المستفزة” على حسب وصفهم التى تبث خلال وأثناء وبعد المسلسلات الدرامية فى هذا الشهر الكريم الذى يعد فرصة مميزة ورابحة لأصحاب الشركات الإعلانية ورجال الأعمال وأصحاب الوحدات السكنية الفارهة، ودون مراعاة لشعور المواطنين الأقل دخلا والأسر المتوسطة التى تعيش على الكفاف فى ظل ظروف اقتصادية قاسية عصفت بالغالى والنفيس بالنسبة لكل طبقات وفئات المجتمع.

فنرى إعلانات لأبراج ووحدات سكنية وكمبوندات وحدائق وحمامات سباحة للأطفال وفيلات وشقق فارهة، ومراكز تجارية وطبية متقدمة ومدارس دولية وجامعات عالمية وفتيات وأطفال تمارس ألعاب رياضية مختلفة في الحديقة العامة وشباب متسابقون على الدراجات وشركات أمن خاصة منتشر أفرادها فى كل جوانب الكمبوندات والشاليهات، بالإضافة إلى الورود والزهور تطل من كل صوب وسلالات الكلاب النادرة تمرح في حدائق الفيلات، وكلها أماكن باهظة الثمن تصل أسعارها إلى ملايين ومليارات الجنيهات وكأن مصر كلها أثرياء ورجال اعمال وينتظرون مثل هذه الإعلانات للحجز والعيش فيها، ويقوم بهذه الإعلانات عدد من الفنانين والمطربين الذى تتراوح دخولهم بالملايين فى مقابل الظهور بالإعلان، والتى يراها البعض أنها تعكس الواقع المصري وتناقضاته الاجتماعية والطبقية.

ولاقت هذه الإعلانات التجارية تعليقات من بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى وسط انتقادات لاذعة لأصحابها والقائمين عليها وكتب أحد المتابعين :كل يوم ساعة الفطار نفتح التليفزيون قبل كل برامج أو مسلسل نشاهد إعلانات مبهرة ومنتهى الرفاهية “شاليهات، فيلات، منتجعات، مراكز طبية متميزة” وكأننا نعيش فى دولة أجنبية متقدمة ولا نعيش فى مصر التى تمر بحالة اقتصادية وأزمة فى السوق وارتفاع كافة أسعار السلع قائلا: هى الإعلانات لمين؟ وهل هى عندنا فى مصر ولا فى دولة أخرى”.

وكتبت أخرى: منتهى الاستفزاز ..لماذا لا يحترم أصحاب الإعلانات والشركات الإعلانية شعور الأخرين خاصة الفقراء ومحدودى الدخل فى بلد أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر قائلة: كفاية استفزاز المواطن محدود الدخل الأزمة الاقتصادية دهسته”
والغريب أن بعد هذه الإعلانات الخاصة بالأثرياء وأصحاب الطبقة العليا فى المجتمع فى منتهى التناقض تظهر إعلانات التبرعات وحملات جمع الأموال من أجل بناء المستشفيات والمدارس وكفالة اليتامى والإنفاق على الغارمين، والمساكين والمرضى وخاصة مرضى السرطان من الأطفال والتى أطلق عليها المتابعين “إعلانات الشحاتة واستغلال الأطفال” ويقوم بها عدد من الفنانين والفنانات ايضا واستغلال الأطفال فى مشهد غير إنسانى ويظهر الطفل وهو جالس على كرسى متحرك او سرير بأحد المستشفيات ويحمل بذراعه أجهزة محاليل ويرتدى “ماسك” لاستعطاف المواطن للتبرع ومساعدة هؤلاء الأطفال.

وحسب رواد التواصل الاجتماعى أن إعلانات شهر رمضان الكريم هذا العام، اتسمت بإظهار مستوى الطبقية، التى وصلت إليها مصر، وانقسمت إعلانات الشهر الفضيل، إلى نوعين، الأول عن حلم العيش فى “كمبوندات وقرى سياحية ومنتجعات، وشقق وفيلات يصل سعرها إلى ملايين ومليارات الجنيهات، والنوع الثانى إعلانات الفقراء والمرضى، واليتامى والمحتاجين التى تدعو للتبرع لبناء المستشفيات لهم وعلاجهم من الأمراض التى يعانون منها.

وطرح عدد من المتابعين بعض التساؤلات فى موضوع الإعلانات التى ضجت منها الناس خلال شهر رمضان الكريم منها لماذا لا يتبرع أصحاب الكمبوندات والشاليهات والفيلات الفارهة والفنانين أيضا الذى يتقاضون ملايين الجنيهات من هذه الإعلانات لبناء المستشفيات وعلاج مرضى السرطان وتوفير كرتونة رمضان وإفطار صائم وكفالة اليتيم.

من ناحيتها قالت الدكتورة ماجدة باجنيد رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، إن موضوع الإعلانات الخاص بـ”الشاليهات، الكمبوندات، والمنتجات السياحية” ويقوم بها بعض الفنانين والممثلين أصبح مستفزًا للغاية مشيرة إلى أن هذه الإعلانات كانت موجودة فى السابق ولكن ليست بهذا الشكل الفج والكبير، موضحة أن أصحاب هذه الإعلانات لا يهمهم أن المواطن يحتاج أم لا ولكن مايمهم فى المقام الأول توصيل الرسالة للناس ومن يلتقط الفكرة يذهب إلى صاحب الإعلان او الشركة المعلنة.

نرشح لك : «آثرى ولا غير آثرى».. معالم تراثية وتاريخية تفرق دمها بين القبائل..تنتهى بالهدم والإزالة..«الموقع» يفتح الملف

وتابعت “باجنيد” أن من يخطط لمثل هذه الإعلانات يستهدف شريحة معينة من المجتمع ولكن الطريقة التى يعرض بها الإعلان تصل لكل فئات المجتمع، ونرى ذلك فى إعلانات كثيرة فى بداية وبين وأثناء ونهاية المسلسلات الدرامية، منتقدة إعلانات وحملات التبرعات الكثيرة وغيرمقبولة بهذا الشكل والتى وصفتها بـ”الفظيعة” التى تبث على شاشات الفضائيات خلال شهر رمضان الكريم وخاصة أنها حملات على كافة وسائل الإعلام لافتة إلى أن الهدف من كل ذلك هو جمع الأموال والبحث عن الفلوس ،بمعنى أن تظهر الرسالة من إعلانات الشاليهات والمنتجعات للاستثمار بارقام فلكية، ملايين الجنيهات” وعلى الجانب الأخر حملات تبرعات على سبيل المثال “الناس للناس” والتى زادت وتكررت على اكثر من محطة وبشكل مستفز أيضا طاردة ومنفره للمشاهد وللمستمع وتجعله يذهب للمحطات المشفرة المشاهد.

وفى نفس السياق يقول الدكتور حسن على أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام جامعة السويس السابق، إن هناك حالة من الفوضى الإعلانية تشهدها الساحة الإعلامية، والكثير من هذه الإعلانات ، تستفز المشاهد ولا تراعى مشاعر من هم تحت خط الفقر،كما أن هناك إعلانات تتوجه لطبقة الغنى والثراء الفاحش،وكأن لا يعيش فى المجتمع إلا الاثرياء والأغنياء فقط دون مراعاة للطبقة الفقيرة والتى زادت فى الفترة الأخيرة بعد الأزمة الاقتصادية القاسية، وإعلانات أخرى من أجل التبرع للفقراء وتطوير العشوائيات وعلاج مرضى السرطان والحروق وجمع الأموال من أجل إفطار من لا مال له.

ويضيف “على” فى منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” حصل “الموقع “على نسخة منه أن “كعكة” الإعلانات موزعة بين اعلانات الشوارع والطرق” ” الاوت دور” التي لا ينظمها قانون حتى الآن وهى إعلانات تقدر بمليار جنيه، أما إعلانات التليفزيون والإذاعة فقد تفرق دمها بين القبائل .. التي توحدت تحت راية إحدى الشركات المحتكرة للسوق الان ،أما إعلانات الصحف الف رحمة ونور عليها ماتت والبقية هربت إلى فضاء الانترنت الذى سحب البساط من الجميع على حد قوله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى