اقتصادالموقع

أزمات لا تنتهي.. صناعة الدواجن في مصر إلي أين ؟

خروج 40% من المربين من السوق.. وطن الأعلاف وصل 29 ألف جنيه

كتب-محمود السوهاجي

تواجه صناعة الدواجن في مصر أزمة منذ أكثر من عام، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، التي تشكل نحو 75% من تكلفة الإنتاج ونتج عن ذلك ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق المحلية، وخروج العديد من مربي الدواجن من الصناعة.

وعلى الرغم من الإفراجات المستمرة من مستلزمات الأعلاف من قبل الحكومة، إلا أن أسعار الدواجن لا تزال مرتفعة.
ورغم هذه الإفراجات إلا أنه مازالت أسعار الدواجن في الأسواق المحلية مرتفعة، وسجل الكيلو منها 75 جنيها ويزيد عن ذلك في بعض الأماكن.

كما سجلت أسعار كيلو الصدور 85 جنيه، وكيلو الدبابس 80 جنيه، وكيلو الأوراك 78 جنيها، والبانيه 150 جنيه.
وسيطرت حالة من الإضطرابات على المشهد في صناعة الدواجن بين الحين الأخر بسبب قلة المعروض من الأعلاف وارتفاع أسعاره.
ويرى خبراء أن ذلك يرجع إلى عدة أسباب، منها:”ضعف حجم الإفراجات التي لا تتجاوز 25% من الاحتياجات الفعلية، ووجود سوق سوداء للأعلاف، وزيادة أسعار الذرة وفول الصويا عالميًا.

وطالب مربو الدواجن الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيض أسعار الأعلاف، وتوفير كميات كافية منها، ووضع آلية لتوزيعها بشكل عادل.

وتتواصل عملية الإفراج عن مستلزمات الأعلاف بالتنسيق مع البنك المركزى، كان آخرها الإفراج عن 260 ألف طن من الذرة وفول الصويا بحوالي 133 مليون دولار.

وشمل الإفراج 175 ألف طن من الذرة بحوالي 63 مليون دولار وحوالي 85 ألف طن من فول الصويا بقيمة حوالي 64 مليون دولار، وأيضا إضافات أعلاف بحوالي 6 ملايين دولار، ليكون إجمالي ما تم الإفراج عنه خلال الفترة من 16 أكتوبر2022 حتى حتى الآن حوالي 7.8 مليون طن بإجمالي مبلغ 3.7 مليار دولار .

نرشح لك : تراجع أسعار البصل بعد وقف التصدير.. وخبراء: الانخفاض سيستمر

وخرج مايزيد عن 40% من مربي الدواجن من الصناعة رغم الإفراجات المستمرة لمستلزمات الأعلاف، وذلك بسبب زيادة أسعار الأعلاف.

وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قد استجاب لمطالب المربين والاتحاد العام لمنتجي الدواجن، بزيادة الكميات المفرج عنها من الذرة وفول الصويا، موجها بتوفير موارد النقد الأجنبي اللازمة لزيادة كميات الأعلاف في السوق المحلية، وتسريع إجراءات الإفراج عن شحنات الذرة الصفراء وفول الصويا؛ من أجل الحفاظ على استمرارية دورات إنتاج الدواجن في المزارع، وتفادي أية انقطاعات في الإنتاج.

ومن جانبه، أكد ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن تدخل الحكومة لزيادة الإفراجات من مستلزمات الأعلاف خطوة إيجابية، ولكنها جاءت متأخرة، ولم تسهم في انخفاض أسعار الدواجن بشكل كبير.

وأضاف الزيني أن صناعة الدواجن تحتاج شهريا حوالي 900 ألف طن من الأعلاف، منها 650 ألف طن ذرة و250 ألف طن فول صويا، ويجب أن تكون الإفراجات كافية ومستدامة حتى تنخفض أسعار الأعلاف.

وأشار الزيني إلى أن طن الأعلاف وصل إلى 29 ألف جنيه، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن سعره السابق البالغ 23 ألف جنيه. وهذا الارتفاع في أسعار الأعلاف جعل المربي يتخوف من المجازفة في ظل الأسعار المرتفعة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الدواجن في الفترة المقبلة.

وأكد الزيني أن ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا وما صحبه من ارتفاع في أسعار الأعلاف تسبب في خروج أكثر من 40% من المربين من الدورة الإنتاجية.

وطالب الزيني بتشكيل لجنة أزمة لوضع حلول عاجلة للصناعة الدواجن الكبيرة من خلال توفير الأعلاف بشكل مستدام وبكميات كبيرة حتى يساهم في تراجع الأسعار بنسبة 25%.

وأشاد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، بالتدخل السريع من جانب الحكومة لحل أزمة الأعلاف، ولكنه اعتبر أن هذا الحل مؤقت حيث لا يوجد أمامنا حاليا سوى استيراد مستلزمات إنتاج الأعلاف من الخارج، لأن الإنتاج المحلي غير كافي الاحتياجات.

وطالب أبو صدام الحكومة بضرورة وضع حلول جذرية لأزمة الأعلاف التي تستخدم في صناعات كثيرة، مشيرا إلى أن نظام “الزراعات التعاقدية” للذرة وفول الصويا غير كافي لحل أزمة الأعلاف، لأنه يعتمد على المساحات القليلة المزروعة، لكن صناعة الأعلاف تحتاج إلى مساحات كبيرة من الذرة وفول الصويا.

ولفت أبو صدام إلى ضرورة زراعة مساحات كبيرة من القطن الاستفادة من البذرة بعد عصرها حيث تستخدم كبديل للذرة الصفراء وكأعلاف للحيوان.

وأوضح أحمد نبيل، نائب رئيس شعبة البيض باتحاد منتجي الدواجن، أن أسباب زيادة أسعار مستلزمات إنتاج الأعلاف يرجع إلى قلة حجم الإفراجات التي تتم من قبل وزارة الزراعة، حيث أنها غير كافية للسوق.

وأضاف نبيل أن الكميات التي يتم الإفراج عنها تشارك فيها قطاعات مختلفة وتدخل كأعلاف للأسماك والمواشي، بالإضافة إلى دخول الذرة في صناعات كثيرة منها الزيوت، كما يدخل فول الصويا في اللحوم المصنعة وصناعات أخرى.

وأشار نبيل إلى أن استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد الثروة الداجنة، ويجعل المنتجين يتحملون خسائر كبيرة وهو ما يجعلهم يخرجون من السوق الإنتاج.

وفي محاولة جديدة لحل أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة المعروض بالأسواق، لجأت وزارة التموين والتجارة الداخلية إلى تسجيل المصانع العاملة في صناعة الأعلاف في البورصة المصرية للسلع.

ويتيح هذا التسجيل للمصانع ذات الطاقة الإنتاجية من 20 إلى 100 طن يوميًا الحصول على الذرة الصفراء المستوردة لتحويلها إلى علف للدواجن لصالح صغار المربين. كما يحق بيع الذرة الصفراء لجهات لديها بطاقة ضريبية وسجل تجاري ساري، على أن تكون إنتاجية تلك الجهات بحد أقصى 20 ألف طائر.

والبورصة المصرية للسلع هي أول بورصة سلعية في مصر، وتهدف إلى تقليل حلقات تداول السلع بين المنتجين والمزارعين. فمن خلالها يستطيع التاجر أو المزارع أو المنتج إيداع السلع بمخازن وزارة التموين ليتم تداولها على شاشات البورصة، حيث تتحكم آليات وقوى العرض والطلب بين البائع والمشتري في تحديد سعر تلك السلع لصالح المستهلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى