الموقعتحقيقات وتقارير

2021 الأخطر في حالات الانتحار..5 مليون حالة اكتئاب في مصر..«الموقع» يرصد أسباب الظاهرة في المجتمع المصري .. خاص

19 حالة انتحار في شهر رمضان الماضي فقط
وسائل الإعلام وصناع الدراما يتحملان جزء من المشكلة
خبير نفسى: غياب القيم الاجتماعية والأخلاقية يزيد معدلات الاضطرابات الشخصية

كتب- أسامة غانم

شهد عام 2021 والذى شارف على الانتهاء بعد أيام قليلة، سلسلة من حوادث الانتحار التي أفجعت قلوب المصريين وبات تثير جدلا كبيرا نتيجة للأسباب والدوافع المؤدية للانتحار على اختلاف الوسيلة خاصة بين الشباب والمراهقين صغار السن.

ويرصد “الموقع” في التقريرالتالى أسباب ودوافع الشباب للانتحار والتي زادت خلال عام 2021فى عدد من المحافظات، إذ أقدم عدد كبير من المصريين على الانتحار لأسباب مختلفة تتعلق بمشاكل المذاكرة والتحصيل المدرسي، والأزمة الاقتصادية ومشاكل الزواج، وأزمات نفسية، وعدم وجود عمل.

وفى شهر رمضان الماضي والذى شهد زيادة في عدد حالات الانتحار فقط وبلغت19 شخصًا على مستوى محافظات مصر، وهو ما مثل صدمة كبيرة لأسرهم بسبب الانتحار في الشهر الكريم الذي يحرص فيه الجميع على التقرب إلي الله بالأعمال الصالحة.

واختلفت طرق الانتحار من شخص لآخر، حيث تخلص البعض من حياتهم إما بقرص كيماوي سام وهو أكثر وسيلة مستخدمة للانتحار خاصة في محافظات الدلتا، أو بصنع مشنقة لنفسه والانتحار بها، وهما أكثر وسيلتين استخدمهم المقبلون على الانتحار، بالإضافة إلى وسائل أخرى كالقفز في المياه، أو وسائل أخري مثل سم الفئران.

وتخلصت زوجة في ميت غمر بمحافظة الدقهلية من حياتها بقرص “الغلة السام” لوجود خلافات عائلية بينها وبين زوجها، وظلت تعاني يومين من تأثير السم في جسدها إلي أن لفظت أنفاسها الأخيرة، وكذلك الحال انتحر عامل عمره 19 سنة، في مركز المنصورة، لرغبته الزواج من فتاة، إلا أن والدته رفضت ذلك لصغر سنه، وهو ما جعله يقدم على الانتحار، بأن تناول حبة “حبوب الغلال السامة” التي تحفظ الحبوب.

وقفز شاب من أعلي كوبري نفيشة بالإسماعيلية ليسقط في ترعة الإسماعيلية، وتستخرج جثته بعدها بساعات وتبين أنه مقيم بعزبة أبو حسان التابعة لمركز ومدينة أبو صوير وكان يعاني من أزمة نفسية خلال الفترة الأخيرة، وكان يتناول أدوية مضادة للاكتئاب، بعد تعرضه لأزمة نفسية، نتيجة أزمات مادية تعرض لها.

نرشح لك: الدكتور شريف فاروق رئيس هيئة البريد المصري: : نحظى بكل الدعم والجهد من الدولة (حوار الموقع)

وشهدت مدينة السنطة بمحافظة الغربية، انتحار ربة منزل بتناولها سم الفئران، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة داخل مستشفى السنطة المركزي عقب سلسلة من الخلافات مع زوجها دفعته إلى تطليقها، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية، وبسبب الخلافات أيضا تسببت مشكلة بين مهندس وزوجته علي الإفطار في منزل أسرتها إلي تركه المنزل وتناوله « سم فئران» وأقراص دوائية ، تناولها بعد حدوث مشادة كلامية مع زوجته عند زيارتهما أهلية زوجته أثناء تناول طعام الإفطار بمنزل أسرتها بمنية النصر في الدقهلية، وتمكن أطباء مركز السموم بالمنصورة من إنقاذ حياته.

وأقدمت طفلة عمرها 11 عام، على الانتحار بشنق نفسها في سقف الشقة التي تقيم فيها مع أسرتها بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة، بعدما تركتها والدتها بمفردها في الشقة، فصعدت الطفلة أعلى الثلاجة، وعلقت حبلا في قطعة حديد تتدلى من السقف، ثم شنقت نفسها.

ولفظ شاب يعمل سائق توك توك، أنفاسه الأخيرة في الدقهلية، متأثرا بتناول قرص كيماوي يستخدم لحفظ الغلال حبة الغلة السامة في نهار ثاني أيام شهر رمضان المبارك، عندما أقدم علي الانتحار لمروره بأزمة نفسية بعد وفاة ابن خاله بقرية ميت يعيش مركز ميت غمر، وتوفي عقب وصوله للمستشفى.

وانتحر شاب يعاني من إعاقة في أحد قدميه ويده، في الدقهلية بتناوله قرص كيميائي يستخدم لحفظ الغلال وذلك لمروره بحالة نفسية سيئة بسبب إعاقته، حيث توفى عقب وصوله إلى مستشفى شربين المركزي، وأكدت والدته وشقيقة معاناته من أزمة نفسية بسبب إعاقته.

ووقعت محاولات انتحار أخري خلال شهر رمضان في محافظات كفر الشيخ والدقهلية ودمياط وسوهاج، إلا أن الله كتب لأصحابها النجاة من الموت، وأعطي لهم فرصة جيدة في الحياة لعلها تكون مختلفة عن محاولة الانتحارعدة وقائع وحالات انتحاران من بينها قبل أسبوعين انتحار ربة منزل في منطقة بولاق الدكرور (بمحافظة الجيزة) تبلغ من العمر 31 عاماً، وكانت تعاني من حالة من الاكتئاب، وهي مطلقة وليس لديها أطفال.

كما انتحر خلال الايام القليلة الماضية مريض نفسي في منزله بمنطقة “أبو النمرس” بمحافظة الجيزة، إضافة إلى واقعة انتحار فتاة بالقاهرة عبر بث مباشر على الإنترنت، وغيرها من الوقائع المتعددة في هذا الإطار.

ويقول الدكتور محمد عبد المنعم أخصائي الطب النفسي والخبير النفسي النسبة الأكبر ضمن حوادث الانتحار حول العالم عادة ما تكون في صفوف “المراهقين والشباب”؛ نظراً لما يعرف بحالة “تدهور سن المراهقة”،ولكن فى عام 2021 لم يقتصر على الشباب فقط حيث زادت حالات الانتحار بين الفئة الأكبر ومن مختلف الأعمار في مصر سواء من النساء أو الشباب نتيجة لبعض الاضطرابات النفسية قد تدفع بعض الشخصيات إلى محاولة الانتحار.

ويضف “عبد المنعم” فى تصريحات لـ “الموقع” أن هناك ثقافة داخل المجتمع أن المريض النفسي “مجنون” والتي تعد وصمة عار للمريض الذى يعانى من اكتئاب أو أعراض نفسية ،مشيرًا إلى ان هذه الثقافة جزء من مشكلة معالجة هذه القضية، وخاصة أن بعض الناس تتهرب من “المرض النفسي” وكأنه “سُبه فى جبين الانسان المريض”.

وتابع “عبد المنعم” أن هناك تقرير صدر مؤخرًا من منظمة الصحة العالمية، يفيد بأن نسبة ومعدل الاكتئاب زاد من 1% إلى 5% وبترجمة هذه الإحصائية بالنسبة لسكان مصر الذى يبلغ 100 مليون نسمة، فإنه يوجد 5 مليون حالة اكتئاب في مصر، متسائلا: كم شخص من هذه النسبة يذهب للطبيب للعلاج؟،لافتا إلى أن الدراما والأعمال الفنية والمسلسلات على مر التاريخ تقدم المريض الذى يعانى من الاكتئاب او اعراض نفسية في صورة شخص قاتل ومجرم، ويتم تجاهله من بعض الأطباء الذين يتصدرون المشهد على القنوات الفضائية، في التعليق على حالات الانتحار محملا وسائل الاعلام وصناع الدراما مسئولية هذا التجاهل .

ويتابع “عبد المنعم” أن هناك عامل اخر لا يقل أهمية عن الأسباب السابقة منها غياب القيم الأخلاقية والاجتماعية يخرج للمجتمع او يزيد معدلات الاضطرابات الشخصية بمعنى شخصية غير سوية لا تتحمل الصمود تملك مهارات كافية للتكيف في المجتمع ،فقدان مهارات الاتصال مع الأخر، قدرتها على التعايش أقل وبالتالي كل هذه العوامل تؤدى إلى زيادة عدد حالات الانتحار عالميا وليس فى مصر فقط، بالإضافة إلى عدم التوعية الكافية “نسأل مين” والاتجاه إلى مواقع التواصل الاجتماعي والاعتماد على معلومات مجهولة غير موثقة من مصادر غير معروفة او متخصصة.

وأوضح الخبير النفسي، أن غياب التواصل مع الأسرة أيضا ساعد في زيادة حالات الاكتئاب، بالإضافة إلى هناك عوامل اقتصادية مزعجة شهدها العالم خلال عام 2021 أدت أيضا إلى زيادة حالات الاكتئاب والانتحار فى الفترة الأخيرة من “ارتفاع الأسعار، التضخم، وازمات اقتصادية أدت إلى عوامل ضغط على الأسرة، لافتا إلى أن الإعلام هو القوة الناعمة لتغيير ثقافة المجتمع، وخاصة أن الإعلام له دور كبير في توعية وثقافة المجتمع عن المريض النفسي والطبيب النفسي، مطالبا وسائل الاعلام وصناع الدراما والأعمال الفنية بالقيام بدورهما تجاه هذه القضية وتوعية المجتمع، بالإضافة إلى العودة للتمسك بالقيم الدينية والأخلاق الحميدة والتي تعود على الانسان في النهاية بالنفع واستقرار الحالة النفسية للمواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى