هلال وصليب

أصحاب الكرامات الديجيتال.. رحلة مبروك عطية من العمة والقفطان لملك الـ«تيك توك»

تاركا العمامة والزي الأزهري معتمدا على ارتداء “الملابس المودرن” ناطقا بلسان مصريا شعبيا يعتمد على خفة الظل وسرعة البديهة، قدم لنا الدكتور مبروك عطية نفسه على أنه داعية خرج من رحم الألفية الثالثة، ليشغل حيزا كبيرا وسط مجموعة من الدعاة الجدد ومنهم عبدالله رشدي الذي لا يلقى نفس قبول “عطية” وسط الجمهور بسبب أسلوبه الذي يغلب عليه العنف والبطش.

“نطق بما لا يعي بالمخالف للحقيقة والواقع” كان ذلك سبب استدعاء نقابة الإعلاميين للدكتور مبروك عطية، خلال الساعات القليلة الماضية، إثر تصريحاته الأخيرة في ظهوره ببرنامج “يحدث في مصر، رفقة الإعلامي شريف عامر مقدم على قناة “إم بي سي مصر”. عرف مبروك عطية عن طريق ردوده التي لاقت إعجاب بعض متابعيه بخصوص القضايا الواردة له عن طريق اتصالات هاتفية بإحدى البرامج التي يقدمها

كان الشكل الذي خرج به الداعية مبروك عطية سببا لإثارة فضول متابعيه، عن طريق حمله الوردة طول حلقات برامجه، وارتداءه لنظارة شمسية أوضح أنها تخفي ما لحق بعينيه بعد ذلك، وملابسه الأقرب للتجديد منها إلى التقليد، حيث أحبه المشاهدين وانتشرت مقاطعه على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

لم يترك “عطية” جدلا إلا وشارك فيه برأيه، بطريقة فكاهية في بعض الأحيان، وطريقة جادة وبانفعال باد في أحيان أخرى، حيث طوع اللغة وانفعالاته لذلك.

تربع الدكتور مبروك عطية على عرش “تيك توك”، بعدما اتجه نجوم ذلك التطبيق للتسابق في استخدام فيديوهاته وأسلوبه، ومن هنا أصبح لديه جمهور عريض من الشباب والشابات والمراهقين والمراهقات.

وذلك لأن تطبيق التيك توك الآن هو أكثر التطبيقات جذبًا للمراهقين في مصر حيث تتراوح أعمار 41% من مستخدمي TikTok بين 16 و24 عامًا، وبحسب الأبحاث العالمية الخاصة بالاتصالات فإن مصر بها 90% من المراهقين والشباب يستخدمون السوشيال ميديا أي حوالي 19 مليون شخص.

بدايته الإعلامية

قدم الدكتور مبروك عطية خلال حياته برنامجين تلفزيونيين، لاقى كل منهما رواجاً وقبولاً واسعاً، وكانا متخصصان في الفتاوى الدينية والإجابة عليها وهما “برنامج الموعظة الحسنة وكان يُعرض على قناة دريم الفضائية، وبرنامج كلمة السر وكان يُعرض على قناة إم بي سي مصر”.

كما تستضيف العديد من الفضائيات الدكتور عطية في برامجها اليومية، على رأسها برنامج يحدث في مصر الذي يُعرض على إم بي سي مصر، وهو من البرامج التي تستضيفه بشكل متكرر وتناقش معه الكثير من الأمور الحياتية التي تهم الناس والمجتمع.

كانت لغة الداعية مبروك عطية الأزهرية الوسطية ونظارته والورد التي يمسكها في يده، ولغتة الشعبية البسيطة ورسائله أسباب في جذبه جذب عقول المصريين وصولا إلى جميع الطبقات، حيث تسلل بين المصريين بإلقاء بسيط وطريقة إقناعه.

كما اختار مبروك عطية لنفسه موضوعات جدلية من شأنها أن تصبح “تريند” على مواقع التواصل الاجتماعي وتساهم في انتشار فيديوهاته على نطاق واسع خاصة بين الشباب وصغار السن الذي يبحثون عن الدعاة الجدد.

حياته

الدكتور مبروك عطية بالأزهر الشريف في سن مبكرة، حينما حفظ القرآن الكريم كاملاً، ثم حصل على شهادة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى في كلية اللغة العربية بالقاهرة من قسم اللغويات في عام 1989، والتحق بمجال التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي في المملكة العربية السعودية ولمدة ستة أعوام.

ويعمل حالياً رئيسًا لقسم اللغويات في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر، حيث ساهم في التأليف المدرسي وحصل فيه على الجائزة الأولى وذلك في عام 1990 وتم تدريس كتابه المقرر هذا لمرحلة الأول ثانوي ولمدة أحد عشر عام، وشارك في مؤتمر ظاهرة الضعف اللغوي في المرحلة الجامعية سنة 1996 في مدينة الرياض.

ترينداته

لطالما أثار الداعية المصري مبروك عطية ضجة كبيرة إثر تداول مقاطع فيديو له، من ضمنه لحظة اعتدائه على أحد الأشخاص داخل المسجد، نظرا لتحدثه أثناء خطبة يلقيها.

وبدأ مقطع الفيديو بخطبة الدكتور مبروك عطية في أحد الدروس التي يلقيها لكن تحدث أحد المتواجدين أثناء الدرس، الأمر الذي أزعجه، وقال: “يا جماعة فيه خلل هنا عاوز اعرفه.. أنت يا ابني ياللي بتتكلم مينفعش.. أول مرة في تاريخنا يحصل ده فيه إيه، متابعا “أنا لازم أروحله متعودتش أبقى قاعد كده، أقوم أروحله علشان أشوف الحدوته”.

وعلى الفور ذهب أستاذ الشريعة إلى مجموعة الأشخاص الذين صدر من جهتهم الصوت، قائلا: “مين بقى اللي عاوز يفسد علينا علمنا.. أتخرصت دلوقتي؟”، ليجمعهم جميعا أمامه حتى يتمكن من رؤيتهم.

وانتشر في نهاية العام الماضي هاشتاج يطالب بوقف مبروك عطية، لكنه رد عليه في بث مباشر على “فيسبوك” إنه خلال لقاء له تحدثت معه سيدة يضربها زوجها بالسكينة وخلافه.

وأضاف أن رد بالرد الذي يرضي الله عز وجل، مؤكدا أن “كل كلمة رديت بها لها دليل في السنة، لعدم وجود الزوج”، وأضاف أنه سأل الفتاة عن مزايا زوجها فردت بأنه يأتيها بأحسن الطعام وأفضله، لافتا إلى أنه في الحلقة نفسها وقبل الانتهاء طالب كل رجل أن يقبل رأس زوجته ويحنو عليها.

وتابع أنه الوحيد الذي فسّر قول الله تعالى بأن “الرجال قوامون على النساء”، بأنهم خدامون عند النساء، وأوضح أن ذلك لأنه سريع القيام عليها أي يسارع في عملها ومساعدتها، ولفت إلى أن الأشخاص يصيدون كلمة ويتركون آلاف الكلمات وعملوا عليها “هاشتاغ”: “هما مش لاقيين في الورد عيب قالوا يا أحمر الخدود”.

كانت أزمته الأخيرة هو تعليقه على زواج الشباب غير القادرين هلال الأيام الحالية، واصفا إياه بأنه زيجة حرام لأنها فقدت شروط صحة الزيجة ما تسبب في غضب عارم تجاه الداعية الأكثر شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى