وكلاء الله في الفضائيات.. معز مسعود.. شهريار الدعوة وصياد الجميلات وآخر أعماله أغنية بصوته (ملف خاص)
بدأ كقائد فرقة موسيقية ووصل مصروفه 1000 دولار في الأسبوع ثم اتجه للدعوة بالصدفة
درس في الجامعة الأمريكية بينما استمر في تلقي العلم الشرعي لـ 10 سنوات واحتضنته قناة “أقرأ”
تزوج 4 مرات في 16 عامًا أقصرها استمرت 6 أشهر.. وحلا شيحة آخر زيجاته
أسس شركة لصناعة المحتوي الإعلامي أنتج من خلاله فيديو كليب ومسلسلات درامية.. و”الطريق الصح” بدايته كداعية
بين الجيم والظهور بـ”الجيتار”.. ترك الدعوة ووصف نفسه بـ”العالم”
كتبت -علا خطاب
“4 زيجات ودعوة وأشياء أخري”، هكذا يمكن وصف حياة الداعية الكاجوال والمنتج، معز مسعود، التي فاقت شهرته نجوم السينما والدراما، وتحول مع الوقت لـ”تريند”، بل وتصدرت أخبار زيجاته من مشاهير عناوين الصحف والمواقع، ورغم أنه طل علينا في مطلع الألفية الجديدة كأحد الدعاة الجدد في مصر، من خلال برامج دينية بسيطة تستهدف الشباب إلا أن الأحداث الأخيرة في السنوات الماضية، جعلتنا نتناسي أمر الدعوة بل ونشكك في الطريق الذي بدأ معه صدفة بالأساس.
وفي عام 2002، ظهر “معز مسعود”، لأول مرة، علي شاشة قناة اقرأ، متحدثَا اللغة الإنجليزية، ومخاطبًا مسلمين الغرب، بأسلوب سلس وشيق، فمن الوهلة الأولي لن تصدق أنه داعية إسلامي، فملابسه الكاجوال ونبرته الخفيضة وابتسامته التي لم تفارق وجه، تدفعك للظن أنك أمام أحد مدربي التنمية البشرية، التي ذاع صيتهم مع بداية الألفينات، إلا أنه حديثه عن تعاليم الإسلام السمح وتفسير بعض القضايا التي تحدث لغط لدي الغرب، جعل منه ظاهرة تتبع النهج التي أسسه الداعية عمرو خالد، وهو الدعاة الجدد أو المودرن.
فى نوفمبر من العام 2011، اختارته مجلة «الإيكونومست كأحد أكثر خمسة دعاة مؤثرين فى العالم الإسلامى، وذلك تزامنًا مع تراجع شعبية التيار الإسلامي السياسي والمنافسة الشرسة مع الدعاة السلفيين، دعاة التدين الشعبي الشبه رسمي.
بدايته
ولد معز مسعود عام 1978، عواش أول حياته في الكويت، ونشأ في بيت عربي، مسلم لعائلة معتدلة دينياً، كان متفوقا في دراسته كما كان موهوبا في الموسيقى فأصبح قائدا لفرقة موسيقية وعازفا للجيتار.
اللهو والعبث كلمتان تستطيع بهما تلخيص حالي في فترة مراهقتي حتى أواخر 1995، هكذا يقول معز معلقا على تلك الفترة في حياته، فمصروفه الشهرى وقتها كان يتجاوز ١٠٠٠ دولار فى الأسبوع الواحد.
إلا أنه بعد وفاة 6 أشخاص من أصحابه المقربين بشكل متسلسل ومفجع في وقت متقارب في نفس العام، ثم أصيب بورم وأجرى عملية جراحية لاستئصاله، ما جعله يغير أسلوب حياته لـ 180 درجة.
يعقب معز بقوله: من لا يتغير بعد أن يعرف الموت لا يغيره شيء آخر، بعد الحادثة كان لابد أن ألتزم ولو ظاهريا، كنت أشرب السجائر لكني تركت المعاصي الكبيرة، فكنت أذهب للبار ولكني لا أرقص أو أفعل المحرمات الكبيرة.
ويتابع: بعد سنة ونصف التقيت بشخص كفيف البصر في نفس عمري،19 سنة، يحب الله ويتقرب منه، تعلقت بهذا الفتى الذي يحب الله أكثر من أي شيء، وهنا اكتشفت الإجابة المتمثلة في وجود شيء غير حسي غير ملموس وهو صلة حب بين العبد وبين الرب، واتجهت إلى قراءة القرآن العظيم، وحفظته في 18 شهرا، وبدأت أتعلم العلم الشرعي وقرأت في الفقه والسيرة.
وبعدها قرر معز الالتحاق بالجامعة الأمريكية فى القاهرة تاركاً أسرته المقيمة بالكويت، ليحصل على بكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية في القاهرة في يوليو 2000.
كما أنه عضو في “مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي”، وكذلك باحث في “علاقة علم النفس بالدين” في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، حيث يحمل درجة الماجستير في الفلسفة.
العلم الشرعي
وعلي مدي عشر سنوات، درس معز مسعود العلوم الإسلامية بأسلوب مكثف على أيدي علماء كبار وذهب إلى مدن كثيرة في العالم، فتلقى العلوم الشرعية والسلوكية بالسند المتصل إلى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، على يد علماء ومربين كثر كالحبيب عمر بن حفيظ والدكتور علي جمعة والدكتور أسامة السيد الأزهري.
ويتمتع مسعود بأسلوب شيق ولغة حوارية معتدلة مع من حوله خاصة الشباب، وما يميزه أيضا أنه يلقي دروسه حول العالم بالإنجليزية إلى جانب العربية.
بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية، قام معز بتلبية دعوة لقضاء شهر رمضان 2002 م مع جالية إسلامية بمدينة نيويورك الأمريكية، كان يحاول حينها ترجمة القرآن الكريم للمسلمين غير المتحدثين باللغة العربية وشرح بعض المعاني والقاء بعض الكلمات المستوحاة من روحانيات الشهر الكريم فيما بين ركعات صلاة التراويح.
ومع الوقت وصلت كلماته في هذا المسجد إلى راديو وتليفزيون العرب (ART)، ليتصل به رئيس تطوير البرامج في قناة اقرأ للاتفاق معه على تقديم برنامج باللغة الإنجليزية للمسلمين في الغرب وغير المتحدثين باللغة العربية.
وقدم معز برنامجين باللغة الإنجليزية هما، الأمثال في القرآن Parables in the Qur’an ودرج إلى الفردوس Stairway to Paradise على قناة اقرأ الفضائية بين عامي 2002 و2006، وقد حصل البرنامجان على ردود فعل واسعة جدا ، لاسيما بين الشباب.
الطريق الصح
وفي شهر رمضان من عام 2007، ظهر معز مسعود لأول مرة في برنامج ديني باللغة العربية، وهو الطريق الصح، الذي تابعه ملايين المشاهدين من كل أقطار الوطن العربي، إذ تم تصوير البرنامج في خمس مدن رئيسية هي القاهرة، وجدة، وإسطنبول، ولندن، والمدينة المنورة، وهو ما لم يحظى به أي برنامج ديني من قبل.
وناقش معز في البرنامج عبر حلقاته العشرين قضايا مهمة ومؤثرة عند الشباب مثل، المخدرات والخمور والعلاقات بين الجنسين، المثلية الجنسية وجذور الإرهاب وغيرها من القضايا الحساسة، الذي لاقت إعجاب الكثير من الشباب حينها.
وفي غضون ساعات من إذاعة البرنامج نشرت الحلقات على موقع اليوتيوب وغيره من مواقع الإنترنت، وقام بتحميله حوالي مليون ونصف من المتابعين للبرنامج في أنحاء العالم.
مواهب آخري
وبجانب الدعوة وشهرتها بالنسبة لـ معز مسعود، حرص الأخير على التأكيد أن الفن لا يتعارض مع الدين، وظهر أكثر من مرة بصحبة الجيتار الخاص به، خصوصًا أنه في صغره كان قائدًا لفرقة موسيقية وعازفًا هاويًا، قبل أن يتجه بعدها للدعوة.
ومع الوقت بدأ “معز” يعيش حياة النجوم بشكل حرفي، لم لا وقد اتجه إلى السينما بمشاركته في إنتاج فيلم “اشتباك”، بطولة الفنان نيلي كريم وهاني عادل أحمد مالك، الذي اختاره مهرجان “كان” السينمائي ضمن أفضل 10 أفلام في 2017، وكان طريفًا أن نشاهد الداعية الديني على السجادة الحمراء في فرنسا.
ولارتباط معز مسعود، بالموسيقى في فترة شبابه، دفعته للقيام بتلحين وغناء نشيد بعنوان “لقد كفاني علم ربي” للإمام الحداد، مستعينًا بجيتاره، كما لحن أغنية “تتجوزيني”، والتي غناها الفنان هاني عادل عام 2016.
وفي العام الماضي، نشر أحد المتابعين صورة تجمع محمد رمضان ومعز مسعود، وتساءل هل هناك عمل فني يجمعهما؟ ليعيد “مسعود” نشر الصورة معلقًا عليه بقوله “ربما”.
بالإضافة لذلك كان هناك تعاون فني بين المنتجين معز مسعود ومحمد حفظي لتصوير فيلم جديد بعنوان “أميرة”، بطولة صبا مبارك وعلي سليمان، من تأليف وإخراج محمد دياب.
بينما أخر اعماله، الذي نشرها علي قناته الرسمية علي موقع اليوتبوب، أغنية “يارحلة” مع الفنان أمير عيد وفرقة كايروكي، حيث ظهر وهو يغني بصوته هذه المرة.
زيجاته
لا شك في أن من حق أي شخص أن يتزوج من يريد فهذا ليس مجالاً للرصد أو المحاكمة، ولكن عندما نكون أمام داعية يدعو لقدسية المرأة وغيرها من الدعوات، ويخالف ذلك عليه وقتها بخلع عباءة الدين والرضوخ للنقد بنفس راضية، وهو ما حدث مع زيجات معز مسعود الأربعة.
الزيجة لأولى: تدعى “سارة” وتخرجت من الجامعة الأمريكية وصاحبة لقب ملكة جمال الجامعة الأمريكية وتم إتمام زواجها على الداعية معز مسعود عام 2003 بحضور عدد محدود من الأهل والأصدقاء.
وأنجب “معز” من سارة، لكن غير معلوم للصحافة عدد أطفاله أو أسمائهم، إلا أنه ظهر معهم برفقة الفنانة حلا شيحة بعد عقد قرانه عليها مؤخرًا.
الزيجة الثانية: بسنت نور الدين المرشدة السياحية التي تخرجت في كلية السياحة والفنادق عام 2009 وعملت مرشدة سياحية وتخصصت في عرض مقاطع فيديو عن مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان ذلك أحد أسباب إعجاب معز مسعود بها، وتزوجت منه يوم 29 سبتمبر 2017، واستمر زواجهم لمدة 179 يومًا فقط، ما يعادل 6 أشهر ، ثم انفصلا سريعًا بسبب اختلاف في الآراء بينهما، وفق ما أعلنته بسنت.
تأتى الزيجة الثالثة للداعية معز مسعود من الفنانة شيري عادل، وذلك بعد أن شاركته مسلسل “السهام المارقة” في عام 2019 حيث كان منتج المسلسل بينما كانت تجسد أحد الأدوار الرئيسية في العمل، لكن سرعان ما انفصلا بعد عام من الزواج .
أما الزيجة الرابعة والحالية، هي من الفنانة حلا شيحة في يوم 8 فبراير سنة 2021، وذلك بعد عودتها للفن مرة أخري وخلعها الحجاب، وهو ما عرضهما للكثير من الانتقادات.
الدعاة الجدد
وبالتدقيق في مشوار معز مسعود كداعية ومنتج فيما بعد، نجد أن عددًا من المعايير حددت ملامح الدعاة الجدد الذين بزغ نجمهم مطلع الألفية الجديدة، أهم تلك المعايير تلقى التعليم الدينى خارج المؤسسة الدينية الرسمية وهى الأزهر الشريف، والاعتماد على التعليم المباشر والتثقيف الذاتى فضلاً عن الظهور بملابس كاجوال أقرب لملابس الجمهور نفسه الذى عادة ما يكون أغلبيته الساحقة من الشباب والنساء.
وكان عمرو خالد، كما أشارنا في تقرير سابق، هو مؤسس هذه المرحلة من الدعوة بآليات السوق الجديدة بحكم تخرجه من كلية التجارة، ليس فقط بمفرده بل تابعه وخرج من عباءته الداعية مصطفى حسنى، خريج كلية التجارة جامعة عين شمس، والداعية معز مسعود، لتفرز لنا تلك المرحلة تجار الدين الذين وقعوا فى ازدواجية القول والممارسة.
إذ نجد أنفسنا أمام داعية رأس ماله الوعظ بالتحكم فى الغرائز الجنسية والدعوة لصون المرأة والزوجة وتقديس مفهوم الأسرة ليكون ثروة طائلة من وراء تلك الدعوات فى البرامج الدينية، ثم يذهب بتلك الثروة باحثًا عن الشهرة والشهوة والزواج من الفنانات.
أرباح الدعوة
وفي السياق، دشن معز، بعد شهرته في البرامج الدينية، مؤسسة خيرية لدعم البحث العلمى، يتلقى من خلالها التبرعات من كافة أنحاء العالم، بل أصبحت فى الفترة الحالية هى مصدر دخله الوحيد بعد توقف مؤسسته «أكاميديا»، التي تبيع برامجه للفضائيات، وتشارك فى صناعة المحتوى الإعلامى الذى كان يقدمه منذ فترة، مثل مسلسل “السهام المارقة” وفيلم اشتباك.
لكن وبحسب مصادر مقربة من الداعية الديني، فأن والده هو مصدر تمويل مشروعاته الإعلامية التى بدأها على شاشة القنوات الدينية خلال أعوام ٢٠٠٧ و٢٠٠٨، ورويدا رويدا استطاعت شركة الإنتاج الخاصة به وبوالده تحقيق أرباحًا مالية طائلة حتى أن الشركة نفسها سلكت طريقا آخر مطلع ٢٠١٠ وأنتج من خلالها حفلات غنائية وفيديو كليب لبعض المطربين المشهورين كان أبرزهم محمود العسيلى.
